العالم مالثوس يقدم الحل أمام “داروين” لوضع نظريته
1997 قطوف من سير العلماء الجزء الأول
صبري الدمرداش
KFAS
العالم مالثوس داروين البيولوجيا وعلوم الحياة
مالثوس… يقدِّم المفتاح!
في عام 1798 نشر قس مجهول بحثاً قصيراً ولكنه بعيد الأثر، عنوانه (بحثٌ في تزايد السكان وأثره في مستقبل البشرية).
وأساس هذا البحث أن تزايد السكان يؤدي إلى نقصٍ في إنتاج الغذاء. وللإيضاح:
يكون تزايد السكان عادة وفقاً لمتوالية هندسية 1/2/4/8/16/32/64… بينما تزايد إنتاج الغذاء يكون وفقا لمتوالية حسابية 1/2/3/4/5/6/7…
ولا شك أن هذا يعني التفاوت الرهيب في النمو لصالح السكان، وهو ما يسبب بالتالي صراعاً على الغذاء ومن ثم تناحراً من أجل البقاء.
إذن لقد قدَّم مالثوس المفتاح… قال : إنه من الواجب على الإنسان أن يجاهد من أجل الحصول على غذائه ويقاوم البيئة المحيطة به.
ولقد واجهت الحيوانات المفترسة المشكلة ذاتها. فإذا نقص الغذاء، عاشت الحيوانات التي تستطيع الحصول عليه وماتت تلك التي لا تستطيع. أي أن (البقاء للأصلح هو الطريق إلى التغير المستمر في الأنواع).
جوهر … الداروينية
هكذا كانت آراء مالثوس هي المفتاح الحقيقي لنظرية داروين.
فقد طبَّق داروين قاعدة مالثوس أو فكرته في عالم الحياة بشكل عام.
وقال إن الصراع من أجل البقاء، تحت ظروفٍ بيئية متغيرة، هو الذي يؤدي إلى ظهور التغيرات في تركيب الكائنات الحية.
وبعبارة أخرى، تعاني الكائنات الحية تغيرات صُدفية (عشوائية)، ويعمل الصراع من أجل البقاء دوره في حفظ التغيرات النافعة وتأكيدها عن طريق الوراثة.
فالأفراد الضعاف غير المتكيفين يقضى عليهم، وأما المتمتعون بصفاتٍ وراثية مرغوب فيها (فينتقون) لينحدر منهم الجيل التالي. ولما كانت الحياة لا تتوقف عن التغير، وكذلك ظروف البيئة، فإن التطور عملية مستمرة ودائمة الحدوث.
هذه هي الفكرة الرئيسة في الداروينية. وها هي الحقائق التي كانت معروفة قبل داروين مثل: التغير، ووراثة التغيرات التي تطرأ على الكائن الحي، وانتقاء الأحياء المستأنسة للحصول على سلالات جديدة، والصراع من أجل البقاء… كل هذه الحقائق التي كانت متناثرة تجمعت فجأة وانتظمت محتلة مكانها الطبيعي في إطار الداروينية.
[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]