الآثار السلبية المحتملة عند عمل خرائط لمجموعات العوامل الوراثية

1996 تقنيات الطب البيولوجية وحقوق الإنسان

الدكتور يوسف يعقوب السلطان

KFAS

البيولوجيا وعلوم الحياة

ولقد أثيرت تساؤلات عن الشرعية واحتمال الاستعمال لخدمة وجهات نظر متحيزة وجدوى الإنفاق فيما يتعلق بالبحوث المعاصرة في مجال الوراثيات. 

فهناك اختلاف وعدم إجماع في الاوساط العلمية حول تاييد الاستثمارات الضخمة من الوقت والجهد والطاقات والأموال على الجهود الخاصة بعمل خرائط لمجموعات العوامل الوراثية مما قد يستقطع من الانشطة البحثية الاخرى. 

ويشير البعض إلى البحوث المتعبة والمملة ذات الطبيعة النمطية ويرون أنها لن تنتج إلا كميات غير محدودة من المعلومات المضيعة للوقت عديمة القيمة والتي لا يمكن استخدامها، ممثلة في كتالوجات الجينات والوحدات والمواد التي تملأ الفراغات، وكلها تحتاج إلى مزيد من البحوث المتخصصة التي كان يمكن ان تتم بكفاءة افضل وتكاليف اقل دون الدخول في مشروعات ضخمة لمجموعات العوامل الوراثية.

ولقد اصبح مثل هذا النقد، بما يتضمنه من نشر اتهامات ومزاعم ودعايات غير صحيحة، موضع اهتمام الرأي العام ووسائل الأعلام "أنجير Angier 1990". 

ومن النقاط السلبية الاخرى ذات الصلة بالتساؤل عن عدالة توزيع الموارد المحدودة ما اثير حول أن احتمال تعدد الاصل الوراثي لكثير من الأمراض يقلل من احتمال الوصول إلى نتائج ذات قيمة اكلينيكية من المشروع.

وأن استمرار استثمار الموارد المحدودة في التكنولوجيا العالية للعلوم البيولوجية لا يتناسب مع الاحتياجات الصحية لنسبة كبيرة من سكان العالم، خاصة وأن مشروع عمل خرائط "بالمفهوم التجاري" يمكن ان ينفذ بالتمويل الذاتي.

ويستطيع الاستمرار بدون تمويل من الميزانية العامة وهذا التمويل يستنزف موارد تشتد الحاجة إليها في جهود وبحوث أخرى "كوبر Cooper، 1989" وهناك على الاقل راي يتمسك بان الأزمة الحقيقية في بحوث الطب البيولوجية اليوم تكمن في المحافظة على البنية الأساسية الغنية لمجموعة من معامل المؤسسات والمعاهد الاكاديمية، وتدريب الصفوة المختارة من الباحثين الجدد المبدعين.

ولن يؤدي إحاطة وصبغ مشروع مجموعة العوامل الوراثية البشرية بهذه النظرية والمنزلة الأخلاقية الرفيعة غير المكسوبة بجهد إلى المساعدة في سير المشروع "كوبر Cooper، 1989، ص 874". 

بيد أنه على الرغم من هذه الاهتمامات والهموم المقلقة فإن مشروع عمل خرائط للمجموعة الوراثية البشرية يحظى باهتمام دولي كفيل باستمراره.