الظروف الجغرافية التي سادت في العصر الكربوني وأهم الموارد الاقتصادية المتواجدة فيه
1998 الموسوعة الجيولوجية الجزء الخامس
ترجمة أ.د عبد الله الغنيم واخرون
مؤسسة الكويت للتقدم العلمي
الظروف الجغرافية التي سادت في العصر الكربوني العصر الكربوني الموارد الإقتصادية المتواجدة في العصر الكربوني علوم الأرض والجيولوجيا
طغى البحر على اليابسة في بداية هذا العصر، فتكونت بحار ضحلة ترسبت فوق قيعانها كميات كبيرة من الصخور الجيرية والرملية الصدفية، تحولت فيما بعد إلى سُمك هائل من الصخور الجيرية الشعابية في كثير من المناطق.
وتعتبر هذه الصخور مميزة للكربوني الأسفل، وعند دالات الأنهار تكونت رسوبيات دلتاوية رملية في أغلب الأحيان، بينما حملت الرسوبيات الدقيقة الحبيبات إلى الأعماق السحيقة من البحار، وترسبت على هيئة راقات من الصلصال والطفل ميزت المناطق العميقة في بحار الكربوني المبكر .
وفي بعض المناطق مثل شبه جزيرة ألاسكا، تميز الكربوني المبكر بمناخ حار رطب، وقد أدى ذلك إلى انتشار النباتات الأرضية في الأماكن التي لم تغمرها البحار.
ومن الناحية التكتونية فقد تعرضت الأرض في مطلع الكربوني المتأخر لحركة عنيفة تعرف باسم الحركة الهرسينية _ (Variscan Movement Hercynian) أدت إلى رفع كثير من قيعان البحار الضحلة إلى سلاسل جبلية مرتفعة، حفّتها أحواض أرضية هابطة امتلأت بمياه الأمطار أو البحار، مما ساعد على كثرة انتشار بحيرات الماء العذب والأهوار الممتلئة بالمياه قليلة الملوح.
وفي الكربوني المتأخر أدت كثرة الأمطار إلى جريان العديد من الأنهار والأودية حاملة معها الرمال الطينية إلى أحواض الترسيب، الأمر الذي أدى إلى تحول بعضها إلى أرض خصبة، انتشرت فيها نباتات على هيئة غابات.
وعند سقوط أجزاء من هذه النباتات إلى الأرض الرطبة المحيطة، فإنها تتعفن جزئياً متحولة إلى الفحم الابتدائي (Peat) الذي يتحول تدريجياً إلى راقات من الفحم الحجري.
وفي بعض الأحيان أدت عملية هبوط تلك الأحواض الترسيبية إلى طغيان البحر عليها طغياناً مؤقتاً، مما يؤدي إلى غمر النباتات وتعطنها ثم تحولها إلى الفحم الحجري.
ولذلك فإن راقات الفحكم توجد عادة متبادلة مع طبقات من الحجر الجيري والطفل والصلصال، وتكثر في المناطق التي كانت دالات للأنهار، أو بحيرات داخلية أو مناطق شاطئية بصفة عامة.
وقد تكونت هذه الكميات الهائلة من الفحم الجيري أساساً في نصف الكرة الشمالي حيث تميز المناخ بالدفء والرطوبة في حين تميزت مناطق نصف الكرة الجنوبي بغطاء جليدي كما كان يغطى في أجزاء أخرى منه بالبراكين (استراليا) .
الموارد الاقتصادية :
يعتبر الكربوني العلوي (البنسلفاني) أهم مصدر في العالم لأنواع الفحم متوسطة وعالية الدرجة، ومن أهم مناطق إنتاجه حقول الفحم في منطقة الأبلاش بالولايات المتحدة وحوض الينوى وشرق الولايات المتحدة وكندا وانجلترا وجنوب ويلز واسكتلندا، وحوض الفحم بغرب أوروبا وحوض دونيتز بالاتحاد السوفياتي، وأحواض ترسيبية أصغر في فرنسا وأسبانيا والمغرب والنرويج وشمال الصين وكوريا .
كما ينتج البترول من صخور الكربوني في أماكن عديدة في وسط وغرب الولايات المتحدة وغرب كندا وغرب أوروبا وبحر الشمال. وتوجد صخور طفل الزيت (Oil Shales) في اسكتلندا وفي بعض المناطق في الوطن العربي كالأردن ومصر على سبيل المثال.
ونتنج أنواع من الطفلات التي تستخدم في صناعة الخزف والصيني من صخور البنسلفاني في بنسلفانيا وأماكن أخرى متعددة بالولايات المتحدة. كذلك فإن بعض أنواع الرمال الجيدة – النقية التي تصلح لصناعة الزجاج توجد في شمال ولاية تينيسي (Tennessee) .
وفي كل القارات توجد صخور طينية وطفلية تستخدم في صناعة الطوب والأحجار الجيرية والجبس وغيرها من مواد البناء التي تنتج بوفرة من الصخور التابعة للمسيسيبي الأوسط.
كما ينج الملح وأملاح البوتاس في جنوب ولاية يوتا من صخور البنسلفاني الأوسط.
وتوجد بعض خامات الحديد والزنك والرصاص والنحاس في الأحجار الجيرية وعروق المتداخلات المصاحبة (كما في شمال انجلترا).
وتوجد أيضاً في أماكن متعددة عروق من الفلوريت في الأحجار الجيرية والرملية وتستغل بصورة اقتصادية .
[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]