اكتشافات “داروين” أثناء رحلته التاريخية
1997 قطوف من سير العلماء الجزء الأول
صبري الدمرداش
KFAS
اكتشافات داروين التاريخ المخطوطات والكتب النادرة
في أجمل معمل للتطور
بدأ داروين رحلته بذهنٍ متفتحٍ، كله فضول وتأهب لرؤية كافة التفاصيل صغرت أم كبرت.
وبينما هو يبحر إلى الجنوب متتبعاً شواطئ أمريكا الجنوبية، إذ به يلاحظ ويرقب كل ما يقع عليه بصره، ومتنقلاً من كائن إلى آخر: من الأخطبوط إلى الأفعى المجلجلة، ومن العوسج إلى القط البري، ومن الضفادع إلى الجنادب، ومن الحصى إلى الجبال… لم تكن عيناه تتركان شيئا.
كان ينظر إلى تفتت الصخور وهبوط الجلاميد من علٍ والشقوق والنتؤات في جبال الإنديز والزلازل ويوقن أن الأرض تعتمل فيها عوامل الحركة والتغير.
وعاد القبطان فيتزروي يواصل السفر من جديد ناشراً قلاعه قاصداً جزر الجالاباجوس، التي تقع على خط الاستواء وعلى مسيرة ستمائة ميل من الشاطئ الغربي لأمريكا الجنوبية.
وفجأة أدرك داروين أن الصدفة وحدها قد أوجدته في أجمل معمل في معامل التطور فوق سطح الأرض.
كانت جزء الجالاباجوس غنية بالتغيرات فكل جزيرة منها تختلف عن الأخرى في نباتاتها وحيواناتها وتتنوع. وهي في مجموعها عالم صغير قائم بذاته، به كائنات لا توجد في مكان آخر.
ففيها السلاحف العملاقة، والطيور التي لا تخشى الإنسان ذات المناقير المتباينة، والعظايا البحرية الكبيرة.
وقد لفت سكان هذه الجزر – وخاصة لوسون نائب الحاكم – نظر داروين إلى تلك التغيرات الغريبة. ولكن داروين، كما قال بتواضع فيما بعد : ( لم أعر ذلك التوجيه الاهتمام الكافي في حينه).
[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]