البيئة

التأثير السلبي لـ”سوء إدارة المناطق الزراعية” في دولة الكويت

2010 تدهور الأراضي في دولة الكويت

د. علي محمد الدوسري ود. جاسم محمد العوضي

KFAS

سوء إدارة المناطق الزراعية دولة الكويت البيئة الزراعة

بدأ النشاط الزراعي في دولة الكويت في نطاق ضيق ومحدود، وذلك في الفترة التي سبقت اكتشاف النفط، وانحصر في مجموعة من المزارع في المناطق الساحلية ومناطق أخرى خارج سور الكويت القديم (العاصمة حاليا)، واعتمدت على استخدام مياه الآبار السطحية لري وزراعة بعض المحاصيل والخضراوات وتربية الماشية. 

وفي عام 1952 بدأ أول نشاط زراعي على المستوى الرسمي عندما أنشئت إدارة الزراعة بوزارة الأشغال العامة لتطوير الزراعة، وإنشاء المتنزهات والحدائق، وتحسين البيئة في المناطق الحضرية وتوفير المرافق الترفيهية. 

ومع الطفرة النفطية وما تبعها من نمو مطرد في أعداد السكان ومستوى الدخل بدأت الدولة في تشجيع الجهود الزراعية وتخصيص أراض زراعية للأفراد في مناطق الوفرة والعبدلي والصليبية، ومنح المزراعين حق استغلال الأرض وتوفير الوسائل والمعدات والخدمات المجانية والدعم المادي. 

 

وعلى الرغم من ذلك لا يزال القطاع الزراعي يتعثر نتيجة للظروف المناخية القاسية وقلة المصادر الطبيعية للمياه العذبة.

وبناء على دراسة الهيئة العامة للبيئة (2002) فإن قطاع الزراعة يواجه العديد من المعوقات منها ما هو طبيعي كمحدودية الغطاء النبات والظروف المناخية غير المواتية وندرة المواردة المائية وضعف إمكانات التربة، ومنها ما هو بشري كعدم خبرة العمالة ونقص الكوادر الفنية المتخصصة وسوء إدارة المزارع وقصور التشريعات والقوانين. 

 

وهناك حاجة ماسة للتخطيط على المديين القصير والطويل للتغلب على هذه المعوقات.  ولكن الممارسات الزراعية الخاطئة بجانب المعوقات الطبيعية أدت إلى اختلال التوازن الطبيعي في المناطق الزراعية الرئيسية.  ومن أمثلة هذا النوع من الممارسات ما يلي:

– الإفراط في مياه الري مع قصور في الصرف، حيث يتم في  الوقت الحالي استغلال المياه الجوفية استغلالا عشوائيا. 

ولا توجد برامج لإدارة المياه الجوفية (مثل تحديد معدل السحب الآمن من الآبار) لذا فالمخزون الجوفي في حالة تدهور مستمر والتربة آخذة في تملح زائد لعدم غسيلها وبسبب القصور في عمليات الصرف الجيد .

 

– عدم ترشيد استخدام المبيدات والأسمدة حيث لا توجد ضوابط تذكر تقنن استخدام المبيدات والأسمدة. 

والاستخدام السيء لمبيدات الحشائش والحشرات يؤدي إلى تقليل كفاءة عمليات جني المحصول وتسمم الماشية ويقلل كذلك من كفاءة نظام الري ويشكل خطرا على الإنسان والحياة البرية، ويؤثر كذلك سلبا على خصائص التربة الزراعية والمياه الجوفية.

 

– عدم توفر العمالة الماهرة، حيث تعتمد الزراعة في الكويت على العمالة الوافدة والتي غالبا ما تفتقر إلى الخبرة الفنية والإدارية فضلا عن عدم التحدث باللغة العربية مما يشكل عائقا في مجال الاتصالات والتفاهم مما ينعكس سلبا على مستويات وجودة الإنتاج.

وبشكل عام، فإن الأساليب غير السليمة المستخدمة في الزراعة الحقلية في الكويت تسببت في تضخم بعض المشاكل الزراعية، مثل انخفاض مستوى المياه الجوفية وتملحها إلى جانب زحف الرمال وتعرية التربة وزيادة ملوحتها.

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى