البيولوجيا وعلوم الحياة

آلية عمل طريقة “الإخصاب في الأنابيب مع زرع الجنين في الأم”

1996 تقنيات الطب البيولوجية وحقوق الإنسان

الدكتور يوسف يعقوب السلطان

KFAS

البيولوجيا وعلوم الحياة

تنطبق بعض الأمور التي اثيرت حول نظام الأم البديلة على الأطفال الذين تم إخصابهم في الأنابيب إذا كان الأبوان الراعيان غير الأبوين البيولوجيين. 

ويزيد الإخصاب خارج الجسم (أي في الأنابيب) من إمكانية الحصول على النتائج الممكنة من المجهودات البشرية في مجال التناسليات من حيث المحافظة على الصفات الوراثية، وعلاقات السلالة والنسب، والبيئة داخل الرحم والوالدية. 

ولقد تمت أول عملية إخصاب في الأنابيب بنجاح عام 1978 على اعتبار أنها طريقة لعلاج العقم الناجم عن انسداد قناتي فالوب (ستيبتو Steptoe وإدواردز Edwards، 1978).

 

ومنذ ذلك الوقت بلغ عدد الأطفال الذين تم إنجابهم باستخدام هذه الطريقة نحو 20 ألف طفل (آنجيل Angell، 1990/ب) حتى مع ازدياد الكفاءة وانخفاض التكاليف يبدو أن  هذه العملية لن تكون مسئولة عن عدد كبير من المواليد في أنحاء العالم بحيث يمثلون قضية من قضايا الصحة العامة.

ولا يمكن تبرير الاهتمام الذي توليه المنظمات الطبية المهنية والوكالات العالمية لهذا الموضوع على أساس أنه قضية هامة من قضايا واهتمامات الصحة العامة.

فالإخصاب داخل الأنابيب IVF ونقل الجنين من الأشكال غير الطبيعية للحمل الذي يحتاج إلى تكراره إثارة المبايض وثقبهاmultiple puncture  مرات متعددة لخلق ظروف غير طبيعية قبل الحمل وبعده.

 

وعلى الرغم من عدم وجود دلائل على أثر ذلك، إلا أنه لا يمكن حتى الآن أن تحدد بدقة ما إذا كان للتدخل المتكرر آثار ضارة على التكوين التشريحي والوظيفي للأجهزة التناسلية فقبل الحصول على البويضة يتم إثارة مبيضي المرأة بالهرمونات اللازمة للحصول على أكبر عدد ممكن من البويضات الناضجة في خلال دورة واحدة، ثم يتبع ذلك الحصول جراحيا على البويضات بثقب الجريبfollicle puncture  لإخصابها خارج الجسم بالمنى. 

وتنقل الخلية المخصبة (العلقة) blastocysts (المرحلة السابقة لتكوين المضغة ثم الجنين كما يشار إليها عادة، انظر الفصل الرابع) إلي الرحم من خلال المهبل. 

 

وقد يكون الرحم المنقولة إليه هذه المضغة أو الجنين رحم أم بديلة غير الأم الاصلية أو رحم الأم الاصلية صاحبة البويضة نفسها.

ولئن كادت فرصة نجاح الإخصاب في الأنابيب عالية تصل إلى نحو 70% من المحاولات، إلا أن نجاح نقل المضغة أو الجنين محدود يصل إلي 20% فقط في كل دورة علاجية. 

ومع تزايد احتمالات فقدان الأجنة أثناء الحمل فإن احتمالات إنجاب طفل حي (أي معدل الاطفال الذين يؤخذون إلى المنزل) تتراوح بين 10% و 15% في كل دورة علاجية. 

 

وتصر بعض المستشفيات التي تتمسك بالمبادئ الدينية أو مبادئ معارضة الإجهاض على أن جميع البويضات المخصبة أو العلقات الناتجة لا بد ان تزرع في داخل رحم الأم التي سيولد لها الطفل.

ولقد لاقى هذ الإجراء انتقادا شديدا على أنه انتهاك لحقوق المرأة نظرا لأنه يزيد من مخاطر كل من الإجهاض التلقائي والحمل المتكرر.  وتزداد احتمالات الحمل إذا ما نقل إلى الرحم جنينان بدلا من جنين واحد. 

خاصة وأن تطوير تقنية الموجات فوق الصوتية قد أدى إلى إمكان رؤية تكوين الجنين في مراحل مبكرة للغاية مما يساعد على إجراء تقدير مقارن للأحوال الصحية وسلامة الأجنة الموجودة في حالات الحمل المتعددة، وربما استخدمت هذه الطريقة ايضا في تقرير الإجهاض الانتقائي لواحد أو أكثر من هذه الأجنة المتواجدة في الرحم، في سبيل تحسين صحة واستمرارية حياة من يبقون.

 

وأهم الأجهزة الآلية المستخدمة في الإخصاب في الأنابيب هي منظار البطن الذي يحتاج إلى دخول المستشفى والتخذير الكلى.

وقد استبدل هذا المنظار بتقنية اخرى هي تقنية ثقب الجريب عبر المهبل بمساعدة منظار الصدى وهي عملية يمكن إجراؤها للمريضة في العيادة الخارجية، وبذلك يمكن تكرارها مرات أكثر من الطريقة الاخري. 

ويمكن مع مضي الوقت وبتحسين الممارسة والتقنيات أن ترتفع نسبة نجاح الحمل المنقول من الإخصاب في الأنابيب إلى ما يتراوح بين 30 و 40% من الحالات. 

 

وعلى الرغم من عدم وجود اي ادلة على زيادة حالات اختناق الأجنة إلا أن نسبة الولادة بالعملية القيصيرية من حالات اختناق الاجنة المخصبة في الأنابيب قد ثبت انها اعلى من المعدل العام للعمليات القيصيرية (أندروز وآخرون، Andrews et al. ، 1986).  وهذا يكشف لنا عن القلق الذي ينتاب القائمين بالتوليد في حالات توليد الأطفال المخصبين في الانابيب.

ولقد أدى توافر اساليب منوعة من التلقيح الصنعي والإخصاب في الأنابيب إلى إمكانية أن يقرر الفرد أو الزوجان الخصائص الوراثية الأبوية أو الأموية التي يريدان إضافتها إلى الفرد الجديد، ويمكن للفرد أو للزوجين أيضا أن يقررا الرحم الذي تزرع فيه العلقة مع تأثير الإسهام غير الوراثي، وأثر تجربة عملية الولادة على كل من المرأة الحامل والجنين (وقد تبين أن الكشف والتصوير بالموجات فوق الصوتية قد زادت من شعور الأم بالارتباط بالجنين). 

 

كما يمكن ايضا بواسطتها تقرير نوع الوليد المتوقع إذا كان ذكرا أم أنثى.  ولقد تجاوزت هذه الإمكانيات  مجرد سنوات خصوبة المرأة.  

وبما أنه قد ثبت أن بطانة الرحم تحتفظ بقدرتها على الاستجابة لإفرازات الغدد التناسلية الاسترويدية أو هرمونات المبيض التي تهيئ الوسط في الرحم لانغراس الجنين أو العلقة، حتى في نساء يتجاوزن الاربعين من عمرهن، فقد اعتبر هذا امتداد ومجالا جديد للإخصاب في الأنابيب. 

 

ويشتمل هذا على استخدام خلايا البويضات التي تؤخذ من نساء أصغر سنا (اللائي يحصلن طبقا للتقارير على 1500 دولار امريكي من مستخدمي البويضات عن كل دورة شهرية)، وبالحصول على خلايا البويضات والإخصاب وتنمية العلقة ثم نقل الجنين الذي يتم القيام به بطرق الإخصاب في الانابيب المعتادة. 

ودلت النتائج على أن خمس نساء من بين سبعة في أعمار تتراوح بين 40، 44 سنة، ممن زرعت فيهن الأجنة (بعد الاستشارات النفسية اللازمة لهن ولأزواجهن) قد حملن حملا ناجحا (ساور وآخرون Sauer et al، 1990).

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى