الأحداث المتزامنة منذ زمن “داهلم”
2013 استئصال الأمراض في القرن الواحد والعشرين
والتر ر.دودل ستيفن ل.كوشي
مؤسسة الكويت للتقدم العلمي
في 1998 وفي مؤتمر حول "إزالة واستئصال المرض عالمياً واستراتيجيات الصحة العامة" (WHO 1998; CDC 1999a) في أتلانتا، إذ اعترض بعض المشاركين في المؤتمر على استعمال مصطلح إزالة المرض، ويقولون بأن التمييز بين الاستئصال والإزالة هو تمييز مصطنع، ومربك ولا يمكن ترجمته مباشرة إلى العديد من اللغات، ولا يفهم بسهولة من قبل الناس خارج نطاق الأشخاص المختصين في الصحة العامة في العالم.
فدمجت مجموعة المختصين التي عينت لهذا الغرض بعد المؤتمر لحل الإشكال، المصطلحين وعرفت استئصال الأمراض على أنه (CDC 1999a:152):
غياب العامل الممرض في الطبيعة لمنطقة جغرافية محددة، نتيجة للجهود الحثيثة للسيطرة. ويمكن التوقف عن إجراءات السيطرة عندما لم تعد توجد هناك أي أخطار من دخول المرضى إليها حالياً.
وقد لاحظ دو سيريس وآخرون De Serres et al. (2000) أن تعريف داهلم لإزالة الأمراض على أنه "التقليل إلى الصفر" لم يكن واقعياً وغير ضروري عملياً.
واقترحوا تعريف إزالة الأمراض على أنه حالة لا يحصل فيها استمرار انتقال المرض وبالتالي فإن انتشاره بعد دخوله سوف ينتهي بطبيعة الحال.
في عام 2001 كانت إصابات الجمرة الخبيثة في الولايات المتحدة قد دفعت بعض الأفراد إلى التساؤل علانية عن مفهوم استئصال الأمراض، وخلق مجال إرهاب بيولوجي بين سكان قد يزيد فقدان المناعة لديهم من الجدري وشلل الأطفال وربما الحصبة بعد أن كانوا يتمتعون بالمناعة منها.
ومنذ ذلك الوقت انخفض تدريجياً اهتمام الناس عامة بفيروس الجدري كعامل يؤدي إلى الإرهاب البيولوجي.
وعلى كل حال، فإن التخفيف من القلق حول الأمن لجميع الناس من عبارة "لم تعدْ هناك حاجة لإجراءات التدخل" ممكنة فقط بالنسبة للأمراض الطفيلية حيث تتساوى عبارة استئصال العامل الممرض وخموده وتصبحا مرادفتين.
في عام 2002 أثيرت من جديد المناقشات حول الأمن القومي للجميع بعد ظهور تقرير (Cello et al. 2002) الذي أفاد أن فيروس شلل الأطفال المعدي قد جرى صنعه في المختبر بعد أن أخذت وصفة طبية حوله من الإنترنت وباستخدام تسلسل جينات مأخوذ بواسطة طلب عبر البريد.
وأصبح التوقف عن جهود التدخل، الذي اعتبر مبرراً في نظر البعض لاستئصال نموذج الجدري والذي يتجاهل "الإرهاب الطبيعي" Natural Terrorism للأمراض التي يمكن استئصالها هي التهديد الفعلي للسكان الأفقر في العالم وبصورة يومية.
على كل حال، إذا أزيلت المؤهلات الجغرافية من تعاريف داهلم، كما اقترحت مجموعة أتلانتا في 1998، وإذا أزيلت المؤهلات بسبب القلق حول الأمن العام للناس، فإن ما يتبقى من تعريف استئصال الأمراض هو: غياب العامل الممرض في منطقة جغرافية محددة نتيجة لجهود السيطرة الحثيثة.
إن التعريف الأدنى لا يختلف عن ذلك التعريف الذي اقترحه أندريوز (Andrews) ولانغموير (Langmuir) قبل خمسين سنة تقريباً على أنه "الخفض الهادف لانتشار مرض ما… إلى حد استمرار توقف انتقاله ضمن منطقة معينة" (Andrews and Langmuir 1963:1).
وبهذا التعريف تصبح إزالة المرض غير لازمة، ويصبح الأمن العام للناس غير ذي موضوع، وإجراءات التدخل بعد استئصال المرض موضوع خيار شخصي، حسب أي من الأمراض وحسب السياسة الوطنية العامة، ويصبح استئصال الأمراض موضوعاً قومياً واقليمياً وعالمياً.
[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]