البيولوجيا وعلوم الحياة

أسباب إصابة الإنسان بـ”الإمساك” وكيفية الوقاية منه

2000 موسوعة الكويت العلمية للأطفال الجزء الثالث

مؤسسة الكويت للتقدم العلمي

الإمساك أسباب الإصابة بالإمساك البيولوجيا وعلوم الحياة

بعد تمام عملية هضم الغذاء تمتص منه الأمعاء المواد المفيدة الناتجة من الهضم.

وما يتبقى بعد ذلك يدفع إلى "القولون" (الأمعاء الغليظة) الذي يمتص جزءا من مائة فيصبح متماسكا دون جفاف، ويسمى عند ذلك "برازا".

ويتكون معظم البراز من السليولوز والألياف غير القابلة للهضم، وكمية كبيرة من البكتيريا التي تعيش طبيعيا في الأمعاء.

 

ويدفع القولون البراز نحو الجزء الأخير منه، وهو "المستقيم"، استعدادا لطرده من فتحة الشـرج في عملية "التبرز". وتزداد حركة دفع البراز نحو المستقيم عادة بعد تناول طعام جديد.

وامتلاء المستقيم بالبراز يولد عند الإنسان إحساسا بالرغبة في التخلص منه. فإذا كانت الظروف ملائمة أصدر الدماغ أوامره للعضلة الدائرية التي تقفل فتحة الشـرج فترتخي لفتحه.

وهنا تزداد حركات القولون والمستقيم قوة ونشاطا لتدفع البراز خارج الجسم. ويساعد في ذلك عضلات البطن والحوض مع كتم النفس (وهذا ما نسميه "الحزق").

 

أما إذا لم تكن الظروف مناسبة للتبرز مؤقتا، وأعطى لعضلة الشرج أمرا بأن تظل مقفلة، إلى أن يأتي الظرف الملائم. وهذا قد يسبب أحيانا بعض الضيق في أول الأمر.

وهكذا يتضح لنا أن التحكم في التبرز عملية إرادية. أما عند الرضيع والطفل الصغير، فيصدر الدماغ أمره لفتحة الشـرج بالارتخاء بمجرد تولد الرغبة في التبرز بسبب امتلاء المستقيم، فيتبرز الطفل تحت أي ظرف، كما يفعل أخوك الوليد!

ولكن الأم تعود صغيرها شيئا فشيئا كيف يتحكم في هذه العملية، حرصا على نظافة جسمه وملابسه، وحتى لا يضايق من حوله بفعلته!

 

ويبقى البراز في المستقيم عادة فترة تتراوح بين 12 و 24 ساعة. ومعظم الناس يعتادون قضاء حاجتهم يوميا بانتظام. لكن بعضهم يعتادون قضاء حاجتهم كل يومين أو ثلاثة: ويكون هذا طبيعيا بالنسبة لهم.

وإذا تأخر كثيرا – عند أحد الأشخاص – خروج البراز عما اعتاده وتجاوز ثلاثة أيام، أو أصبح البراز جافا أو إذا شعر ذلك الشخص بأن عملية التبرز لم تكتمل، قلنا إنه أصيب بالإمساك (أو القبض). وإذا أهمل علاج الإمساك، تعود القولون على الكسل، وأصبح الإمساك مزمنا.

ويصاحب الإمساك عادة شعور بالتوتر العصبي، والصداع، وعدم تركيز الذهن، وشيء من الكسل والخمل والضيق.

 

وبقاء البراز فترة طويلة في القولون قد يولد غازات كثيرة تزيد من ضيق المصاب بالإمساك، كما أنه قد يفقد شهيته للطعام، أو قد تنبعث من فمه رائحة كريهة.

ومرور البراز الجاف يجعل التبرز عملية شاقة مؤلمة، وقد يحدث جروحا بالمستقيم والشـرج. كذلك قد تؤدي محاولات الحزق الشديدة المتكررة إلى تكون البواسير المؤلمة.

وأسباب الإمساك كثيرة ومتنوعة، منها عدم المحافظة على عادة التبرز في أوقات معينة، وعدم تلبية الشعور الطبيعي بالرغبة في قضاء الحاجة.

 

ومنها أيضا ضعف عضلات القولون وكسلها، وضعف عضلات البطن، وضعف عضلات الحوض عند النساء نتيجة لتكرار الحمل.

والحلوى والفطائر والشطائر (السندويتشات) تجعل كتلة البراز قليلة ناعمة لا تثير حركة الأمعاء. كذلك عدم شرب الماء والسوائل بكميات كافية يسبب جفاف البراز.

وعدم نشاط الجسم وقلة حركته في العمل والمشـي والرياضة، وطول ملازمة الفراش بسبب المرض، هي كلها أمور تؤدي إلى الإمساك.

 

وللإمساك أسباب نفسية أيضا، فالقلق يؤدي إلى اضطراب الأعصاب واختلال حركة الأمعاء. كذلك الاستعمال غير الرشيد للمهدئات – لإزالة القلق – يسبب كسل الأمعاء.

وتناول الملينات المفرط – لعلاج الإمساك – يجعل الأمعاء تعتادها فتزداد كسلا ويزداد الإمساك سوءا. وتناول الطعام في ظروف نفسية سيئة، كالغضب والحزن والخوف، قد يسبب نقص بعض العصارات الهاضمة، والشاي المركز والقهوة فيهما مواد قابضة تحدث الإمساك.

وتجنب هذه الأسباب التي عرفناها هو أفضل وسيلة لعدم إصابتنا بالإمساك، والوقاية هي دائما خير من العلاج.

 

فيجب أن يحتوي طعامنا على كمية وافرة من الخضـروات الطازجة والفاكهة لاحتوائها على الألياف والسليولوز. والخبز الأسمر أفضل من الأبيض لاحتوائه على نسبة من قشور القمح.

بل إن بعض الناس يضيفون نخالة القمح إلى طعامهم لهذا السبب نفسه. وشرب كمية وافرة من الماء والسوائل ضروري لتليين البراز. والمحافظة على موعد ثابت لتفريغ الأمعاء أساسي في تجنب الإمساك.

وإذا استيقظ الطالب مبكرا، استطاع أن يؤدي صلاة الصبح في موعدها، وكان عنده وقت كاف لكي يتناول إفطاره، ثم إتاحة الفرصة لأمعائه لتتخلص – في غير عجلة – مما فيها من فضلات جاهزة للطرد.

 

والحركة والمشـي وممارسة الرياضة والتمتع بالهواء الطلق أمور تساعد على نشاط الأمعاء. وليحذر الإنسان القلق، وليتعود هدوء النفس والتفاؤل والشجاعة وحسن التوكل على الله، بعد أن يؤدي واجبه.

كذلك عليه ألا يتناول طعامه عندما يكون خائفا أو غضبان أو شديد الحزن. وعليه أيضا أن يتجنب تناول المهدئات والملينات، وغيرها من العقاقير، إلا بإذن الطبيب وإشرافه.

ومعظم الإمساك – كما رأيت – حادث بسبب سلوكنا وعادتنا وطبيعة غذائنا، وليس بسبب مرض خاص. ولكن إذا لاحظ شخص عدم زوال الإمساك، مع شعور بالتعب ومغص في الأمعاء أو ظهور دم في البراز، فينبغي له أن يسارع إلى استشارة الطبيب، فقد يكون هناك سبب مرضي للإمساك، كالقرح والأورام التي ينبغي أن تعالج أطوارها المبكرة ضمانا للشفاء منها، بإذن الله.

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى