الأشكال المورفولوجية الناجمة عن التدخلات البشرية
1996 العوامل البشرية
مهدي حسن العجمي
مؤسسة الكويت للتقدم العلمي
الأشكال المورفولوجية التدخلات البشرية البيئة علوم الأرض والجيولوجيا
أدت الأنشطة البشرية المختلفة إلى تدهور النباك والعديد من الأشكال الرملية بالكويت. صورة رقم (15).
كمثال حرفة الرعي على النبات الطبيعي بصورة جائرة في المناطق الرعوية الكويتية، حيث يتميز التجديد النباتي فيها بالبطءplant regeneraion.
وقد أدى ذلك إلى تدمير الغطاء النباتي الذي ارتبط به تناقص النباتات وإزالة الكثير منها مما أدى إلى تفكك التربة وزيادة نعومة حبيباتها.
وقد أدى مرور السيارات على أسطح النباك إلى تدميرها وتشويه معالمها، خاصة على طول امتدادها بساحل الكويت حيث قام الإنسان بممارساته التخريبية بالقضاء على بعض النبراك، بالإضافة إلى الرعي الجائر سابق الذكر والتحطيب والتخييم في موسع الربيع.
وبطبيعة الحال فإن موت النباتات معناه تفكك الرمال وسهولة تذريتها بفعل الرياح، وما ينجم عن ذلك من سهولة تحرك الرمال وطغيانها على مراكز العمران والأراضي الزراعية.
الأشكال المورفولوجية الناجمة عن التدخلات البشرية
1- امتداد كتل طينية بشكل واضح ومتصل على طول الطرق العشوائية، يظهر هذا الملمح الموفولوجي على جوانب الدروب الممتدة بشكل عشوائي في أراضي الخبرات playas، خاصة في منخفض أم الرمم.
حيث ادى تدخل الإنسان في أرضية الخبرات عن طريق المرور العشوائي للسيارات، وخاصة عندما تكون أرضية الخبرة ما تزال موحلة، إلى نشأة بعض الخطوط المستوية الصلبة البارزة بشكل واضح، والتي تشبه ظاهرة الياردنج- بمقياس محدود- وذلك بسبب حدوث عملية إزاحة او حركة جانبية للرواسب الموحلة على جانبي الطريق.
ومع مرور الزمن تتعرض هذه الحواجز الطينية بعد أن تجف إلى النحت بفعل الرياح، أو التشقق بفعل الانضغاط بسبب الجفاف بحيث تظهر في شكل متقطع.
وهذه الظاهرة توجد في عدد كبير من الخبرات أو البلاياة في مناطق مختلفة من الكويت، مثل المطلاع والمطيليع أم الرمم.
وتتفاوت أبعاد هذه الحواجز الطينية على سطح الخبرات أم الرمم، حيث يترواح ارتفاعها ما بين 10 سم و25 سم وأطوالها ما بين 30سم، 165سم، وتزداد هذه الأبعاد في منخفض ام الرمم.
وتلعب هذه الحواجز الطينية دوراً مهماً في عملية الإرساب الرملي على سطح الخبرات، إذ تمثل عوائق طبوغرافية تعترض اتجاهات الرياح المحملة بالرواسب، حيث تتصيد الرمال في المناطق المحصورة ما بين هذه الحواجز "صورة" رقم (16).
2- تفكك الطبقة السطحية من التربة وتخفيض السطح:
تؤدي الحركة المستمرة للسيارة ومرور الشاحنات الثقيلة، خاصة التي تحمل الصلبوخ عبر خبرات الكويت، إلى تفكيك تربتها ومن ثم تسهل المهمة أمام الرياح للقيام بنحت الرواسب ونقلها.
مما يؤدي إلى زيادة تعميق الأرض، مثلما الحال في خبرة دعيج وخشم العفري القريبة من مناطق استخراج الصلبوخ.
وكذلك فوق قمة حافة جال الزور، حيث تظهر حفر مستديرة، وكثيراً ما يقوم الإنسان بإزالة الطبقة الطينية السطحية surface- mudy- ayer مما يؤدي إلى تعميق الخبرات وعدم انتظام سطحها "صورة" رقم (17).
3- تراكم الرمال خلف المنشآت البشرية
تظهر في كثير من الحالات تراكمات رملية Sandy accumulations خلف البنايات التي يقوم الإنسان بإنشائها في المناطق الصحراوية أو المنتزهات البرية في الكويت "صورة" رقم (18).
كذلك قد يترك الرعاة الجواخير والعشيش على السطح. وتعمل هذه المنشآت على اعتراض الرياح المحملة بالرواسب الرملية، مما يؤدي إلى تراكم كميات كبيرة من الرمال عند الجوانب منها التي تواجه هبوب الرياح Wind ward.
ويبدو المظهر العام بمرور الوقت في شكل ترسبات رملية متداخلة وغير منتظمة. وقد لاحظ كليو مثل هذه الظاهرة على سطح منخفض أم الرمم، خاصة في الجزء الأوسط من المنخفض الجنوبي، وكذلك على الفرشات الرملية شمال شرق خبرة المنخفض الشمالي.
وتظهر التراكمات الرملية كذلك أمام أسوار المزارع التي تواجه الرياح الشمالية والشمالية الغربية، وكثيراً ما يرتفع منسوبها فوق منسوب هذه الأسوار وتمثل خطراً على المزروعات داخل هذه المزارع، كما يتضح ذلك من الصورة رقم (19).
4- هبوط سطح الأرض نتيجة لاستخراج البترول: Surface Subsidence
تتعرض مناطق عديدة من العالم لهبوط السطح أو ما يعرف في الجيولوجيا الهندسية بالترييح، ويقصد به ببساطة حركة رأسية وأفقية لسطح الأرض تنشأ عادة نتيجة للإخلال بحالة التوازن الإستاتيكي للطبقات الأرضية.
وقد تحدث هذه الحركة بصورة تدريجية بطيئة او بشكل فجائي. ويرتبط الهبوط التدريجي عادة بالسحب الزائد للسوائل الجوفية، بينما يرتبط الهبوط الفجائي بعمليات تعرية المواد الصلبة.
وعادة ما يرتبط الهبوط في مناطق استخراج البترول بحركات أفقية Horizontal movements تؤدي إلى تشويه الطبقة السطحية وظهور تشققات وتجويفات بها.
والواقع ان عمليات استخراج البترول في دولة الكويت معناه استنزاف كميات ضخمة من محتويات قشرة الأرض مما سوف يترتب عليه بالضرورة حدوث عدم توازن قد يبدو حالياً نتيجة لبطئه وعدم الانتباه له أو قياسه ولكنه على أي حال ظاهرة هامة قد تتمثل آثارها حالياً في عدم انتظام السطح أو هبوط محلي في بعض المناطق.
كذلك قد تظهر ما تعرف بأقماع المنخفضات مرتبطة بالعديد من الآبار والعيون المائية بالواحات تشبه في ذلك عيون المياه في منطقة الخرج قرب الرياض بالسعودية.
حيث توجد ظاهرة هبوط أراضي واضحة في إحدى العيون المائية، حيث تنحدر الأرض بشدة حول هذه العين والتي يطلق عليها بسبب هذا الهبوط عين الخسف، وكثيراً ما تظهر هذه الأشكال في مواضع العديد من الآبار التي جفت.
[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]