إقامة الحرب على البعوض بواسطة “روس”
1997 قطوف من سير العلماء الجزء الأول
صبري الدمرداش
KFAS
الحرب على البعوض روس الحيوانات والطيور والحشرات البيولوجيا وعلوم الحياة
إعلان الحرب… على عدوٍ لا يُرى!!
أفضى مانسون إلى روس بكل ما يعرف، وكان روس قد أضحى بكتريولوجياً بارعاً، فاسترعى البحث كل اهتمامه وبوجه خاص أدرك ما ينطوي عليه كشفه لناقل طفيلي الملاريا من إمكان مكافحة هذا المرض الوبيل.
وجرَّد روس حسامه من غمده وقرر شن الحرب على عدوٍ لا يرى…
ولم يكن أمامه سوى سبيل ليس له من بديل، وهو المضي في تشريح البعوض تحت المجهر إلى أن يظفر بالعثور على طفيلي الملاريا في إحداها. وراح يُشرِّح ويُشرِّح.
كان عملاً مضيناً، يحتاج للجهد كل الجهد وللصبر كل الصبر. فقد كان محتوماً على عالمنا أن يشتغل في جو استوائي شديد الحرارة والرطوبة في مدينة كلكتا الهندية دون أن يستعمل مروحة لأن هواءها ينثر قطع البعوض.
وكان محتوماً عليه كذلك أن يقضي نحو ساعتين في تشريح كل بعوضة وفحصها في حين أن (أخواتها) كن يهاجمنه في غير هوادة ولا مهادنة.
وكان الهنود – وهم على وشك أن يجنون أعظم الفائدة من بحثه – ينظرون إليه شزراً ويظنون به الظنون، ويترددون في مد أصابعهم لوخزها واستخراج الدم منها بغية فحص كرياته، مع أنه كان ينفحهم بروبياتٍ ثلاث لقاء كل وخزه!.
جهدٌ، وصبرٌ، ومالٌ… لبنات ثلاث قامت عليها الحرب ضد العدو الذي لا يُرى.
[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]