تصنيف الأشكال المورفولوجية الساحلية وفقاً لتغيرات منسوب البحار
1998 الموسوعة الجيولوجية الجزء الأول
مؤسسة الكويت للتقدم العلمي
مؤسسة الكويت للتقدم العلمي
الأشكال المورفولوجية الساحلية تغيرات منسوب البحار علوم الأرض والجيولوجيا
ومهما بلغت درجة مصداقية ما ذكرناه حتى الآن عن الأشكال الساحلية إلا أن منسوب سطح البحار كان في تغير مستمر عبر العصور الجيولوجية، سواء كان ذلك بسبب ارتفاع أو انخفاض مستوى سطح البحر إبان العصور الجليدية أو بسبب الحركات التكتونية التي كانت تؤدي إلى ارتفاع أو انخفاض الكتل القارية.
وقد كان لتغير ذلك المنسوب ارتفاعاً أو انخفاضاً أثر كبير على الأشكال المورفولوجية الساحلية التي يمكننا تصنيفها استناداً لتغيرات منسوب البحار كما يلي:
أ- سواحل الغمر: Shorelines of Submergence
وتمثل مجموعة الأشكال الساحلية الناتجة عن ارتفاع منسوب البحار إثر ذوبان الجليد البلايستوسيني.
ومن أهم نماذج هذه المجموعة سواحل الريا (Ria) وهي سواحل صخرية (شكل 8) متعرجة كانت تشكل في الأصل أودية نهرية وكانت تصب في البحر قبل غمرها بمياه البحر المرتفعة.
ومن أمثلتها سواحل شمال غرب ايبيريا.
والسواحل الشمالية لشبه جزيرة بريتاني في غرب فرنسا، والسواحل الجنوبية للصين، ويمكن القول إن جميع سواحل الريا هي من أصل حتي.
ومن نماذج سواحل الغمر أيضاً يمكننا أن نذكر سواحل الفيورد (Fiord باللغة النرويجية). وهي من الأصل أودية معلقة محفورة في الصخور بواسطة الألسنة الجليدية التي كانت تصل للساحل مباشرة أو بالقرب منه (شكل 9).
وتتخذ الفيوردات شكل خلجان متوغلة في اليابس، ذات جوانب شديدة الانحدار أو قائمة بعكس سواحل الأودية النهرية التي شكلت الريا والتي تمتاز بمقطعها العرضي المثلثي.
وتنتشر الفيوردات على سواحل النرويج وأيسلندة وجرينلندة وآلاسكا والشيلي وغيرها.
أما النموذج الثالث لسواحل الغمر فهي سواحل الشرم المنتشرة على جانبي البحر الأحمر وسواحل شبه جزيرة سيناء. وهي عبارة عن خلجان غارقة ذات جوانب صخرية عالية يُعتقد أنها كانت تمثل نهايات بعض الأودية الصحراية الجافة ومصباتها
والنموذج الأخير لسواحل الغمر هي السواحل ذات الأصل البنيوي والتي نشاهدها على سواحل البحر الأدرياتيك اليوغسلافية وعلى سواحل شبه جزيرة بريتاني الفرنسية.
حيث تعرضت الالتواءات للغمر البحري فامتلأت المقعرات بالمياه وانقلبت إلى أقنية طولانية وخلجان مسايرة للساحل كما هو الحال على سواحل البحر الادرياتيك اليوغسلافية (النموذج الدالماسي).
أما على سواحل بريتاني فقد تحولت المقعرات التي غمرتها المياه البحرية إلى خلجان عميقة متوغلة في اليابسة (النموذج البريتاني).
ب-السواحل الناهضة: Shorelines of Emergence
وتنشأ في حالة ارتفاع مستوى اليابس أو عندما يتعرض منسوب البحر للانخفاض. فعندما كانت الجليديات تحجز كميات كبيرة من الماء المتجمد فوق القارات كان من شأن هذا أن انخفض المستوى العالمي لمياه البحار والمحيطات مما أدى إلى ظهور السواحل الناهضة حول كافة الكتل القارية على سطح الأرض.
ومن الممكن مشاهدة السواحل الناتجة عن تلك الظاهرة على منسوب 120 متراً تحت المستوى الحالي لمياه البحر كما هو الحال في شمال أوروبا وفي ولاية وسكونسن الأمريكية على سبيل المثال.
وتتميز بعض السواحل الناهضة باستوائها واستقامتها وذلك لأنها كانت أثناء غمرها تتعرض لتوضع طبقات أفقية من الطين والغرين والرمال والحصى التي كانت تحملها الأنهار.
ولهذا فقد بدت عند تراجع الماء عنها على شكل أراضٍ منخفضة يستقيم عندها خط الساحل الجديد.
إلا أن بعض السواحل الناهضة تمتاز بالوعورة وبالانحدار الشديد، كما يظهر الساحل القديم عليها واضحاً تحت واجهة جرفية تمثل حدود اليابس قبل عملية النهوض أو تمثل، بمعنى آخر، خط الساحل القديم.
[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]