التطور التي شهدته “الآلآت الزراعية” عبر الزمن
2016 الثورة الصناعية
جون كلارك
KFAS
بعد اختراع المحراث والمنجل، خلال عصور ما قبل التاريخ، لم يحدث تطّور تكنولوجي يُذكر في مجال الزراعة حتى ابتكار شفرات الحراثة المعدنية.
استخدم مزارعو الشرق الأوسط خلال القرن التاسع عشر قبل الميلاد شفرات حراثة مصنوعة من حديد مقلّد، ولم تظهر الشفرات المصبوبة من حديد الزهر في الغرب إلا في نهايات القرن الثامن عشر الميلادي.
ابتكر المهندس الإنجليزي روبرت رانسوم (١٧٥٣-١٨٣٠) الشفرات المصبوبة من حديد الزهر عام ١٧٨٥. وفي الولايات المتحدة سجل تشارلز نيوبولد براءة اختراع الشفرات نفسها بعد ١٢ سنة.
ومع استمرار استخدام الجياد لجرّ المحاريث أصبح بإمكان الشفرات الحديدية الوصول بيسر أكبر إلى طبقات أعمق من التربة مما كان ممكناً باستخدام المحاريث الخشبية.
وقد صنع المهندس الأمريكي ستيفن ماكورمك (١٧٨٤ – ١٨٧٥) أول محراث مصبوب من الحديد بالكامل، كما توصل إلى تصنيع المحراث نفسه، وبشكلٍ مستقل، جيثرو وود (١٧٧٤-١٨٣٤). واستطاع الصانع الأمريكي جون ديير (١٨٠٤-٨٦) إنتاج هذه المحاريث بكميات تجارية عام ١٨٣٩.
بحلول عام ١٨٦٢ استخدم المزارعون الهولنديون محاريث تدار بطاقة البخار. تميزت هذه المحاريث بوجود شفرات حراثة عكوسة (قابلة للدوران في الاتجاهين) محمولة على إطار دولابي يرفع من جهة من الحقل إلى جهة أخرى باستخدام جرارين يداران بالبخار. كما أن مزارعين آخرين في أوروبا والولايات المتحدة استخدموا جرارات بخارية تسحب ورائها محاريث تقليدية.
يقوم المزارع في البداية بحرث الأرض وتقليب تربتها وتسويتها ومن ثم بذر البذور فيها. كانت عملية نثر البذور تتم يدوياً في العصور القديمة.
لكن اختراع عالم الزراعة الإنجليزي جيثرو تل (١٦٧٤-١٧٤١) للمثقاب الاَلي للحبوب عام ١٧٠١ مثل اختراقاً تكنولوجياً كبيرا في هذا المجال. باستخدام هذه الاَلة قام المزارعون ببذر البذور في صفوف متوازية مما سهل عليهم عملية إزالة الحشائش الضارة وكذلك عملية جني المحاصيل الزراعية فيما بعد.
بعد عملية حصاد المحاصيل لابدّ من درس (نخل) بعض أنواعها، مثل القمح، لفصل الحبوب. كانت هذه العملية أيضاً من المهام الشاقة التي يقوم بها المزارعون باستخدام مدرس يدوي يشبه السوط، وذلك حتى اختراع صانع الطواحين الإسكتلندي أندرو ميكل (١٧١٩-١٨١١) المدرس الآلي عام ١٧٨٦.
كانت عملية جني المحاصيل اَخر عمليات الزراعة الرئيسة التي طالتها يد الأتمتة (الميكنة). ويعزى فضل تدشين هذا الابتكار في العادة إلى سايروس ماكورمك (١٨٠٩-٨٤) والذي حاول والده روبرت من قبل تشييد مثل هذه الاَلة دون التوصل إلى تحقيق نجاح يذكر.
صنع سايروس أولى اَلات جني المحاصيل عام ١٨٣١ عندما كان عمره ٢٢ سنة فقط وسجل براءة اختراع اَلة أخرى عام ١٨٣٤. لكن ماكورمك لم يستغل ابتكاره لمدة ثلاث سنوات بدأ بعدها بتصنيع اَلات الجني على المستوى التجاري.
بحلول عام ١٨٥٩ كون سايروس شركة مع أخيه ليندر ماكورمك. أنشأ الاثنان عام ١٨٧٩ شركة اَلات الحصاد التي امتلكت مشغلاً كبيراً في مدينة شيكاغو أنتجت ٤,٠٠٠ اَلة سنويا.
قبل تسجيل سايروس ماكورمك براءة إختراعه إبتكر القسيس الإسكتلندي باتريك بل (١٧٩٩-١٨٦٩) عام ١٨٢٧ نموذجاً آخر لاَلة جني المحاصيل. أرسل بل أربع نسخ من ابتكاره إلى الولايات المتحدة ويحتمل أنها حفزت ماكورمك في مسعاه.
كما أن المهندس الأمريكي أوبد هوسي (١٧٩٢-١٨٦٠) اخترع عام ١٨٣٣ نوعاً ثالثًاً من اَلات جني الحصاد. كانت اَلة هوسي المطورة عام ١٨٤٧ أفضل من اَلات ماكورمك لجز الأعشاب وتصنيع أكوام التبن، بيد أنه لم يمتلك التنظيم الإداري والحس التجاري مثل ماكورمك.
كانت اَلات ماكورمك تعرض بشكل دائم في معرض لندن الكبير ومعرض باريس الدولي عام ١٨٥٥.
بعد الإسهامات الرائدة للحداد والمخترع الأمريكي جون لين خلال العقد الثالث من القرن التاسع عشر قام عدد من المهندسين بتصنيع اَلات حصاد متكاملة. فإلى جانب استخدام هذه الاَلات في قطع القمح صممت لتجميع المحصول وربطه في حزم أيضاً.
كما ابتكرت اَلات مخصصة لتحزيم المحاصيل فقط أيضاً، وبخاصة على يد الأمريكي جون أبلبي (١٨٤٠-١٩١٧) وذلك عام ١٨٧٨.
علاوة على ذلك أنتجت في مرحلة لاحقة اَلات حصاد متكاملة من وظائفها درس (نخل) الحبوب أيضا، لكن إدارة هذه الاَلات احتاجت عشرة جياد أو أكثر بسبب ثقلها .
مثل اختراع اَلات الجر العاملة بالبخار، ومن بعدها تراكتورات البخار عام ١٩٠٨، حل معضلة كبر كتلة الآلات المتكاملة وثقلها.
وخلال سنتين سادت الآلات المتكاملة العاملة بالبنزين سوق الاَلات الزراعية. في النماذج الأولى استخدم جرار منفصل لسحب هذه الاَلات، مثل الحاصدات التي أنتجتها شركة أليس – تشالمرز المسماة «الحاصدة الكلية» عام ١٩٣٥.
لكن المهندسين طوروا هذا النموذج لتتضمن الحاصدة محرك الدفع ليشيع ظهور أنواع مختلفة من الحاصدات ذاتية الدفع في المروج.
[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]