البيئة

المبادئ الأساسية التي يمكن الاسترشاد بها لوضع خطط عمل لمكافحة ظاهرة “التصحر”

2007 في الثقافة والتنوير البيئي

الدكتور ضياءالدين محمد مطاوع

KFAS

خطط عمل لمكافحة ظاهرة التصحر البيئة علوم الأرض والجيولوجيا

أشارت توصيات العديد من المؤتمرات الدولية المعنية بقضية التصحر إلى مجموعة المبادئ التالية:

– استخدام المعارف العلمية المتاحة وتطبيقها، خاصة في تنفيذ الإجراءات الإصلاحية العاجلة لمقاومة التصحر، وتوعية لناس والمجتمعات المتأثرة بالتصحر.

– التعاون مع كافة الجهات المعنية بذلك، على الصعيد المحلي، القطري، الإقليمي والدولي.

– تحسين وترشيد استخدام الموارد الطبيعية بما يضمن استدامتها ومردودية مناسبة آخذين بعين الاعتبار إمكانات وقوع فترات جفاف في بعض المناطق أكثر من المعتاد عليها.

 

– القيام بإجراءات متكاملة لاستخدام الأراضي، بحيث تضمن إعادة تأهيل الغطاء النباتي، وخاصة للمناطق الهامشية، مع الاستفادة بشكل خاص من الأنواع النباتية المتأقلمة مع البيئة.

يجب أن تكون خطة عمل مكافحة التصحر، عبارة عن برنامج عمل لمعالجة مشكلة التصحر من كافة جوانبها.

 

– اتخاذ إجراءات التي تهدف إلى تحسين ظروف معيشة اللسكان المحليين المتاثرين بالتصحر، وغيجاد الوسائل البديلة التي تضمن عدم لجوء هؤلاء السكان إلى تأمين حاجاتها بطرق تساهم في عملية التصحر.

– إصدار القوانين الخاصة بحماية الموارد الطبيعية بأنواعها المختلفةن وتطبيق هذه القوانين بشكل فعال وجاد.

 

– توعية السكان المحليين لفعالية دورهم في مشروع مكافحة التصحر، وإشراكهم في هذا المشروع منذ البداية، وتحفيزهم للعمل في المشروع والدفاع عنه. 

فهم الهدف النهائي لمكافحة التصحر، وذلك من أجل تحسين ظروفهم المعيشية.  ويتلزم ذلك تأمين على الجهات العاملة في مكافحة التصحر حاجات هؤلاء السكان بالمستوى المناسب الذي يضمن عدم عودتهم إلى الاستغلال الجائر لبعض الموارد الطبيعية.

 

لقد تعددت أشكال مواجهة الإنسان في مناطق العالم المختلفة لأخطار التصحر، وتتطلب ومواجهتها توافر لرؤوس أموال وخبرة زائدة ذات كفاءة عالية. 

فتملح التربة وصيانة الموارد المائية والتربة وعمليات التشجير أو إعادة تشجير الغابات Reforestation كلها مشكلات لها حلول قد تطورت كثيرا في الوقت الحاضر، كذلك تطورت في السنوات الأخيرة وسائل قياس عناصر المناخ وتوقعات الأحداث المناخية وعلاقتها بالنباتات والتربة والمياه.

كذلك تطورت وسائل رسم الخرائط وأساليب تفهم الظروف البيئية من خلال الاستشعار عن بعد Reomote Sensing وتقدمت وسائل الري وطرق المحافظة على المياه السطحية والمياه الجوفية وكلها وسائل يستطيع بها الإنسان مواجهة مشكلات بيئية عديدة ومنها مشكلة التصحر وما يرتبط بها من أخطار.

إن تفاقم قضية التصحر في العقود الأخيرة من القرن الماضي كان بسبب غياب التوازن البيئي الطبيعي بين عناصر البيئة المختلفة.  وذلك نتيجة للاستثمار الجائر وغير الراشد للموارد الطبيعية حتى وصلت الأمور إلى مرحلة الخطر، وفي بعض الأحيان تجاوزتها.

 

وأمام هذا الواقع، كان لا بد أن تدرك الجهات المعنية خطورة الموقف والقيام باتخاذ الإجراءات والوسائل الكفيلة بالحد من هذه الظاهرة والوصول في مرحلة متقدمة إلى إيقافها، مع إيلاء المناطق التي تدهورت الأهمية الكافية لإعادة تأهيلها. 

وبطبيعة الحال لم تظهر قضية التصحر دفعة واحدة، بل كان ظهورها بهذا الحجم نتيجة لتراكمات التعامل غير المناسب مع الموارد الطبيعية خلال فترة طويلة من الزمن وبالتالي فإن معالجتها يحتاج إلى وقت طويل، ولا توجد حلول سريعة لها، لكن يجب البدء باتخاذ الإجراءات الأولية التي تحد من تسارعها، ومن ثم وضع الخطط اللازمة لمكافحتها على المدى البعيد.

ويؤكد الجفاف الشديد وحرائق الغابات في السنوات الأخيرة استمرار تعرض أوروبا المتوسطة للتصحر، فما يقارب من ثلاثمائة الف كيلومتر مربع من أراضيها قد تاثرت بذلك، وقد هدد ذلك عيش 16,5 مليون نسمة من الأوروبيين.

 

ولذلك فقد تم توظيف الأقمار الصناعية للمراقبة المستمرة للمناطق الأكثر تهديداً، كما أنشئ مشروع مراقبة الصحراء Desert Watch التابع لوكالة الفضاء الأوروبية إيسا ESA لتطوير نظام مراقبة تصحر للشواطئ الشمالية من البحر المتوسط، من أجل دعم السلطات الإقليمية والوطنية، ويوضح الشكل (22) صور بعض مظاهر التصحر بالمناطق الساحلية المهددة به.

لقد امتدت مشكلة التصحر لتشمل دول البحر الأبيض المتوسط، نظرا لاشتراك العديد منها في الخلفيات الثقافية، والظروف المناخية، وأنماط استخدامات الأراضي، والسمات الحضارية وأنماط الغطاء النباتي. 

ولذا فإن لتقنية الاستشعار عن بعد دورا مهما في الحد من مشكلة تصح، حيث تقدم مؤشرات تحذرية منذرة للمناطق الأكثر تهديداً، كما تكشف ازدياد انعكاس السطح والحرارة والجفاف وحركة الغبار. 

يمكن استخدام الحساسات تحت الحمراء من أجل تحري تاثر الغطاء النباتي بالتغيرات البيئية.

 

إن مشكلة التصحر لا تقتصر على اتساع الصحاري الموجودة فحسب، بل ستؤدي إلى نشوء صحاري جديدة بسبب تدهور نظم البيئية، المتوقع لها أن تشمل ثلث مساحة أراضي الكوكب. 

وذلك بسبب الأنشطة البشرية الجائرة، مثل الإفراط في الزراعة، وأو تشذيب الأراضي.  فسوء إدارة الأراضي يجرد التربة من المواد المغذية، ويقلل من الغطاء النباتي الذي يجعل التربة متماسكة. 

فتتعرض الطبقة السطحية من التربة للانجراف، مما يقلل من الإنتاجية الحيوية للأرض، حتى تصبح في النهاية عديمة المنفعة.

وقد قدرت مؤسسة مراقبة الأرض خسارة مساحة أرض الكوكب بما يقارب 24 ألف مليون طن من التربة الفوقية سنوياً، بفعل الماء والرياح وتزيد هذه النسبة بزيادة حرائق الغابات، التي يقرر الصندوق العالمي للحياة الفطرية أن 95% منها ينتج إما عن الإهمال أو نتيجة تعمد.

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى