المعالم السطحية للقمر
2013 أطلس الكون
مور ، السير باتريك مور
مؤسسة الكويت للتقدم العلمي
المعالم السطحية للقمر
تَصَدَّر الروس رحلات الاستكشاف الفلكية إلى القمر، فقد وصلت مسابير لونيك إلى القمر عام 1959 وكانوا أول من هبط هبوطا موجها بمسبار آلي. هبط لونيك 9 هبوطا سلسا على محيط العواصف في 3 من فبراير 1966 ونفى بذلك النظرية التي كانت تفيد بأن البحار القمرية مغطاة بطبقات عميقة من الغبار الخفيف. وتمكن أيضا الروس لاحقا من إرسال مركبات إلى القمر وحصلوا على عينات من المادة القمرية وأعادوها إلى الأرض. نحن نعرف اليوم أنهم كانوا قد خططوا لإرسال مركبة فضائية مأهولة إلى سطح القمر في أواخر الستينيات ولكنهم أدركوا آسفين أن مركباتهم ليست مجهزة لذلك. انتهى السباق إلى القمر فعليا مع حلول 1970
كان التقدم الأمريكي أكثر سلاسة، حيث اصطدمت مركبات رينجر (الجوالة) بسطح القمر وأرسلت صورا وبيانات قبل تحطمها، أما مركبات سورفيير (الماسحة) فهبطت هبوطا سلسا على القمر وحصلت على كمية هائلة من المعلومات، وبين عامي 1966 و1968 قامت 5 مركبات أوربتر (المدارية) بعدة جولات حول القمر وزودتنا بخرائط مفصلة ودقيقة لمعظم السطح. وفي نفس الفترة كان برنامج أبولو يكتسب زخما.
بحلول أعياد الميلاد من عام 1968 تَمَكَّن طاقم أبولو 8 من الدوران حول القمر ممهدا بذلك الطريق للهبوط على السطح، فيما كانت مركبة أبولو 9 تدور حول الأرض لتختبر الوحدة القمرية التي ستهبط على سطح القمر، أما أبولو 10، وهي التجربة الأخيرة، كانت أيضا من طراز أوربتر القمري. في يوليو 1969 خط نيل أرمسترونج أولا ثم تلاه باز ألدرين على الصخور الكئيبة لبحر الهدوء من على ظهر إيجل وهي الوحدة القمرية التابعة لأبولو 11. وشاهده ملايين البشر من الأرض وهو يخطو “خطوته الصغيرة” المخلدة على سطح القمر، والتي بها سد أخيرا الفجوة ما بين عالمنا وعالم آخر.
كانت أبولو 11 بعثة تمهيدية، حيث أمضى رائدا الفضاء أكثر من ساعتين خارج الوحدة لتأسيس أول ALSEP (حقيبة أبولو التجريبية لاستكشاف سطح القمر) والتي ضمت معدات مختلفة منها مثلا مقياس زلازل للكشف عن احتمال حدوث زلازل قمرية، وجهاز للتنقيب عن أي أثر لوجود غلاف جوي للقمر، وأداة صممت لتجميع جسيمات من الرياح الشمسية. وعند الانتهاء من المهمة
(التي قاطعها اتصال قصير من الرئيس نيكسون) عادا إلى الوحدة القمرية ثم انطلقا وتقابلا مع مايكل كولينز وهو العضو الثالث في البعثة وكان قد ظل في مداره حول القمر. استُخدِم الجزء السفلي من الوحدة القمرية كمنصة للإطلاق وتُرِكت هناك حيث ستظل حتى تحضر وتوضع في متحف قمري. تمت رحلة العودة إلى الأرض بلا عيوب.
ونجحت أيضا أبولو 12 (نوفمبر 1969)، حتى أن رائدي الفضاء كونراد و بن تمكنا من المشي إلى مسبار سورفيير قديم كان قد تُرِك على سطح القمر منذ 1967 وإعادة أجزاء منه معهما إلى الأرض. وكانت أبولو 13 (1970) شبه كارثة فقد وقع انفجارا أثناء الرحلة المغادرة مما اضطرهم إلى إلغاء الهبوط على القمر. وفي أبولو 14 (يناير 1971) أخذ رائدا الفضاء شيبارد و ميتشل “عربة قمرية” صغيرة لنقل معداتهما، وفي الثلاث رحلات الأخيرة وهي أبولو 15 (يوليو 1971) وأبولو 16 (أبريل 1972) وأبولو 17 (ديسمبر 1972) استخدمت مركبة قمرية جوالة (LRV)مما وسع نطاق الاستكشاف كثيرا. وكان أحد رواد الفضاء على متن أبولو 17 الجيولوجي المحترف د.هاريسون شميت (Harrison Schmitt) والذي تلقى تدريبا خاصا لهذه المهمة.
وقد قام برنامج أبولو بزيادة معرفتنا بالقمر بقدر كان يفوق تصورنا ولكنه كان محدودا أيضا، إذ كانت هذه الرحلات أشبه بالاستطلاعية. وقد ظلت حقائب أبولو التجريبية لاستكشاف سطح القمر (ALSEP) تعمل لبضع سنوات ثم تم إيقافها لأسباب مالية.
لم يصعد أحد إلى القمر منذ 1972 ولكن لو استمر الوضع وفقا لما هو مخطط له سيتغير هذا قريبا، بما أن هناك خططا جادة للعودة خلال العقد القادم وتأسيس قاعدة قمرية مجهزة ومتكاملة في الفترة ما بين 2020 و2030، ويجب أن تكون هذه القاعدة دولية بالفعل بحيث نذهب إلى الفضاء معا.
[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]