بدايات مشوار المخترعة “مارتين كيمف” لإنشاء أعمالها في أمريكا
1995 نساء مخترعات
الأستاذ فرج موسى
مؤسسة الكويت للتقدم العلمي
مارتين كيمف أمريكا شخصيّات المخطوطات والكتب النادرة
ومن الطبيعي، سؤال ((مارتين)) لنفسها: ((لماذا لا أقوم بإنشاء شركتي في الولايات المتحدة، فمازال الناس هناك يؤمنون بالتجارب المثيرة، كما تتوافر إمكانات هائلة لتسويق اختراعي ؟)) وأخيرا قررت ((مارتين)) مغادرة فرنسا.
وفي ديسمبر عام 1985، توجهت ((مارتين)) إلى ((كاليفورنيا))، وبالتحديد إلى «Sunnyvale» في قلب (Silicon Valley) مركز أعصاب صناعة الكمبيوتر، وهناك بدأت في إنشاء شركتها.
وقبل رحيلها من بلدها، تحدثت إلى الصحفيين الفرنسيين قائلة : ((إنني حزينة حقا, وأشعر بالمرار،, وخيبة الأمل، صدقوني..!
إنه ليس من السهل علي أن أغادر فرنسا، وأكثر من ذلك، أنني كنت أتمنى أن يتم تصنيع اختراعي في بلدي في الألزاس.
ولكن للأسف فإن الناس لا يثقون باختراعي ولا يؤمنون بي… واليوم، كل ما أتمناه هو أن أتمكن من العمل في هدوء وسلام)).
وفي البداية بدأت ((مارتين)) عملها في شقة متواضعة، مكونة من حجرة نوم واحدة، بمدينة ((Sunnyvale)). وبعد ذلك.
وفي أغسطس عام 1987 اختارت موقعا جديدا لشركتها بين عمالقة الصناعة، من أمثال شركة التغلراف والتليفون الأمريكية (AT&T).
وهنا تقول : ((إنني أعمل بدون توقف، فأحيانا ما أعمل 16 ساعة في اليوم، ونادرا ما أتمتع بإجازة نهاية الأسبوع)).
وقد تولى تصنيع هذا الاختراع أربعة مقاولين من الباطن، وكان الجهاز، في ذلك الوقت يستخدم فقط لجراحات العيون الدقيقة.
وكانت ((مارتين)) تذهب إلى المستشفيات شخصيا، لتركيب الكاتالافوكس وإعطاء التوضيحات اللازمة للأطباء والممرضات حول كيفية استخدامه.
ومن خلال عمليتين جراحيتين، أمكن لجهاز ((كاتالافوكس)) الذي تبلغ تكاليفه 5000 دولار، أن يغطي تكاليفه.
وتحت شعار ((تكنولوجيا الغد تجدها اليوم))، داومت ((مارتين)) على تحسين اختراعها.
فمنذ وصولها إلى الولايات المتحدة، استطاعت ابتكار ((مفتاح كمبيوتر شخصى)) فبينما يمكن للنموذج القياسي من هذه الآلة تخزين 12 صوتا لمستخدمين مختلفين كحد أقصى في ذاكرته، فإن النموذج الجديد ((بمفاتيحه الشخصية)) يمكن برمجته لعدد غير محدود من المستخدمين.
فليس هناك حدود لإمكانية استخدامات الكاتالافوكس، فنجد هيئة ((ناسا)) تقوم بإجراء اختبارات على هذا الجهاز، لترى ما إذا كان يمكن استخدامه في مكوك الفضاء للتحكم في الكاميرات المعلقة على ذراع خارجي لإنسان آلي.
كما أن شركة ((ساب)) السويدية لصناعة السيارات، تقوم الآن بعمل محاولات لاستخدامه للتحكم في الإنسان الآلي، الذي يعمل في خطوط التجميع.
وفي وطنها فرنسا، هل نسي الناس هناك تلك المخترعة الشابة واختراعها ((الكاتالافوكس))؟ وهنا تقول ((مارتين)): ((لقد كنت دائما أشعر بالدهشة، لمجرد رؤيتي كيف أن الناس ما زالوا يتذكرونني!!
ففي أحد الأيام، وفي أثناء وجودي في أحد مخابز باريس، فاجأني صاحب المخبز بالسؤال: كيف تسير الأمور في أمريكا؟)).
وفي الألزاس، كرمت بلدتها – الأم Dossenheim – Kochersberg-. الإبنة السخية في مايو 1987 بإطلاق اسمها على أحد شوارعها.
وقد تم ذلك التكريم في وجود المخترعة بجوار رئيس البرلمان الأوروبي، وهو أيضا أحد المواطنين الأصليين للمنطقة.
وبعدئذ، رحلت ((مارتين)) إلى الولايات التمحدة، وهي تخطط للبقاء هناك لمواصلة التوسع في أعمالها. وعندما تحدثت إليها تليفونيا مؤخرا في ((Sunnyvale)) قالت لي: ((إن الأمريكيين هنا يثقون بمن يقدمون لهم منتجا جيدا)).
وقد كان صوت ((مارتين)) يجلجل بالبهجة. حقا ((لا كرامة لنبي في وطنه)).
[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]