تأثير النمو غير المؤكد للناتج المحلي الإجمالي على الأهداف المطلقة والمكثفة
2014 الاقتصاد وتحدي ظاهرة الاحتباس الحراري
تشارلزس . بيرسون
مؤسسة الكويت للتقدم العلمي
النمو غير المؤكد للناتج المحلي الإجمالي علوم الأرض والجيولوجيا
تختل التبادلية بين الأهداف المكثفة والأهداف المطلقة في العالم حين يكون النمو في الناتج المحلي الاجمالي غير مؤكد، ولكن ليس من الواضح ما إذا كان هناك عدم يقين إن وجد مفضلاً لدى نهج معين على نهج آخر.
فعدم التيقن من تحقق النمو في الناتج المحلي الإجمالي المستقبلي يعني عدم التيقن من كثافة الكربون وتكاليف التخفيف مع الهدف المطلق، وهو ما يعني عدم اليقين في الانبعاثات إذا تم اختيار هدفٍ مكثف. وجزءٌ من هذا الفرق يوازي السعر ومقابل مقدار مسألة عدم اليقين التي سنناقشها لاحقاً في هذا الفصل.
لنفترض أنه قد تم اختيار انبعاثات الهدف المطلق على أساس الناتج المحلي الإجمالي المتوقع، وعائدات الناتج المحلي الإجمالي التي ستكون أعلى بـ 20% مما هو متوقع.
وعندئذٍ سنجد أن الانبعاثات المتحققة لم تتأثر، ولكن تكاليف التخفيف ستكون عاليةً بشكل غير متوقع. ولو تم اختيار مكافئٍ لهدف مكثفٍ، فإن الانبعاثات المتحققة ستكون أعلى مما هي عليه من انبعاثات في ظل الهدف المطلق، ولكن تكاليف التخفيف ستكون أقل.
والهدف المطلق يعمل على استقرار الانبعاثات، في حين الهدف المكثف يعمل على استقرار التكاليف. وإذا كانت عوائد الناتج الإجمالي أقل من المتوقع بـ 20%، فإن الانبعاثات المتحققة في ظل الهدف المطلق لم تتأثر.
وتكاليف التخفيف ستكون بشكل غير متوقع متدنية أو صفرية. وإذا ما اخترنا هدفاً مكثفاً، فإن الانبعاثات المتحققة قد تكون أقل بكثير من تلك التي هي عليه في ظل الهدف المطلق، ولكن تكاليف التخفيف ستكون مرتفعة. ومرة أخرى الهدف المكثف يجعل من التكاليف مستقرة.
فمنهج التكثيف قد يبدو جذاب، لكونه يسمح للانبعاثات في الارتفاع على قدم المساواة مع الإنتاج، ولكن لا بد من هبوطه عندما تكون هناك أوقاتٌ عيبة. وتبدو أنها مرنة مع الطفرة [الاقتصادية] غير المتوقعة، لكنها غير مرنة أثناء الكساد الاقتصادي.
وهناك عواقب اقتصادية، وعواقب اقتصاد سياسي لكلا الاختيارين المحصورين ما بين الأهداف المطلقة والمكثفة.
أوضح إليرمان (Ellerman) وسو وينغ (Sue Wing) في عام 2005 هذه الاختلافات عن طريق محاكاة مستويات الانبعاثات وتكاليف التخفيف في الاتحاد الأوروبي وفق كلا النوعين من الأهداف، فعندما يتجاوز الناتج المحلي الإجمالي أو يقل عن المستويات المتوقعة.
وقد بيَّن التحليل أن الانبعاثات ثابتة عبر النمو العالي غير المتوقع أو هبوطه غير المتوقع في ظل الهدف المطلق، لكن هذه الانبعاثات هي أعلى بواقع 50% حينما تكون نتيجة النمو أعلى مما كانت عليه في نتيجة انخفاض النمو بشكل متوقع في ظل الهدف المكثف.
وأن تكاليف التخفيف تقاس كنسبة مئوية من النتاج المحلي الإجمالي ، وتتراوح ما بين 2.5% إلى 0% بالنسبة إلى الهدف المطلق، لكنه يوضح معدلاً أكثر اعتدالاً يتراوح ما بين 1.2% إلى 0.9% عند استخدام الهدف المكثف.
تتطلب المقارنة العادلة هدفين متبادلين عند الناتج المحلي الإجمالي المتوقع، ومن ثم يمكن التسليم بأن الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي سوف يتراوح حول الناتج المحلي الاجمالي المتوقع.
وإن "التفوق المذهل" (Superiority) لمنهج على منهج آخر يتطلب مقارنة لكلفة الفرصة البديلة للتخفيف، عندما يتفاوت الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي عن الناتج المحلي الإجمالي المتوقع.
فبموجب الهدف المطلق تزدهر كمية الزيادة في التخفيف. وبموجب الهدف المكثف، تزدهر الزيادة في كمية التخفيف أيضاً ولكن بصورة أقل.
وفي ظل الهدف المطلق، يكون تخفيض التخفيف في حالة ركود. وفي ظل الهدف المكثف، الذي هو في حالة الركود، فإن التخفيف ينخفض أيضاً.
ولكن بكميات أصغر. ولعل السؤال المطروح من ثم هو، هل الموارد المستخدمة للتخفيف ذات قيمة اجتماعية أعلى (كلفة الفرصة البديلة) في حالة الازدهار التي يكون فيها الهدف المكثف قد حقق حدوده؟.
وهل الموارد المستعملة للتخفيف ستكون تكلفة فرصتها البديلة أعلى في حالة الركود، ذلك الركود الذي سيكون في هذه الحالة الهدف المطلق قد حقق حدوده.
فقد وصف كارب (Karp) وزاهو (Zhao) عام 2009 "نموذج التوازن العام" (General-Equilibrium Model) الذي يبيّن، مع الإزدهار غير المتوقع و "التمثيل الشكلي" (Bust)3
أن الهدف المكثف قد يؤدي إلى مستوى عالٍ من الرفاهية الاجتماعية، ولكن قد يخلق تبايناً كبيراً ما بين الدخل والرفاهية الاجتماعية. وعليه فإن البلد الذي يتجنب المخاطر قد يكون مازل يفضل الهدف المطلق على غيره من الأهداف.
[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]