النباتات والزراعة

أهمية زراعة الأرز ودوره في عملية غسل الأتربة

1995 ري وصرف ومعالجة التملح

د.علي عبدالله حسن

KFAS

عملية غسل الأتربة زراعة الأرز النباتات والزراعة الزراعة

تتميز زراعة الأرز بحاجتها للغمر المستمر بالماء تقريباً خلال فصل النمو. وهذا يعني ان هذه الزراعة تحتاج لكميات كبيرة جداً من الماء وبشكل خاص في المناطق الجافة ، حيث تصل الاحتياجات المائية للأرز إلى معدلات بحدود .

لذا فمن الممكن الاستفادة من هذا الواقع أي الغمر المستمر بالماء في غسل الأملاح المتواجدة في التربة المزروعة بالارز .  وتبعاً لمعطيات منشورة ]في [88 فإن زراعة الأرز يمكن أن تكون طريقة مفيدة جداً في استصلاح الأتربة الشديدة الملوحة وبشكل غير عادي أو حتى الاتربة الحاوية على الصودا وايضاً الأتربة الحاوية على قشور ملحية متصلة على السطح . 

كما يمكن استعمال الاتربة المستصلحة بواسطة زراعة الأرز في السنة التالية لزراعة نباتات أخرى .  هذا في حال أن العمليات الاستصلاحية في السنة الأولى والمقترنة بزراعة الارز قد تمت بعناية كافية وقد تم التوصل إلى حالة ما من التخلص من الملوحة .

من ناحية أخرى فإن McNEAL وآخرون ]من [42 بينوا أن زراعة الأرز تقدم فوائد متعددة منها أنها تسرع عملية الغسل كما أن زراعة الأرز تعطي دخلاً إضافياً للمساحة المستصلحة بهذه الطريقة.

 

وهنا نود أن نشير إلى بعض الملاحظات العامة بالنسبة للاستصلاح المقترن بزراعة الأرز :

– إن زراعة الأرز تتعلق بشكل عام بكميات المياه المتوفرة في المكان .  هذا بالإضافة إلى عوامل مكانية أخرى كما لا بدّ من التنويه إلى أن العامل المناخي مهم جداً في هذا المجال . 

من هنا وتبعاً لمصادر الماء من جهة والشروط المناخية من جهة أخرى فإن زراعة الارز ذات الطابع الاستصلاحي تعتمد على أساس دورة زراعة لسنتين او ثلاث سنوات وذلك إما مع نباتات علفية أو حتى مع القطن والشوندر السكري  [88].

 

– في الحالات التي تكون فيها الاتربة المراد استصلاحها حاوية على الصودا أو سلفات الصوديوم فإن الضرورة تقتضي الانتباه الشديد ، ذلك أن الغسل في الخريف والشتاء للاتربة الحاوية على مثل هذه المركبات سوف لن يكونم جدياً نظراً لانخفاض انحلالية هذه المركبات مع انخفاض درجات الحرارة [88].  وفي هكذا حالات لا بدّ من البحث عن حلول إضافية او بديلة .

 

– يمكننا القول بأن الغسل المقترن بزراعة الارز يؤدي في الحالات الاعتيادية إلى غسل كامل للأملاح من التربة وحتى سوية سطح ماء الجوف [88].  كما أن زراعة الأرز تسرع عملية الغسل نظراً لكميات الماء الكبيرة المحتاجة في هذه الزراعة  [147]

وأكثر من ذلك فإن زراعة الأرز المقترنة بالصرف العميق تؤدي إلى تخفيض حاد في المنسوب الملحي لماء الجوف وحتى إلى سويات من خمس إلى ثماني مرات أخفض من سوء البدء  [88].

 

– ولا بدّ هنا من الإشارة إلى المقولة الموجودة في منشورات بحثية عديدة ]من [42 ومفادها أن الغسل تحت شروط الغرق المستمر يكون اقل فعالية من الغسل في حالة الغرق المتواتر.

