البيئة

المحافظة على الصحارى

2013 دليل الصحارى

السير باتريك مور

مؤسسة الكويت للتقدم العلمي

البيئة علوم الأرض والجيولوجيا

وبوسع سياح اليوم أيضاً السفر الى أماكن –بين الأوروبيين والأميركيين على الأقل– شوهدت فقط من قبل المستكشفين منذ قرن من الزمن، ولم يعودوا يعتمدوا على البواخر والقطارات (على الرغم من أن البعض لا يزال يختارها).

كما أن أسعار تذاكر الطيران الرخيصة فَتحت بشكل تقريبي كل الصحارى القريبة من المطارات. وفتحت سيارات الدفع الرباعي الأماكن الاخرى الأكثر بُعداً.

وتخطى تكييف الهواء خدم المراوح والمراوح الكهربائية (وحتى نظام مهراجا جودهبور في ضخ الهواء عبر الموسلين) وعسمهر (الرطب المبتل). ولكن حتى في البعض من هذه الصحارى توجد حشود من السياح. وفي عام 2003 بلغ عدد زوار صحراء أولور في استراليا حوالي 400,000 شخص. وباجا كاليفورنيا في المكسيك مكتظة ومزدحمة.

 

– مستقبل مستدام: سوف يكتشف السائح الأكثر تطلباً والذي يصعُب ارضاؤه منغصات أسوأ من الكتابات على الجدران. فطرقات السيارات في العديد من الصحارى متوافرة بيسر على شبكة «غوغل» عن كوكب الأرض، حتى عندما لا توجد طرقات معبدة.

وفي أماكن، مثل سلطنة عُمان، توجد مجموعات من القمامة ولكن في العديد من المواقع الاخرى تبدو القمامة جلية في مناطق ضخمة خارج المدن وعلى الطرقات. كما أن الأبنية الجديدة، وقلة منها صممت أو شُيّدت بشكل جيد، تَشَوُّه الخلجان الصغيرة التي كانت ذات مرة رعوية الطابع، كما هو الحال في شرم الشيخ في جنوبي سيناء.

وفي صحارى أميركا الشمالية تمتد بغير انتظام مراكز التقاعد في بالم سبرينغز وأندية القمار في لاس فيغاس فوق مساحات واسعة، حيث تجري جهود حثيثة من أجل تدمير الصحراء عبر كميات ضخمة من الماء المستورد لملاعب الغولف وحدائق الضواحي.

وإستدامة تلك المدن وخاصة فيما يتعلق باستخدامات المياه موضع شك كبير. ويوجد في العديد من الصحارى منشآت عسكرية وفضائية. وتقوم ووميرا في استراليا وسط منطقة أمنية تغطي مساحة تصل الى 127,000 كم مربع (50,000 ميل مربع).

وفي صحراء سونوران في ولاية كاليفورنيا توجد في الوقت الراهن مزارع ريح (Wind Farms) ضخمة. وتوجد 5000 زعنفة رياح (Windturbines) في معبر تيهاشابي وحده.

 

– المحافظة على الماضي: والشيء الأكثر إثارة للقلق، ليس بالنسبة الى الأجيال اللاحقة من السياح فقط، بل الى علماء الآثار أيضاً، هو الضرر الذي يلحق بتاريخ الصحراء. والنُّصب القديمة –وخاصة اذا لم تكن محروسة بشكل جيد– وهذا ينسحب على الكثير منها، لا تزال عرضة للتشويه والسرقة.

وبعض المجموعات التي تصل الآن الى منحدرات (Scarplands) تاسيلي (Tassili) في وسط الصحراء الكبرى التي تحتفظ بفنون صخرية وكهوف تقوم بتقطيعها ونقلها الى بلادها. وتعتبر أحجار الصُّوان التي ترجع الى العصر الحجري والحديث في مواقع «معامل» الأحجار عبر الصحراء الكبرى تذكارات جاهزة وسهلة، وتنتهي الى هذا الحال. ويقوم البعض من المتعهدين المحليين بجمعها وبيعها الى السياح.

ولا يقتصر هذا التخريب المتعمد للمتلكات العامة على السياح. ذلك أن رجال النفط، من مختلف الأنواع، تمركزوا في مخيمات الصحراء النائية منذ عقود من الزمن، ومن أجل الترفيه في عطلات نهاية الأسبوع يقومون بجمع الأعمال والقطع الفنية التي قد يكدسونها في صناديق صنعت خصيصاً لأغراض العرض.

ولكنهم نادراً ما يكترثون أن يلحظ عالم آثار المواقع والطبقات التي أُخذت منها تلك القطع. وتوجد تشريعات قليلة من أجل تنظيم تلك الضغوط، وحتى في حال وجودها فإن من الصعب تطبيقها. ولدى البعض من شركات النفط اليوم قواعد انضباطية وعلى مبادئ بيئية تتعلق بجوانب التراث الحساسة. غير أن الشركات الجديدة لا تملك مثل تلك السياسات، وعلى أي حال فإن الكثير من الضرر يكون قد حدث في الأساس.

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى