تجارب العالم “لودْجْ” التي أجراها لتفسير كيفية حدوث ظاهرة الضباب في الجو
1997 قطوف من سير العلماء الجزء الثاني
صبري الدمرداش
KFAS
حدوث ظاهرة الضباب في الجو تجارب العالم لودج الفيزياء
مباحث .. في البرق والصواعق
كان الضباب ولا يزال أعدى أعداء الإنسان في السفر براً وبحراً وجواً. فكم ذهبت سيارة وجنحت عبَّارة وسقطت طيَّارة بما فيها ومن فيها اصطداما بجبلٍ قريب لم يُرَ أو ببرج عالٍ أو ببنايةٍ شاهقة.
لذا عُني العلماء بدراسة هذه الظاهرة الجوية والبحث في اسباب مكافحتها والتغلب عليها. والوسائل العلمية تُنجب في الغالب وتتولَّد من المباحث النظرية.
ففي عام 1870 أبان العالم الإنجليزي تيندال أن الجو الذي يحيط بقضيبٍ حام من الحديد يكون خالياً من الغبار. فظن أولاً أن حرارة القضيب تحرق دقائق الغبار في الهواء الملاصق له.
وقيل كذلك إن تيارات الهواء الساخنة المنطلقة من جوار القضيب تطرد الغبار وتكسحه، ولكن لودج أثبت في عام 1883 أن تلك الظاهرة لا تفسر بأحد التفسيرين المتقدِّمين . وإنما يفسرها الفعل الكهربائي.
ولإقامة الدليل العملي على صدق مذهبه، قام بالتجربة المتقدم وصفها ، مثبِّتاً بها أننا إذا كهربنا ضباباً رست الدقائق التي تكونت عليها قطيرات الماء إلى الأرض وتبدَّد الضباب.
كان لودج من أيام دراسته قد وجَّه عنايةً خاصةً إلى الظواهر الجوية، وبوجهٍ خاص إلى ما كان متصلاً منها بالكهرباء.
وكتب في عام 1892 كتاباً في هذا الموضوع عنوانه "موصِّلات البرق وواقاياته". وكانت مانعة الصواعق قد اختُرعت من قبل في أمريكا على يدي العالم والسياسي الأمريكي الشهير بنيامين فرانكلين في عام 1752.
وذاع استخدامها على أبراج الكنائس ومداخن المعامل وغيرها من المباني العالية ، ظنّاً أنها تقي هذه المباني وقايةً تامةً من الصواعق. بيد أن الوقاية لم تكن تامة إذا انقضّت الصواعق على بعض المباني، على الرغم من إقامة مانعات صواعق عليها . و
هنا كان لعالمنا الفضل الكبير في تحسين هذه المانعات وتطويرها لتفي بالغرض منها وفاءً تاماً، وكم جنت هيئة البريد البريطانية من مباحثه هذه من فائدة في وقاية أعمدة التلغراف والتليفون وأسلاكهما.
[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]