أدوات

الساعة التي وصفها ابن جُبير

1995 العلوم والمعارف الهندسية

جلال شوقي

KFAS

ابن جُبير أدوات الهندسة

(539 – 614هـــ) = (1144 – 1217م)

يقول ابن جُبير في كتابه "رحلة ابن جُبير" عند الحديث عن دمشق وجامعها الكبير:

"وعن يمينم الخارج من باب جيرون، في جدار البلاط الذي أمامه غرفة، ولها هيئة طاق كبير مستدير فيه طيقان صفر قد فتحت أبواباً صغاراً على عدد ساعات النهار، ودبرت تدابيراً هندسياً.

فعند انقضاء اسعة من النهار تسقط صنجتان من صَفر من فمي بازيين مُصوَّرين من صَفر قائمين على طاستين من صَفر، تحت كل واحد منهما: أحدهما تحت أول باب من تلك الأبواب، والثاني تحت آخرها، والطاستان مثقوبتان.

فعند وقوع البندقتين فيهما تعودان داخل الجدال إلى الغرفة، وتبصر البازيين يمدان أعناقهما بالبندقتين إلى الطاستين، ويقذفانهما بسرعة بتدبير عجيب تتخيله الأوهام سحراً، وعند وقوع البندقتين في الطاستين يسمع لهما دوي، وينغلق الباب الذي هو لتلك الساعة للحين بلوح من صَفر، لا يزال كذلك عند كل انقضاء ساعة من النهار حتى تنغلق الأبواب كلها وتنقضي الساعات، ثم تعود إلى حالها الأول.

 

ولها بالليل تدبير آخر، وذلك أن في القوس المنعطف على تلك الطيقان المذكورة اثنتي عشرة دائرة من النحاس مخرمة، وتعترض في كل دائرة زجاجة من داخل الجدار في الغرفة، مدبر ذل كله منها خلف الطيقان المذكورة وخلف الزجاجة مصباح يدور به الماء على ترتيب مقدار الساعة.

فإذا انقضت عَمَّ الزجاجةَ ضوءُ المصباح، وفاض على الدائرة أمامها شعاعها، فلاحت للأبصار دائرة محمَّرة، ثم انتقل ذلك إلى الآخر حتى تنقضي ساعات الليل وتحمّر الدوائر كلها، وقد وكل بها في الغرفة متفقد لحالها، دَرِبٌ بشأنها وانتقالها، يعيد فتح الأبواب وصرف الصنج إلى موضعها، وهي التي يسميها الناس "المنجانة".

وجدير بالذكر أن ابن جبير قد زار "الجزيرة" ( التي ينسب إليها بديع لازمان اسماعيل بن الرزاز الجزري) سنة 580هـــ= 1184م.

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى