السفن البخارية التي تم تدشينها من قبل العلماء عبر الزمن

2016 عصر البخار

جون كلارك

KFAS

التكنولوجيا والعلوم التطبيقية

بعد إنتاج جيمس وات (١٨١٩-١٧٣٦) اّلات بخارية موثوقة اتجه بعض المبتكرين إلى تجريب وضع الاّلة على عجلات لتصنيع قاطرة، بينما حاول اّخرون استخدام الاّلة كقوة محركة للقوارب.

بدت الفكرة بسيطة، إذ يكفي ربط الاّلة بمجداف أو مجاديف – لكن الطريق إلى تحقيق الفكرة عام ١٨٠٧ كان مملوءاً بالإخفاقات.

يبدو أن أولى المحاولات الجادة لتصنيع قارب بخاري كانت في نهايات القرن الثامن عشر. حاول المخترع الفرنسي جاك بيرييه عام ١٧٧٥ تسيير قارب يخاري تجريبي صغير على نهر السين في باريس، وفي عام ١٧٨٣ شيد المهندس الفرنسي كلود جويفروي دابان (١٨٣٢-١٧٥١) قارباً مجدافياً بخارياً يزن ١٩٨ طناً (١٨٠ طن متري) أسماه بايرو سكافي، كما أجرى عليه تجربة قصيرة في نهر ساون بمدينة ليون. وبداية من العالم ١٧٨٥ عكف المبتكر الأمريكي جون فتش (٩٨-١٧٤٣)

على تشييد نماذج لقوارب تستخدم الاّلة الحرارية لتحريك مجاديف ميكانيكية، وأتبع ذلك ببناء أحجام حقيقية كاملة لهذه النماذج.

 

أجرى فتش أول تجربة لقواربه في نهر دالاوار عام ١٧٨٧. كانت جميع قوارب فتش تشبه القوارب التي تبحر باستخدام الدواليب ولم يحقق أي منها نجاحاً كاملاً.

أخذ المهندس الأمريكي جيمس رومزي (٩٢-١٧٤٣) مقاربة مختلفة للموضوع في السنة نفسها. استندت فكرة رومزي إلى استخدام الآلة البخارية لتعمل كمضخة قوية تقوم بمص الماء من مقدمة القارب ودفعه خارجاً من مؤخرته. قام رومزي بتجريب قاربه ذا الدفع النفاث للماء في نهر بوتوماك.

أما السفينة البخارية التالية التي مخرت عباب البحار فهي التي شيدت في إسكتلندا عام ١٧٨٨. كان محرك السفينة من صناعة المهندس الإسكتلندي وليام سايمنغتون (١٨٣١-١٧٦٣). بلغت سرعة السفينة في مياه لوخ دالسونتون أكثر من ٦ أميال في الساعة (٩ كم / ساعة).

بعدها قرر سايمنغتون قبول التحدي بنفسه. وبمساهمة مالية من اللورد دانداس، حاكم شركة قناة فورث وكلايد الإسكتلندية، شيد سايمنغتون زورقاً قاطراً، تشارلوت دانداس ، بمحركين بخاريين. وخلال حفل عرض السفينة في قناة فورث وكلايد قطر الزورق بَرجين كبيرين مسافة ٢٠ ميلاً (٣٢ كم) وبسرعة بلغت ٣.٤ ميلاً في الساعة (٥.٥ كم / ساعة).

لكن، وعلى إثر إدعاءات بأن الأمواج الناتجة عن القاطرة السريعة نسبياً أدت إلى تدمير ضفاف القناة إضطر سايمنغتون إلى التخلي عن تجاربه بعد سنوات.

 

نقلب الصفحات الاّن إلى المهندس الأمريكي روبرت فولتن (١٨١٥-١٧٦٥) الذي شيد أول سفينة بخارية تجارية ناجحة. أجرى فولتن عدة محاولات في السابق بتشييده زورقاً تجريبياً في فرنسا – بلغت سرعة الزورق الذي شيده عام ١٨٠٣ وأبحر في نهر السين ٤.٣ أميال في الساعة (٧ كم/ساعة). لكنه عاد إلى الولايات المتحدة عام ١٨٠٦ ليصمم الباخرة كليرمونت ، التي شيدت قرب نهر الإيست في نيويورك .

أبحرت كليرمونت عام ١٨٠٧ في نهر هدسون من مدينة نيويورك إلى مدينة ألباني بسرعة بلغت ٥ أميال في الساعة (٨ كم/ساعة) ودخلت خدمة نقل الركاب بشكل منتظم. كما أبحر المهندس الأمريكي جون ستيفنس (١٨٣٨-١٧٤٩) بسفينته البخارية المجدافية، فينكس ( العنقاء )، في نهر دالاوار وذلك بعد إبحارها مسافة ١٥٠ ميلاً (٢٤٠ كم) من مدينة نيويورك إلى مدينة فيلاديلفيا.

حالف النجاح عام ١٨١٢ مهندساً إسكتلندياً. وتمثل هذا النجاح طويل المدى بإبحار السفينة كومت على امتداد نهر كلايد ليبدأ عهد جديد في الإبحار البخاري في أوروبا. كانت السفينة من تشييد المهندس هنري بل (١٨٣٠-١٧٦٧).

 

أبحرت السفينة كومت في رحلات منتظمة بين مدينتي غلاسكو وهيلينزبورو حتى تحطمها عام ١٨٢٠. في عام ١٨١٤ شيد قبطان الأنهار الأمريكي هنري شريف (١٨٥١-١٧٨٥) زوارق قليلة العمق واستخدم لتشغيلها اّلات بخار الضغط العالي التي ثبتها على سطحها.

صممت السفينة لاستخدامها بشكل رئيس لنقل الركاب عبر نهري المسيسيبي وأوهايو الضحلة نسبياً. كما أن فولتن دشن في السنة نفسها المدرعة ديمولوغوس (أو فولتن الأول)، وهي سفينة دفاعية في القوة البحرية وتعتبر أول سفينة حربية بخارية.

 

بحلول عام ١٨٣٨ بدأ المهندس الإنجليزي اّسمبارد برونل (٥٩-١٨٠٦) تشييد سفن بخارية عابرة للبحار. قامت شركتان بريطانيتان متنافستان بأول عبور للمحيط الأطلسي إلى نيويورك باستخدام طاقة البخار فقط، وذلك في عام ١٨٣٨.

رست سفينة برونل ، غريت وسترن، في ميناء نيويورك بعد رحلة استغرغت ١٤ يوماً، وذلك بعد ساعات فقط من رسو السفينة سايروس التي غادرت إنجلترا أربعة أيام قبل غريت ويسترن .

تبع نجاح السفينتين في عبور الأطلسي إبحار سفن تعمل بقوة دفع المراوح، من مثل السفينة س. س. جريت بريتن، التي عبرت الأطلسي عام ١٨٤٥. هيمنت السفن البخارية على محيطات العالم حتى ابتكار آلات الديزل البحرية في بدايات القرن العشرين.

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]