البيولوجيا وعلوم الحياة

الحالات التي شهدت استخدام تقنية العلاج الجيني

1999 ثورة الهندسة الوراثية

وجدي عبد الفتاح سواحل

KFAS

تقنية العلاج الجيني البيولوجيا وعلوم الحياة

لقد شهدت الأعوام القليلة الماضية عشرات المحاولات للعلاج بالجينات منها على سبيل المثال :

 

1 – الجينات الإنتحارية

معالجة السرطان بالعلاج الجيني عملية صعبة جدا (شكل 4 , 5) لأن الشفاء لن يحدث إلا إذا تم نقل الجين إلى جميع الخلايا المصابة.

وعلى الرغم من ذلك فإن الأمل قائم في أن يساهم العلاج الجيني، جنباً إلى جنب مع طرق العلاج التقليدية، في وضع علاج لهذا المرض اللعين.

وخلال عام 1994 جرى تدشين أول بداية حقيقية وواعدة نحو تطووير ما عرف بسلاح الجينات الانتحارية كعلاج للسرطان.

ويتوقع العلماء أن تحدث ثورة كبيرة في المستقبل في التعامل مع السرطان بعد أن حقق نتائج طيبة للغاية على المستوى المبدئي مع بعض أنواع سرطان الجلد، كما امتلك العلماء دلائل قوية على إمكانية نجاحه مع سرطان القناة الهضمية وأوراق الحنجرة والمريء والأورام ذات العقد المنتشرة بصورة متفرقة في جسم الإنسان.

وتتلخص فكرة العلاج في إدخال جينات تشبه القنبلة الزمنية في خلايا الورم، حيث تنفجر بمجرد الالتحام بالخلايا السرطانية- مما يؤدي إلى تحطيم الخلايا السرطانية. أو إدخال جينات إلى الخلايا السرطانية تجعلها تفرز مواد سامة وبالتالي تحطم نفسها.

 

أ- علاج الأمراض الجلدية الوراثية والسرطانية

تمكن العلماء – على المستوى التجريبي – من علاج متطوعين مصابين بأمراض جلدية مثل التبقع الجلدي الوراثي والتحليل الفقاعي الوراثي، وذلك عن طريق إدخال الجين السليم لجسم المريض.

كما أمكن بالجينات النجاح في علاج حالات سرطان الخلايا الملونة عن طريق التحكم في خلايا الورم لتنتج مواد مدمرة لذاتها، وعن طريق حث الجهاز المناعي بالجسم على التعامل مع خلايا الورم كعدو خارجي يجب مقاومته. وبدأ تطبيق هذه الأساليب بالمراكز المتقدمة في أمريكا.

 

ب- علاج سرطان البروستاتا

تعتمد الطرق التقليدية لعلاج سرطان البروستاتا على الجراحة أو الأشعة العميقة أو الهرمونات. ويعتبر العلاج الجراحي بالاستئصال الجذري للبروستاتا أو العلاج بالأشعة العميقة هو الطريقة المثلى في مراحل العلاج المبكر.

أما فيحالة انتشار المرض إلى أجزاء أخرى من الجسم في شكل ثانويات، سواء في النظام أو في الغدد اللمفاويةأو أجزاء الجسم الأخرى، فيتم العلاج باستخدام الهرمونات، وباستخدام هذه الطريقة يتم التحكم في المرض لمدة طويلة ولكن إذا نشأت مستعمرات من الخلايا السرطانية غير الحساسة للهرمونهات فيؤدي ذلك لانتشار المرض من جديد.

لقد خطا العلاج بالجينات الوراثية خطوة واسعة باتجاه التغلب على الأورام السرطانية العنيدة التي تصيب البروستاتا ويتعرض لها ملايين المرضى. فاتحاً بذلك آفاقاً جديدة من العلاج ربما تغير وجه الخريطة الصحية لمرضى سرطان البروستاتا بحلول القرن المقبل.

إذ استطاع فريق من العلماء التوصل إلى مصل جديد ثم إعداده بأساليب الهندسة الوراثية يتوقع أن يكون له تأثير فعال في مساعدة المرضى المصابين بهذا النوع من السرطان والذين لم يستجيبوا لطرق العلاج التقليدية.

 

وتعتمد هذه الطريقةعلى تعديل صفات الخلايا السرطانية المأخوذةمن الأورام الثانوية عن طريق حقنها بالمصل الجديد لتتحول من خلايا سرطانية إلى عناصر تحث الجسم على تكوين مضاد للسرطان الموجود بها.

مما يؤدي إلى تحطيم النمو السرطاني الثانوي وأماكن نشأته بالبروستاتا. وفي أثناء التجارب عثر الباحثون على الجين الحاث أو المنشط لاستجابات الجهاز المناعي، وقد تم تشجيع الخلايا لتقوم بقتل الخلايا السرطانية ثم زرعها داخل جلد فئران التجارب التي تعاني من سرطان البروستاتا.

وبعد ذلك أصبحت الفئران قادرة على التخلص من الخلايا السرطانية في البروستاتا بل اتضح أنه بمجرد أن يصبح الورم كبيراً يقوم الجهاز المناعي بالبحث عنه وتتبعه ثم تدمير التجمعات السرطانية وحينما يتم إقرار هذا النظام العلاجي على البشر، فإنه سيقدم مخرجاً لملايين المرضى الذين يعانون أو يموتون متأثرين بسرطان البروستاتا كل عام.

إذ سيتوفر لهؤلاء المرضى مصل شخصي مصنوع منهم، يتفوق على العلاج الكيماوي في الكفاءة ويقل عنه في الأعراض الجانبية، و يغني في كثير من الأحيان عن الجراحة.

 

2 – علاج أمراض التخلف العقلي

تمكن العلماء من زرع خلايا في أمخاخ فئران التجارب لعلاج مرض خبيث في المخ يسبب التخلف العقلي، وهو ناتج عن نقص موروث في أحد الإنزيمات المسئولة عن منبع تكوين إنزيم آخر مسئول عن الاضطرابات في أنسجة المخ وخلاياه.

وأكد العلماء أن التجارب اثبتت فعالية مؤكدة، حيث أن الخلايا المزروعة تفرز الإنزيم الناقص في جسم الفئران في المخ بشكل طبيعي وكأنها من أجزء المخ الطبيعية.

 

3- هنتنجتون كوريا Huntington's Chorea

هناك العديد من الأمراض التي تم اقتفاء أثرها وثبت أنها بسبب عيب جيني محدد وأحدثها هو هذا النوعمن الكوريا.

وهذا المرض يظهر في سن من 30 إلى 50 سنة بحركات غير متناسقة في الأطراف مع اختلال مطرد ثم الوفاة. وقد تمكن جيم جوسيلا بالمستشفى العام ببوسطن 1993 من عزل الجين المسئول عن هذا المرض.

وعلى الرغم من أن هذا التقدم الهائل يسهل معرفة الأفراد الحاملين لهذا الجين فإنه يوقع المرضى في شباك الحيرة. حيث أن الشخص المولود لأب يحمل جين المرض كان عليه في الماضي أن ينتظر الوقت الذي سوف تظهر عليه أعراض المرض، وهل ستظهر أم لا ؟ أما الآن فإن عليه الاختيار إما أن يتم فحصه مع الاستعداد لسماع ما قد يتعرض له في حياته أو أن يترك الأمر للأقدار.

 

4 – التليف الكيسي Cystic fibrosis

هذا المرض يهاجم الرئتين والبنكرياس والأمعاء والغدد العرقية فيصبها بتليفات دائمة مما يؤثر على وظائفها الحيوية. وقد وجد أن هذا المرض نتيجة لعيب في جين واحد. حيث أنه في الشخص الطبيعي يقوم جين الخاص بالمرض بتكوين البروتين المنظم الناقل.

ويعمل هذا البروتين كقناة تسمحلأيونات الكلوريد بالمرور للخلايا المبطنة للرئة حاملاً إليها الماء الذي يجعل ممرات الهواء رطبة ونظيفة. وفي حالة حدوث خلل في هذا الجين فإن ممرات الهواء تكون أكثر جفافاً وأقل تحملاً للإصابة.

والآن وبعد أن تمكن الفريق البحثي بقيادة لاب شي بسيي، بإحدى مستشفيات الأطفال بتورينتو بكندا عام 1989، من عزل الجين المسئول عن هذا المرض هل يستطيع العلاج الجيني أن يمنع إصابة الرئة بهذا المرض، أو أن يقلل من الدمار الذي يصبها في المرضى الذين ظهرت عليهم أعراض المرض بالفعل ؟ هذا ما سوف تجيب عليه الأيام القادمة.

 

5 – علاج عقم المرأة

تم تصنيع دواء جديد بأساليب الهندسة الوراثية لعلاج عقم المرأة، وهذا الدواء عبارة عن هرمون الغدة النخامية، الذي يعمل على تنشيط التبويض بمعدل أفضل من الأدوية الحالية المصنعة من بول السيدات. كما تم التوصل لعمل الغدة النخامية للتحكم في الدورة الشهرية في حالات تنشيط التبويض وتكيس المبايض.

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى