أسباب إصابة الإنسان بظاهرة “عمى الألوان”
2002 موسوعة الكويت العلمية الجزء الثالث عشر
مؤسسة الكويت للتقدم العلمي
ظاهرة عمى الألوان أسباب الإصابة بظاهرة عمى الألوان الطب
نستمتع في حياتنا اليومية برؤية الأشياء ملونة من حولنا. فنرى الشجر الأخضر، والأزهار ذات الألوان المختلفة، والسماء صافية في زرقة هادئة.
ونرى أشياء كثيرة من صنع الإنسان متعددة الألوان فنختار منها ما تتقبله أذواقنا، وما يشعرنا بالبهجة والارتياح.
ولك أن تتصور حالنا لو أننا كنا نرى الأشياء كلها بلون واحد!! ونحن نعرف أن العين هي عضو الإبصار، فهل فكرت يوما كيف تقوم العين بهذه الوظيفة؟
لقد شغل هذا السؤال الكثير من العلماء، وأجري العديد من التجارب لجمع بيانات تساعد في وضع نظرية لتفسير هذه الظاهرة.
وتعد النظرية التي توصل إليها العالم هلمهولتز من أفضل النظريات في تفسير كيفية تمييز العين للألوان. وتقوم هذه النظرية على أساس وجود نوعين من الخلايا في إحدى الطبقات التي تتكون منها شبكية العين. أحدهما يسمى «الأعمدة»، والآخر يسمى «المخاريط».
وخلايا المخاريط هي المسؤولة عن رؤية الألوان. ويوجد من هذه الخلايا ثلاثة أنواع بنسب معينة: نوع يميز اللون الأحمر (74%)، ونوع ثان يميز اللون الأخضر (10%)، وثالث يميز اللون الأزرق (16%). واختلاط الإحساس بالألوان الثلاثة معا يؤدي إلى الإحساس باللون الأبيض.
وقد لا يوجد – في بعض الناس – أحد أنواع خلايا المخاريط أو لا توجد جميعها. ويحدث هذا إما لأسباب خلقية – أي أنها تكون غير موجودة منذ الولادة، أو لأسباب مكتسبة مثل التهاب الشبكية أو العصب البصري (نتيجة إدمان الخمور والمخدرات).
وعدم وجود نوع معين من خلايا المخاريط ينتج عنه عدم قدرة الشخص على تمييز اللون الذي تختص به هذه الخلايا.
فمثلا عدم وجود خلايا المخاريط التي تميز اللون الأحمر يجعل الإنسان غير قادر على تمييز هذا اللون؛ وهكذا بالنسبة للنوعين الآخرين من هذه الخلايا. والعجز عن تمييز اللون الأحمر هو أكثر أنواع عمى الألوان شيوعا.
والشخص الذي يصاب بعدم القدرة على تمييز لون معين يقال إنه مصاب بعمى جزئي للألوان (عمى للون الأحمر، أو عمى للون الأخـضر، أو عمى للون الأزرق).
وفي بعض الحالات يكون العمى اللوني الجزئي غير كامل، وعندها يميز الشخص اللون المقابل بصعوبة.
أما في حالة عدم وجود الأنواع الثلاثة من الخلايا مجتمعة، فإن الشخص يصاب بعمى عام للألوان، وتبدو له كل الألوان رمادية بدرجات متفاوتة.
ويمكن تشخيص حالات عمى الألوان باستعمال اختبارات معينة، مثل عرض أضواء أو رسوم أو خيوط ذات ألوان مختلفة، يطلب من الشخص المفحوص تعرف ألوانها. وفي هذه الاختبارات تكون ألوان الأحمر والأخضر والأزرق هي الأساس.
واكتشاف حالات عمى الألوان يعد أمرا ذا أهمية بالغة بالنسبة للعاملين في بعض المجالات مثل قيادة المركبات والسفن والطائرات، حيث يتطلب حسن أدائهم لأعمالهم قدرة عالية في تمييز الألوان. ويعفى من أداء هذه الأعمال من لا تتوفر لديه هذه القدرة، حرصا على حياته وحياة الآخرين.
لعله من الضروري أن نشير إلى أنه لا يوجد علاج معروف حتى الآن لعلاج حالات عمى الألوان.
[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]