المناطق الجافة
2012 دليل الطقس
روس رينولدز
مؤسسة الكويت للتقدم العلمي
إنّ نموذج المناطق الجافة (على سبيل المثال، أقل من 500 ملم – 20 بوصة في السنة) ربما يعود لعدة أسباب. في أعلى خطوط عرض شمالية تُعزى قيم التساقط المنخفضة جزئياً لدرجات الحرارة المنخفضة السائدة في تلك المناطق، لأنّ كمية بخار الماء المحمولة في الهواء صغيرة جداً. حتى لو قدّم الغلاف الجوي وسيلة لرفع الهواء لكي يبرد كفاية ليتكثف بخار الماء على شكل غيوم، سينتج القليل من الأمطار والثلوج (انظر الصفحة 65).
إنّ قحول المناطق القارية الداخلية لخطوط العرض الوسطى يعود جزئياً لتأثير ظل-المطر: مثلاً، السهول العالية في الولايات المتحدة والمنطقة الجافة في غرب الأرجنتين في ظلال جبال الأنديز. ومناطق أخرى، مثل سيبيريا في روسيا، التي تقع شرق جبال الأورال و شمال الهيمالايا، تكون عادة مجدبة لأنّه في الشتاء يمنع ضد-الإعصار الضخم (انظر خريطة آسيا في يناير في الصفحة 26) أي صعود وهو بارد جداً. وفي الصيف، تتسبب الحرارة السطحية ببعض الأمطار المتفرقة، ولكن بُعد المنطقة عن البحر يعني أنّ الهواء الرطب نادراً ما يصلها.
وفي المقابل ، تتعرض المناطق الداخلية من الولايات المتحدة لتوغلات كبيرة جداً من الهواء الرطب من خليج المكسيك التي تُوفّر، خلال فصل الصيف، المقومات الأساسية لهطول أمطار رعدية غزيرة جداً والتي يمكن ربطها إلى ظواهر خطيرة مثل حبات البرد الضخمة (انظر الصفحة 158) أو حتى الأعاصير القمعية (انظر الصفحة 161).
إنّ القحول الجلي للصحراء الأفريقية، الجزيرة العربية، و صحراء ثار في شمال-غرب الهند هو أساساً ترجمة للجزء الهابط لخلية هادلي (انظر الصفحة 36). ويصح هذا أيضاً على صحراء أستراليا وصحراء كالاهاري وعلى مناطق الأمطار الشحيحة التي تمتد عبر المحيطات الشرقية المدارية/تحت-المدارية.
وهناك مجموعة أخرى من الأراضي المجدبة تقع في غرب أمريكا الجنوبية وجنوب أفريقيا، وهي تتأثّر بوجود تيارات محيطية باردة تتدفق نحو خط الإستواء على طول السواحل. وهنا توجد صحراء أتاكاما وصحراء ناميب، لأنّ الماء البارد يمنع أي صعود يؤدي إلى أمطار ولكنه يكمن تحت طبقة سحاب واسعة بعيداً عن الشاطئ. وفي الحقيقة، لم يُسجل سقوط أيّة أمطار في كالاما في شمال التشيلي لأربعمائة سنة حتى 1971.
تقع أوسع المناطق هطولاً ضمن المدارين (أنظر إلى الخريطتين على الصفحتين (46 – 47). هذه المناطق هي مكان الـ ITCZ (انظر الصفحات 30 – 32) حيث تسيطر غيوم الحمل الحراري العميقة. في بعض الأحيان تنشأ الأعاصير المدارية وأعاصير التايفون في منظومة الرياح التجارية مما يؤدي إلى
أمطار غزيرة واسعة بالإضافة إلى الرياح العاصفة.
المناطق التي يسقط فيها 2000-3000 ملم (80-120 بوصة) وأكثر هي:
1. منطقة فعالية الــ ITCZ؛
2. المناطق حيث تواجه السواحل الجبلية الدفق القادم باتجاه الساحل – خصوصاً في مناطق الرياح الموسمية (انظر الصفحة 156)، مثل غرب الهند وسيراليون.
3. المناطق حيث تضرب الأعاصير المدارية والأعاصير الاستوائية والأعاصير الحلزونية اليابسة؛
4. المناطق حيث تسبب الجزر الجبلية مثل اندونيسيا أمطاراً محلية غزيرة.
معظم الأمطار الغزيرة التي تهطل عبر جنوب – شرق آسيا وغرب أفريقيا هي من الرياح الموسمية، بينما تنتج بعض الكميات الكبيرة التي تسقط على الكاريبي، أمريكا الوسطى، الفيليبين، فيتنام وشمالاً نحو اليابان، ومدغشقر عن الأعاصير الحلزونية المدارية القوية. هذه العواصف الدوارة المتنقلة تميل إلى أن تكون جزءاً من الرياح التجارية الواسعة النطاق شمال-شرق و جنوب-شرق. و تُولد عادةً على الأطراف الشرقية للمحيطات وتصل إلى البر على الأطراف الغربية.
يُخفي هذا النموذج السنوي الهجرة الموسمية للـ ITCZ، لذا تسقط الأمطار الغزيرة فوق جنوب-شرق آسيا خلال الرياح الموسمية الصيفية. بينما تبقى الأحوال خلال الرياح الموسمية الشتوية جافة عموماً.
[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]