أثر العلم كملكية تجارية على ثقافة الطب الفرعية

1996 تقنيات الطب البيولوجية وحقوق الإنسان

الدكتور يوسف يعقوب السلطان

KFAS

العلوم الإنسانية والإجتماعية المخطوطات والكتب النادرة

تتعرض الفرص المتساوية للتشخيص والعلاج الطبي إلى تهديدات نتيجة توسع الإنجاز في الطب البيولوجي. 

فالتطور والمنافسة الشديدة في تسويق منتجات الطب البيولوجية الجديدة تنعكس في زيادة تكاليف الخدمات الطبية وتعقد الاخلاقيات المرتبطة بها (انظر الفصل 8). 

وهذا يعكس أمامنا حقيقة أن الاستثمار في بحوث الطب البيولوجية قد اصبحت عاملا رئيسا في النظم الاقتصادية ونظم الربح في العالم الصناعي. 

وهي تقدم الدعم والربح والسطوة الاجتماعية لصفوة الأطباء والعلماء العاملين بها الذين يتزايدون في عددهم، فنجدهم يسهمون في تصميم وإنتاج الأجهزة الطبية المتقدمة تكنولوجيا، وفي تطوير العقاقيير الجديدة، والمنتجات الخلاصة بالهندسة الوراثية، وكما تعمل هذه الصفوة نجدها في بعض الاحيان تمتلك وتدير – لأغراض ربحية – المعامل ومراكز الفحص الطبي أو المستشفيات التي تستخدم الأطباء الذين يتولون تقديم خدمات الرعاية.

 

ومن آثار ذلك في الدول الصناعية أن أصبحت الممارسة الفردية للأطباء بعيدة عن متناول الأفراد عن الممارسين نظرا لأن تكاليف الاجهزة قد ارتفعت كما أن الحاجة الملحة إلى فرق عالية التدريب لتشغيلها قد ضاعف هذه التكاليف. 

وفي نفس الوقت يمكن أن يكون هناك اضطرار إلى اللجوء إلى إجراء الفحوص أو العلاج في المستشفيات الكبرى أو مراكز التقنية مثل مراكز الأشعة المملوكة لمجموعات من الممارسين، والتي تكونت لأغراض غير علاجية، تبدأ من مجرد الحاجة إلى تحقيق الربح إلى ضرورة التغطية الدفاعية ضد احتمالات التعرض للتقاضي أمام المحاكم. 

وتمتلك بعض هذه المؤسسات راس المال الكافي لدعم حملات الدعاية، وفي بعض الأحيان تكون التقنيات عندها في مرحلة التجارب التي تتم على بعض العمليات الجراحية مثل زرع مضخات قلب صناعية لمرضاهم. 

 

ولكن الولاء فيها يكون لحملة الأسهم ولا يتوافق مع الولاء لصالح المريض او غيره من المستفيدين المحتملين من تقدم علوم الطب البيولوجي (انظر الفصل 8).

وهناك خلاف حول هذه النظرة، كما أن هناك الكثير من الامثلة على العلاقة المثمرة والعلاقة غير الإجبارية بين الصناعة وفرق البحوث الطبية الأكاديمية. 

بيد انه يبدو أن الباحثين الجامعيين الذين يعملون غالبا في المعامل والمستشفيات التي تحصل على دعم عام، كثيرا ما يعانون من صراع مصالح، قد لا يكونون على وعي به حينما يشاركون في بحوث ذات أهداف تجارية.

 

ولقد تعقد الصراع القديم بين الرغبة في المعرفة "عن طريق القيام ببحوث" والرغبة في تقديم المساعدة نتيجة لظهور واقع جديد هو الرغبة في الحصول على ربح مالي أو قوة أو مكانة. 

"وهناك دراسة أخلاقية مؤسفة حول الأخطار التي يتعرض لها البحث الأكاديمي من التطبيق الجديد للبحوث البيولوجية" (كوشلاند Koshland 1986، ص 10/م). 

 

وتتمثل الآثار الواضحة لذلك في وضع قيود على نشر وتدفق المعلومات المتاحة في المجالات العلمية التي لها تطبيقات ذات طابع تجاري. 

فمتابعة المعارف الأساسية محدودة إما بسبب سرية مثل هذه المعلومات أو لأن الحصول على دعم لبحث قصير المدى مفيد تجاريا أكثر سهولة من دعم البحوث الأساسية التي تتم على مدى طويل.

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]