المجال المغناطيسي لكوكب المَريخ
2006 موسوعة علم الفلك والفضاء2
شوقي محمد صالح الدلال
KFAS
بينت الأرصاد التي قام بها مسبار الفضاء مارس غلوبال سرفيور (Mars Global Surveyor)* أن كوكب المريخ كان يتمتع في بداية نشوئه بمجال مغنطيسي شديد القوة.
ويعود هذا المجال إلى قلبه المعدني المنصهر، وقد أدى النشاط الباطني للكوكب إلى تكون ما يشبه الصفائح التكتونية على الأرض ، وقد رصد المسبار مناطق ممغنطة تمتد في أشرطة متوازية في قشرة المريخ.
ويرى العلماء أن هذه المناطق كانت قد تكونت خلال بضعة الملايين سنة الأولى من نشأة الكوكب حيث اندفعت الصهارة لتملأ الشقوق على سطحه ، وقد كان الحديد في هذه الصهارة ممغنطاً .
وعندما بردت الصهارة وتجمدت ، احتفظ الحديد بالمجال المغنطيسي ، وقد سجل مقياس المغنطيسية على متن المسبار تعاكس في القطبية المغنطيسية للمناطق الشريطية المتجاورة.
وتدل هذه الظاهرة على انعكاس اتجاه المجال المغنطيسي دورياً كل بضعة ملايين من السنين ، بالطريقة نفسها التي تنعكس بها قطبية المجال المغنطيسي الأرضي.
ويستنتج العلماء من تحليل النتائج المرتبطة بهذه الظاهرة أن كوكب المريخ كان مغطاً يوماً ما بصفائح تكتونية شبيهة بالصفائح التكتونية الأرضية .
ولا تتحرك البوصلة حالياً على كوكب المريخ ، فليس لكوكب المريخ مجال مغنطيسي شامل كما هو الحال بالنسبة إلى كوكب الأرض.
وعلى العموم فقد بين مقياس المغنطيسية للمسبار مارس غلوبال سرفيور أن المناطق التي يتركز فيها المجال المغنطيسي تغطي نصف الكرة الجنوبي للكوكب بكامله، وتنتشر في هذا الجزء من الكوكب المناطق النجدية القديمة والفوهات الارتطامية.
وتمتد المناطق الشريطية الممغنطة على سطح المريخ من جهة الشرق نحو الغرب ، وخصوصاً في منطقتين رئيستين هما هضبة سيرنوم (Terra Sirenum) وهضبة سيميريا (Terra Cimmeria).
يبلغ الطول المتوسط لهذه المناطق الشريطية 1000 كيلومتر ، ويصل طول بعضها إلى 2000 كيلومتر ، ويصل عرضها إلى 200 كيلومتر .
[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]