الخصائص التي تتمتع بها دول “العالم الإسلامي”
2001 موسوعة الكويت العلمية الجزء الثاني عشر
مؤسسة الكويت للتقدم العلمي
دول العالم الإسلامي العالم الإسلامي خصائص العالم الإسلامي الاماكن والمدن والدول المخطوطات والكتب النادرة
يُقْصَدُ بالعَالَمِ الإسْلامِيِّ الدُّوَلُ الّتي يكونُ عَدَدُ سُكَّانِها المُسْلمين يَزيدُ علَى نِصْفِ مجموعِ سُكَّانِها.
وهُوَ بِهَذا يَشْمَلُ عِدَّةَ مَجْموعاتٍ من الدُّوَلِ تَقِفُ علَى سَطْحِ الأَرْضِ جَنْبًا إلَى جَنْبِ مُمْتَدَّةً من المحيطِ الأَطْلَنْطِيِّ غَرْبًا حَتَّى المحيطِ الهادي شَرْقًا، وكثيرًا من الجُزُرِ المُبَعْثَرَةِ في هذين المُحِيطيْنِ.
فالعَالَمُ الإسْلامِيُّ إذَنْ عالَمٌ رَحْبٌ، لا يَرْتَبِطُ بِشِبْهِ الجزيرَةِ العَرَبِيَّةِ فَحَسْبُ، كَمَهْدٍ للإسْلامِ، وإنَّما يَمْتَدُّ شَرْقًا وغَربًا وشمالاً وجنوبًا لِيَحْتَوِيَ بَيْنَ جَنَبَاتِهِ شُعوبًا عِدَّةً وأُمَمًا شَتَّى يَجْمَعُ بَيْنَها لِواءُ الإسْلام، وتَتَّجِهُ بقُلوبِها وأَرْواحِهَا إلَى بَيْتِ اللهِ الحَرامِ.
تَشْغَلُ دُوَلُ العَالَمِ الإسْلامِيِّ مِساحَةً من الأَرْضِ تبلغُ نَحْوَ 27 مليون كيلومترٍ مُرَبَّعٍ. وهذه المِساحَةُ البالِغَةُ نحوَ 22% من جُمْلَةِ مِساحَةِ العالَم، تَمْتَدُّ نحوَ 66 درجةً عَرْضِيَّةً (بين 60 درجةً شمالاً و6 درجات جنوبًا) و38 درجةً طولِيَّةً (بين 120 درجةً شرقًا و18 درجةً غربًا).
ويَقَعُ مُعْظَمُها في نِصْفِ الكُرَةِ الشَّمالِيِّ في قارَّاتِ العالَمِ القَديمِ، ويَتَوَسَّطُها تقريبًا مَدارُ السَّرطانِ. كذلِكَ يَمْتَدُّ العَالَمُ الإسْلامِيُّ، مُتَجاوِزًا خطَّ الاسْتواءِ في الطَّرَفِ الجنوبِيِّ، فَهُوَ يَضُمُّ نَحْوَ ثُلْثَيْ أفريقيا وثُلْثَ آسْيا.
وتُحيطُ بِدُوَلِ العَالَمِ الإسْلامِيِّ جُيوبٌ إِسْلامِيَّةٌ، تَتَّخِذُ أَشْكالاً مُخْتَلِفَةُ قد تكونُ في شَكْلِ جُزُرٍ كما هي الحالُ بالنِّسْبَةِ لِجُزُرِ القَمَرِ وجُزُرِ الرَّأْسِ الأَخْضَرِ الّتي تَحُفُّ بالكُتْلَةِ الإسْلامِيَّةِ في أَفْريقْيا، أو جُزُرِ إنْدونِيسْيا وجُزُرِ جنوبِ الفِلِبِّين، الّتي تَحُفُّ بالكُتْلَةِ الإسْلامِيَّةِ في آسْيا.
وقَدْ تَتَّخِذُ هذهِ الجيوبُ الإسْلامِيَّةُ شَكْلَ دُوَلٍ مُنْفَرِدَةٍ تحيطُ بها دولٌ غيرُ إسْلامِيَّةٍ، كما هي الحالُ في بِنْغلادِشْ في آسْيا، وتَنْزانْيا في أَفْريقْيا. هذا بالإضافَةِ إلَى الدُّوَلِ الّتي تَضُمُّ أَقَلِّيَّةً مُسْلِمَةً وتُحيطُ بالعَالَمِ الإسْلامِيِّ.
وكان لامتدادِ العَالَمِ الإسْلامِيِّ الكبيرِ أَثَرُهُ في تَبايُنِ الظُّروفِ المُناخِيَّةِ الّتي أَدَّتْ إلَى تَنَوُّعِ الحاصِلاتِ الزِّراعِيَّةِ والإنْتاجِ الحَيَوانِيِّ ولهذا انْعِكاسُهُ علَى النَّشاطِ الاقْتِصادِيِّ، كما أَدَّى إلَى إِبْرزِ التَّبايُنِ الواضِحِ في الخَصائِصِ الطّبيعِيَّةِ لهذَا العالَمِ.
إِذْ تَشْغَل الصَّحارِي نحوَ 75% من مِساحَتِه، مِنْها الصَّحْراءُ الكُبْرَى الإفريقية، والصَّحْراءُ العَرَبِيَّةُ (شبهُ جَزيرَةِ العَرَبِ)، وصَحْراءُ ثار، والصَّحراءُ الأَفْغانِيَّةُ، والصَّحراءُ الباكِسْتانِيَّةُ، وصَحْراءُ إيرانَ، وصحراءُ الصُّومالِ.
ويَضُمُّ العَالَمُ الإسْلامِيُّ أيضًا السُّهولَ الّتي تُقَدِّمُ الكثيرَ من الإنْتاجِ الزِّراعِيِّ في السّودانِ ومِصْرَ وباكستان وبِنْغلادش والعِراقِ وسوريا، كَذَلِكَ المُسَطَّحَاتِ المائِيَّةَ الواسِعَةَ الّتي تُقَدِّم الثَّرْوَةَ السَّمَكِيَّةَ، ومساقِطَ المياهِ الّتي تُعَدُّ مصدرًا مُهِمًّا من مصادِرِ الطَّاقَةِ، والكثيرَ من الأنهارِ ذاتِ الأَهَمِّيَّةِ الكبيرَةِ الّتي كانَ لها شأنٌ عظيمٌ في نَشْأَةِ الحضاراتِ القَديمَةِ.
كذلِكَ تَرَتَّبَ علَى هذا الامتدادِ الكبيرِ للعالَمِ الإسْلامِيِّ تَعَدُّدُ الأَجْناسِ واللُّغاتِ، وتَبَايُنُ الثَّقَافاتِ والحَضاراتِ. ولهذا الامتدادِ الكبيرِ للعَالَمِ الإسْلامِيِّ أَهَمِّيَّةٌ عظيمَةٌ لِتَحَكُّمُهِ في أَهَمِّ المَمَرَّاتِ المائِيَّةِ في العالَمِ.
ومِنْ هنا تَبْرُزُ أَهَمِّيَّةُ مَوْقِعِ دُوَلِهِ بالنِّسْبَةِ لطُرُقِ المواصلاتِ البَرِّيَّةِ والبَحْرِيَّةِ والجَوِّيَّةِ، الّذي يُعطي لِهذهِ الدُّولِ وَزْنَها الحقيقِيَّ، لِتَلْعَبَ دورًا مُهِمًّا ومُؤَثِّرًا في إقامَةِ الموازينِ التِّجارِيَّةِ والسِّياسِيَّةِ لأكْثَرِ دُوَلِ العالَمِ.
[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]