الآثار المترتبة لنقل تكنولوجيا الطب البيولوجية في الدول النامية
1996 تقنيات الطب البيولوجية وحقوق الإنسان
الدكتور يوسف يعقوب السلطان
KFAS
العلوم الإنسانية والإجتماعية المخطوطات والكتب النادرة
نقل تكنولوجيا الطب البيولوجية والتغير الاقتصادي – الاجتماعي غير المقصود
يشتمل نظام الرعاية الصحية في الدول النامية على خليط من العناصر التقليدية والحديثة، فالمستشفيات الحديثة ومعامل البحوث والممارسين المدربين على النظم الغربية تتواجد جنبا إلى جنب مع المعالجين التقليدين ونظم العلاج التقليدية.
كما يوجد مع ذلك كله إهمال للرعاية الصحية. وتختلف مجالات الصراع بين النظم الصحية المحلية والغربية، أو التعاون بينهما أو رفض كل منهما للآخر، من مكان إلى مكان.
ورغم وجود نظرة مثالية لمعارف العلوم الطبية وتقنياتها في دول العالم النامية، إلا أن هناك عقبات غالبا ما تمنع تطبيقها تطبيقا مباشر (زايشنر Zeich-ner، 1988 ص5/م).
وما زال هناك تاثير للاستعمال والاتجاهات الاستعمارية على كل ما يرتبط بالصحة والاقتصاد يفي دول العالم النامي، بما في الدول الجديدة التي ظهرت بعد الحرب العالمية الثانية. (برودي 1973/أ، 1981/أ وزايشنر 1988).
وتتطلب القدرة على استخدام أي موارد، بما في ذلك تقنيات الطب البيولوجية، في إدارة صحة الفرد، توافر القدرة على جانب توافر فرصة التمييز بين خيارات الرعاية الصحية، وفي الوقت نفسه يصعب التمييز الفعال بالنسبة للمرضى الذين لا يالفون أو القلقين والمتخوفين من العقاقير والوسائل المصنعة.
ففي جاميكا مثلا كان موقف النساء الريفيات في الاماكن التقليدية أكثر ارتياحا لموانع الحمل النباتية المحلية المألوفة بالرغم من نقص فعاليتها (برودي 1981/أ).
ولقد كان الكثير من إجراءات العلاج، والعقاقير والوسائل بما فيها المصدرة من الدول الصناعية إلى الدول النامية غير مناسبة أو محظورة مع الشكوى من امراض مرتبطة بجذور ثقافية.
بل وربما كن لها آثار سلبية كما حدث بالنسبة لاغذية الأطفال التي كانت تسوق بحجة التحديث "وإتاحة الحرية للمرأة لتدخل في مجال العمل"، فقد أدت إلى انخفاض الرضاعة الطبيعية، مما كان له تأثيره على زيادة أمراض الأطفال الرضع.
ولقد اعلن الكثير من علماء العالم الثالث شجبهم لتطبيق مفاهيم من ثقافة المهنيين على القرية وثقافتها على أساس أن هذا العمل يؤدي إلى القضاء على المبادرات المحلية وأنماط العلاج الطبيعية المتواجدة في الريف، والابتكارات التي تتناسب مع المضمون.
وكان تركيز اهتمامهم على دعم ومساعدة السكان المحليين لاستخدام أساليب التقنية المحلية البسيطة حتى يكتسبوا مزيدا من القدرة على السيطرة على بيئتهم، وبالتالي التحكم في أحوالهم الصحية.
وهكذا، أصبح هؤلاء الناس من وجهة معينة ضحايا للتكنولوجيا، لأنها أدت إلى توسيع الفجوة الاقتصادية والاجتماعية بينهم وبين سكان الدول المتقدمة ولقد تركز معظم التعاون الدولي الذي يتم غالبا بمساعدة الحكومات على المعلومات العلمية والتكنولوجية والقدرة الشخصية والإنتاجية في دول العالم الصناعي.
ويتسبب النخبة او الصفوة في الهيكل التنظيمي التكنولوجي في جعل الحصول على المعلومات والثروة في المناطق غير الصناعية أكثر صعوبة وابعد منالا.
بل أصبح لهذه الهيئات المتحكمة اليد الطولي في استنزاف أرخص الموارد والعمالة على المستوى العلمي، وهي حركة تهدد التقدم الاجتماعي المبكر الذي طرأ على القوى العاملة في أقطار العالم المتقدم، وتغلق الباب أمام تجميع الموارد في وجه عمال العالم الثالث (ترينت Trent 1990، ص 8 و 9).
وفي الوقت نفسه أدت إتاحة الوصول إلى التكنولوجيا إلى تغيير المفاهيم الذاتية بسهولة. حيث أدى الوعي الجديد بأهمية إتاحة فرصة وصول خدمات الرعاية الصحية إلى تشجيع الجماعات المقهورة على تطبيق مفاهيم حقوق الإنسان على أنفسهم.
وأصبح النساء على وجه الخصوص على وعي بأنفسهن كجنس معترف به في الفرص المتاحة. وفي تقرير الأمم المتحدة المعدل عن العقد العالمي للمرأة (1985) تعتبر "قدرة النساء على التحكم في خصوبتهن من الاسس الهامة لتمتع المرأة بحقوق أخرى". ويشير التقرير أيضا إلى ضرورة دراسة آثار التقدم في مجال التقنيات الطبية على المرأة.
[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]