أقسام مجال الهندسة
1995 العلوم والمعارف الهندسية
جلال شوقي
KFAS
مجال الهندسة الرياضيات والهندسة الهندسة
قسم علماء العرب والمسلمين مجال "الهندسة" إلى قسمين ظلا يتداولان على هذا النحو طيلة الحضارة الإسلامية، وهما:
1- الهندسة العقلية : وهي التي تعرف وتفهم، أو هي التي تسمى "الهندسة النظرية"، وتدخل في نطاق العلم الرياضي.
2- الهندسة الحسية أو المادية أو العملية : وهي التي ترى بالعين، وتدرك باللمس، ويفاد منها عملياً، أي الهندسة التطبيقية.
فبينما تقع اصولها في علم الميكانيكا (الميخانيقا) أو "علم السكون والحركة"، ويرد ذكره في جملة العلم الطبيعي، تدخل تطبيقاتها العملية فيما أسماه العرب "بعلم الحيل"، مثل كيفية الاحتيال لجر أو لرفع الأجسام الثقيلة، أو لرفع الماء إلى جهة العلو، أو لتوليد الحركة (القدرة)، أو لمعرفة ساعات الليل والنهار، وما إلى ذلك من آلات وأدوات نبنى للفائدة أو للتسلية.
وتضم الهندسة الحسية ايضاً الصناعات المختلفة كصناعة البناء، وعمارة المساكن والمساجد والمرافق، وشق القنوات، وما إلى ذلك من أعمال التعمير.
ويقول إخوان الصفا (من القرن 4 هـــ = القرن 10 م) في الرسالة الثانية من القسم الرياضي (الموسومة بجومطريا في الهندسة وبيان ماهيتها)
"فاعلم يا أخي، أيدك الله وإيانا بروح منه،
أن النظر في الهندسة الحسية يؤدي إلى الحذق في الثنائع العملية كلها،
والنظر في الهندسة العقلية يؤدي إلى الحدق في الصنائع العلمية.."
ولعله من المناسب – في هذه الدراسة – أن نطلق على النوع الأول من الهندسة – نظراً لطبيعته "هندسةالأشكال" ، وهي هندسة – في مجملها – ساكنة، وتقابل كلمة (Geometry) في الغرب.
أما النوع الثاني والمقابل لكلمة (Engineering) فربما كان من الأوفق أن نسميه "هندسة الحركات" أو "هندسة الأفعال" أو "هندسة العمليات"، وهي هندسة تقوم أساساً على الحركة والتغيير.
وبينما يحدد شكل (1) موقع العلوم والمعارف الهندسية على خريطة "العلوم الفلسفية"، يعرض شكل (2) لفروع الهندسة بشقيها، أعني:
هندسة الأشكال، (الهندسة الساكنة).
هندسة الحركات، (الهندسة الحركية).
الهندسة عند المتأخرين
لعله من المناسب هنا أن نعرض بالإشارة إلى مفهوم الهندسة عند علمائنا المتأخرين، فنسوق هنا بعض اقوال محمد علي الفاروقي التهانوني (من القرن 12 هـــ = 18م) في الهندسة، وذلك في كتابه الموسوم: "كشاف اصطلاحات الفنون.
[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]