التَلْقيح
2012 المكروبات
جون فارندون…[وآخ]
مؤسسة الكويت للتقدم العلمي
توصَّل الأطبَّاء في العصور الحديثة إلى معرفة كيفية وضع النظام الطبيعي للجسم في حالة تأهُّب اصطناعية باستخدام اللقاحات، والتي هي عبارة عن مستحضرات تشبه أحد الكائنات الحيَّة الغازية (المُمْرِض) ولكنها لا تُشَكِّل خطورة. وتكون إما صوراً حيَّة لكن غير ضارة من المُمْرِض أو
مُمْرضات مَقتولة (أو أجزاء منها). وأي شيء يجعل الجهاز المناعي يقوم بإنتاج الأضداد المناسبة دون أن تكون له تأثيرات جانبية هو لقاح محتمل.
وقد يكون من العسير للغاية تطوير أو اختبار أحد اللقاحات الجديدة، حيث استلزم الأمر أربعين عاماً لتطوير لقاح ضد مرض شلل الأطفال، على سبيل المثال. وما زلنا نفتقر إلى لقاحات ضد بعض المُمْرِضَات المُهِمَّة – مثل فَيروس العَوَزِ المَناعِيِّ البَشَرِيّ (المُسبِّب لمَرَض الإيدز) وفيروس التهاب الكبد C- وهو ما يعوق عملية مكافحة هذه الأمراض بشكل كبير. في حين تتَّسِم بعض المُمْرِضَات الأخرى – بما في ذلك فيروس الإنفلونزا والمكروب المُسبِّب لمرض النوم (انظر ص 35) – بقدرتها على تغيير خصائصها بسرعة، بحيث لا يَعُد اللقاح فعالاً ضدها.
تحقَّق أحد النَجَاحات الكبرى للصحة العامة في السبعينيات من القرن العشرين عندما تمَّ القضاء تماماً أخيراً على مرض الجُدَريّ الذي ينشأ طبيعياً في العالم بعد حملة تَلْقيح هائلة. وآخر حالة معروفة للإصابة بالجُدري حدثت في الصومال بأفريقيا في عام 1977. وقد كان من السهل القضاء على الجدري لأنه لا يصيب سوى البشر، ولأن لقاحه هو الآخر عبارة عن فيروس حَيّ. ومن الممكن أن يلتقط الأشخاص فيروس اللقاح من بعضهم البعض حتى دون أن يدركوا ذلك. وفي حالة إذا ما عاود الجدري الظهور مرة أخرى في أي وقت ، فلن يحدث ذلك إلا عبر الإطلاق العَرَضيّ أو المُتعَمَّد لفيروس الجُدَريّ، الذي يتم حفظه الآن في بعض المُختبَرات بشكل آمن.
[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]