الصلات الإيجابية والسلبية لربط التجارة بظاهرة الاحتباس الحراري
2014 الاقتصاد وتحدي ظاهرة الاحتباس الحراري
تشارلزس . بيرسون
مؤسسة الكويت للتقدم العلمي
ربط التجارة بظاهرة الاحتباس الحراري ظاهرة الاحتباس الحراري علوم الأرض والجيولوجيا
هناك صلتان إضافيتان تربطان التجارة الدولية بالانبعاثات، أحدهما إيجابية والأخرى سلبية، واللتان تلقتا اهتماماً كبيراً.
الأولى، تحري تجارة السلع والخدمات الصديقة للبيئة، والتكنولوجيا ذات التأثير الإيجابي الواضح في جهود تخفيف الانبعاثات، من خلال تخفيض السعر وزيادة إمكانية الوصول إلى تكنولوجيات التخفيف.
فقد راجع التقرير المشترك الذي صدر حديثاً عن منظمة التجارة الدولية وبرنامج الأمم المتحدة البيئي (WTO and UNEP 2009) تلك الجهود وقدم أمثلةً، وبياناتٍ، ومصادرَ.
مشيراً إلى أن التدفق ليس دائماً من الشمال إلى الجنوب، كما لاحظ التقرير أن عدداً من الدول النامية تمتلك صادرات مهمة لمنتجات تقع ضمن نطاق منتجات الطاقة المتجددة.
حيث عادة ما يشار بهذا الصدد إلى النجاح الذي حققته الصين في تكنولوجيا الطاقة الشمسية، و توربينات الرياح [المولدة للطاقة].
الصلة الثانية، وهي أكثر إثارة للجدل في الوقت الحاضر، حيث تضع التجارة إسفيناً بين مكان صناعة السلعة ومكان استهلاكها.
وهو يعني النقل، والنقل يعني بدوره الانبعاثات(7). فتأثير التجارة وتحريرها في الانبعاثات الناشئة عن النقل هي متضمنة في النقاش الواسع حول تدابير قياس "البصمة الكربونية" (Carbon Footprints) و"توسيم الكربون" (Carbon Labelling) (مثل، "الغذاء ميلاً" (Food Miles))، التي سنتناولها لاحقاً في هذا الفصل.
وعند هذه النقطة، بودّنا البقاء مع المسألة الأضيق حول ما إذا كان تحرير التجارة قد زاد انبعاثات الكربون من وسائط النقل. فالأدلة تُشير أن وسائط النقل قد عملت هذا بالفعل وبكميات كبيرة.
السؤال أعلاه المتعلق بتحرير التجارة ينطوي على عددٍ من الصلات: من تحرير التجارة إلى التغيرات في "التركيب السلعي" (Commodity Composition.
والنمط الجغرافي للتجارة الدولية، والتغيرات الناتجة عن استخدام وسائط النقل البديلة (إيجازها على نحو البري والبحري والجوي)، وتقديرات انبعاثات الكربون محسوبة بالطن/ كيلو متر من مختلف وسائط النقل.
وحتى آخر نقطة التي تقدر عندها التغيرات في انبعاثات غازات الدفيئة. فقد قدمت هاملز (Hummels 2009) تقديراتٍ أوليةً، وكان تحليلها يقو على حصيلة عددٍ من الخطوات.
لقد تم استخدام نموذج للتجارة بغرض تقدير قيمة التغيرات في التجارة، وفقاً للبلد ووفقاً المنتج.
فإذا كان هناك تحريرٌ شاملٌ للتجارة، يتم تحويل القيم إلى كميات، يصاحبها بياناتٌ عن وسيطة النقل المستخدمة لنقل السلعة، والتغيرات في المسافات، والزيادة في الكميات المتداولة من السلع .
وتقدير الزيادة في الطن/ كم بالنسبة لوسيطة النقل المستخدمة، واستخدام بيانات انبعاثات ثاني أكسيد الكربون للطن/ كم لواسطة النقل المستخدمة، والزيادة الكلية في الانبعاثات التي تم حسابها.
فالنموذج الأكثر طموحاً، إلا أنه يعتبر الأصعب، هو ذلك النموذج الذي حينما تتم التغذية الاسترجاعية المشروطة بمتطلبات تغذية استرجاعية مشروطة، من خلال أسعار مشروطة تعود لتقديرات التجارة الدولية.
أظهرت النتائج أنه مع التحرير الكامل للتجارة الحرة، فإن قيمة التجارة ترتفع بواقع 5.8%، وأن كمية الانبعاثات ستزداد لمستوىيصل إلى 10%.
هذه النتيجة تعكس التكوين السلعي لزيادة التجارة (يعكس بصورة غير مباشرة النمط الحالي من الحماية التجارية)، والتغيرات في النمط الجغرافي للتجارة، والتفاوت الكبير في الانبعاثات لكل طن/ كم فيما بين النقل الجوي والبري والبحري(8).
وإن تحرير التجارة بالكامل سيقضي على وجه التحديد على المعاملة التفضيلية للشركاء حسب ترتيبات التجارة الإقليمية في أوروبا وشمال أميركا وآسيا.
وهذا سيقود إلى التجارة القائمة على المسافات الأكثر بعداً، وتقليص النقل البري وعبر السكك الحديدية، والتوسع في وسائط النقل الأقل والأكثر كثافة كربونية – النقل الجوي والبحري(9).
ونذكر أيضاً أن هذه النتائج تتعلق بتحرير التجارة فحسب. حيث إن النمو الطبيعي للتجارة سوف يقلل من (يقزم) تأثير تحرير التجارة.
[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]