 لكن بالنسبة لموضوع الغسل في حالة الغرق المستمر أو حالة الغرق المتواتر توجد آراء عدة منها ما هو مع الغرق المتواتر ومنها ما لا يجد فرقاً بين الغرق المستمر والغرق المتواتر [1]

 

وعلى أية حال وسواء أكان الغرق المستمر في شروط زراعة الأرز أو بدونها فإن هذا الموضوع لا يزال موضع نقاش .

بالنسبة للواقع التطبيقي يمكن أن تجري زراعة الأرز بقصد الاستصلاح مع منظومة صرفية عميقة (عمق المصارف = 2.5 m). أو منظومة صرفية سطحية (عمق المصارف 1.0 m) وبأبعاد مصارف تتراوح [88] (a = 20 m)

ونظراً لكون كميات مياه الغمر المعتمدة في زراعة الأرز تصل إلى حدود [88] (35000 – 4000 m3/ha)، لذا يبدأ التخلص من الملوحة وبشكل واضح بعد سنة واحدة من زراعة الأرز .  أما بعد مضي سنتين إلى ثلاث سنوات من زراعة الأرز فإن التخلص من الملوحة يصبح كاملا ًوحتى في الأتربة الشديدة الملوحة [88]

 

وفي حال اعتمدت زراعة الأرز كحل استصلاحي للأتربة المتأثرة بالملوحة، عندئذ لا بدّ من مراعاة أمور عدة وهي  [88]:

– إن مقادير الماء الكبيرة جداً والمحتاجة لزراعة الارز ستؤدي بالضرورة إلى تغيرات جذرية في مناسيب الماء والملح ليس فقط في الحقل، بل أيضاً في المساحات المجاورة .

 

– زراعة الأرز تؤدي إلى إزالة التملح ليس فقط في ماء الجوف، بل في مجمل العمود الترابي ايضاً .  وسيكون هكذا تأثيرها أكبر كلما كانت المنظومة الصرفية للمساحة فعّالة والتربة جيدة الناقلية للماء.

 

– اما في وحدات المساحة المزروعة بالأرز وغير المصروفة فإن التخلص من الملوحة في الأتربة الشديدة الملوحة سوف لن يكون واضحاً ولا كاملاً . 

كما قد يؤدي هكذا حل إلى حالة من الغرق والتملح للمساحات المجاورةن وإذا جرى الاستصلاح بواسطة زراعة الأرز وبدون منظومة صرفية وفي الأتربة التي تصل سوية ماء جوفها إلى عمق (1.5 – 2.0 m) والتي ناقليتها المائية منخفضة فإن الشريط العلوي فقط لهكذا أتربة سيتخلص من الملوحة.

في حين يبقى تركيز ملوحة ماء الجوف بدون تغيير وستتحول التربة وبسرعة إلى حالة جديدة من التملح وفي الغالب إلى حالة تملح أشد من حالة البدء.  لذا يمكننا القول بأن زراعة الأرز كحل للتخلص من الملوحة لا يمكن اعتمادها في هكذا حالة إلاّ مع الصرف .

 

– أما أتربة السولنتشاك (Solonchaks) التي تستصلح بوساطة زراعة الأرز المقترنة بالصرف العميق والتي تعالج بالري الوقائي في الشتاء فسوف يتخلص ماء جوفها من الملوحة أيضاً وحتى في الأتربة الشديدة الملوحة والتي تصل سوية ماء جوفها إلى عمق (1.5 – 2.0 m).

ولا بدّ في نهاية المطاف من الإشارة إلى الأعمال الزراعية التي يجب أن ترافق زراعة الأرز كحل استصلاحي مثل تحريك التربة بالحراثة أو العزق، وكل هذه الأعمال ستؤدي إلى تسريع عملية التخلص من الملوحة سواء بالنسبة للعمود الترابي أو لماء الجوف .

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى