المذنب شوميكر-ليفي 9
2013 أطلس الكون
مور ، السير باتريك مور
مؤسسة الكويت للتقدم العلمي
المذنب شوميكر-ليفي 9
حدث اصطدامان حديثان بالمشتري، أحدهما طبيعي والآخر بتدبير من الإنسان. واكتسبنا من كل منهما قدرا هائلا من المعلومات الجديدة.
في مارس من 1993، اكتشف راصدو المذنبات يوجين وكارولين شوميكر (Eugene and Carolyn Shoemaker) وديفيد ليفي (David Levy) أمريكيو الجنسية ما وصفوه بأنه “مذنب مسحوق” أطلق عليه اسم شوميكر-ليفي 9 لأنه كان اكتشافهم التاسع. ولم يشبه المذنب أي شيء كان قد رصد من قبل، إذ كان يسير في مدار حول المشتري منذ 20 عاما على الأقل. وأظهرت الحسابات أنه مَرّ من فوق قمة غيوم المشتري عند مسافة لا تزيد عن 21,000 كيلومتر (13,000 ميل) في السابع من يوليو 1992 وأن نواته تفتتت لتنتظم شظاياه في شكل يشبه عقدا من اللؤلؤ. وتم التعرف على أكثر من 20 شظية وأطلق عليها أسماء حروف الأبجدية الأنجليزية من حرف A إلى W من باب السهولة.
وسرعان ما اكتشف أن المذنب كان في مسار سيؤدي به إلى اصطدام وأن شظاياه ستصل المشتري في يوليو 1994. واصطدمت الشظية الأولى بالمشتري في 16 يوليو في الناحية غير المقابلة الأرض من الكوكب، إلا أن سرعة دوران الكوكب سرعان ما أعادت منطقة الاصطدام إلى مجال رؤيتنا. وتتالى ارتطام الشظايا الأخرى بالكوكب على امتداد الأيام القليلة التالية محدثة آثارا عظيمة، وأمكن رؤية الندبات الضخمة باستخدام مقراب بالغ الصغر. لم يتعد قطر شظايا المذنب كيلومترات قليلة، إلا أنها كانت تعبر الفضاء بسرعة هائلة. والتقطت صور مذهلة بواسطة المقاريب الأرضية ومقراب هابل الفضائي، وظلت آثار الاصطدام ظاهرة لأشهر عدة.
[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]