البيئة

تعاريف متعددة في مجال العلوم البيئية

2007 في الثقافة والتنوير البيئي

الدكتور ضياءالدين محمد مطاوع

KFAS

مجال العلوم البيئية البيئة البيولوجيا وعلوم الحياة

إن علاقة الإنسان بالبيئة علاقة لها أصول تاريخية ضاربة الجذور. 

فتناولها بعض علماء العرب منذ قرابة عشرة قرون، ومنها "القزويني" الذي ضمنها في كتابة "عجائب المخلوقات"، فأشار إلى العلاقات البيئية وأساليب التكيف من أجل الحماية، وبعض العلاقات المتبادلة بين الكائنات والوسط الذي تعيش فيه.  كما تحدث عن تأثير الضوء في النبات، وضرب العديد من الأمثلة المتنوعة في هذا المجال.

وحديثاً، بدأ إرساء مفاهيم البيئة وأسسها العلمية منذ بدايات القرن السابع الميلادي.  ومنذ ذلك الحين، بدأت الحقائق البيئية تتجمع لدى العلماء والمختصين، حتى أصبحت علوم البيئة من أكثر العلوم الطبيعية اتساعا وتشابكا. 

وكان "مارش" March من أوائل العلماء الذين نادوا بتدارك تأثير الإنسان في البيئة، وعقب إطلاقه تلك الصيحات الأولى، أصبحت موضوعات البيئة مجالا خصبا لعديد من البحوث. 

 

فبدأ علم الأحياء الفرنسي "رومر" Reamur بدراستها، وتلاه "بوفون" Buffon، ثم العالم الألماني "هيكل" Hackel وذلك في عام (1861م)، الذي عرف البيئة بأنها العلاقة بين الكائن الحي وما يحيط به، كما عرف مصطلح علم البيئة Ecologe بأنه العلم الذي يختص بدراسة العلاقات بين الكائنات الحية والمكان الذي تعيش فيه.

تتكون لفظة Ecology من مقطعين يونانيين هما: ايكيوس Equikos وتعني مكان المعيشة أو المأوى أو المنزل، ولوجاس Logus بمعنى علم أو دراسة. 

ويعني علم البيئة Ecology بدراسة معيشة الكائنات الحية والمكونات غير الحية على كوكب الأرض، لمعرفة جميع العلاقات المتبادلة بينها، حيث يوجد عدد هائل من أنواع الأحياء النباتية والحيوانية يصل إلى نحو مليوني نوع وتعرف بالمحيط الحيوي Biosphere، وتتفاعل جميعها مع الوسط الذي تعيش فيه. 

فتستمد الطاقة من الشمس، وتحصل من مكان معيشها على جميع الضرورات اللازمة لحياتها.  وهذه الكائنات الحية في صراع دائم من أجل البقاء والاستمرار، ولا يمكن لأي منها أن يعيش مستقلاً بذاته على الكائنات الأخرى في البيئة.

 

وأطلق فيرنادسكي (1926 – 1929م) مصطلح المحيط الحيوي Biosphere الذي يعني الحيز أو النطاق الذي يشتمل صور الحياة على كوكب الأرض. 

وفي عام (1935م )  أطلق "تانسيلي" Tanncelly مصطلح النظام البيئي Ecosystem الذي جمع الجانبين في كيان متكامل، يجسد مدى عمق العلاقات بين الأحياء ومجموعة الظروف البيئية المحيطة والمؤثرة فيها. 

وقد تزايد الاهتمام بالنظام البيئي بعدما أيقن العلماء أهمية دراسة اتجاه سريان الطاقة، ودوران المواد بين كائنات النظام البئي، التي أمكن تصنيفها على أساس وظائفها إلى: كائنات منتجة، وكائنات مستهلكة، وكائنات محللة.

 

وفي عام (1972م) ذُكرت البيئة Enivronment مرادفاً للمحيط الحيوي بعوامله الطبيعية والاجتماعية والثقافية والإنسانية. 

وتم تعريفها في مؤتمر استوكهلهم بأنها "رصيد الموارد المادية والاجتماعية المتاحة للإنسان في وقت ما وفي مكان ما لإشباع حاجاته وتطلعاته"(66)، حيث يتضمن ذلك الرصيد العديد من العوامل والظروف المحيطة بالكائن الحي، التي تؤثر في شكله الخارجي، وفي تركيبه الداخلي، وفي سلوكه.

 

وتستهدف العلوم البيئية Environmental Sciences دراسة الدورات الحيوية والكيميائية داخل النظم البيئية المختلفة، مثل بركة ماء أو غابة. 

كما تهتم بدراسة وفهم نوعية وعمق التداخلات بين مسارات الدورات البيئية المختلفة، والتعرف الشامل إلى النظم البيئية بما تحتويه من محيطات ثلاثة هي: المحيط الحيوي Bio sphere والمحيط الاجتماعي Socio sphere  والمحيط التقني Techno sphere، حيث يؤثر في سير حياة الكئانات الحية في أي نظام بيئي عدد من العوامل الطبيعية، من أهمها: الضوء، والحرارة، والماء، والتربة، والأكسجين، والكربون.

 

وتتنوع الدراسات البيئية Environmental Studies بتنوع المجالات التخصصات، فمنها الدراسات البيئية: السكانية، والجغرافية، والفيزيائية؛ كما تشمل أيضا مجال علم النفس، وتخطيط المدن.  وتركز الدراسات البيئية على المعلومات والحقائق البيئية المختلفة.

أما التربة البيئية Environmental Educaton فتتمركز اهتماماتها حول التعليم البيئي، فهي العملية التعليمية التي تهدف إلى تزويد الأفراد بالمعارف والمهارات والاتجاهات لتنمية فهمهم لبيئتهم، وتعميق وعيهم بمشكلاتها، وحثهم على تحمل مسؤولية المشاركة في حلها، من خلال التأكيد على حتمية المحافظة على الموارد البيئية، وضرورة حسن استغلالها لصالح الإنسان، في ضوء القيم والضوابط والأخلاقيات البيئية المستمدة من العقيدة.

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى