تعريف “غار حِراء”
1997 موسوعة الكويت العلمية للأطفال الجزء الثامن
مؤسسة الكويت للتقدم العلمي
غار حِراء إسلاميات المخطوطات والكتب النادرة
غارُ حِراء، أشهرُ مكانٍ يتردّدُ في سيرةِ سيدنا محمدٍ، صلّى اللّه عليه وسلّم، وبخاصةٍ في بدءِ نُبوّتِهِ.
فقدْ كانَ سيدُنا رسول الله، صلّى الّله عليه وسلّم، في طفولتِهِ الباكِرَةِ ، يُلاحظُ أنّ جدَّهُ عبدَالمطلبِ يخرُجُ من مكةَ بعضَ الوقتِ، ومعهُ زادُهُ وشرابُهُ، ويتّجهُ إلى الشمالِ الشرقي منها ، قاصدا جبلاً هناكَ.
من أشهرِ جبالِ مكة، اسمُهُ "جبلُ حِراء"، في أعلاهُ غارٌ، يدخلُهُ عبدُ المطلب، ويَقضي فيهِ أيّاماً، يتعبّدُ على الطريقةِ التي بقيَ لقريشٍ علْمٌ منها، وهي ملةُ أبيهم إبراهيم الخليلِ، عليهِ السلامُ.
وجبلُ حِراءٍ، جبلٌ عالٍ، يبلغُ ارتفاعُهُ 634 متراً تقريباً، له رأسٌ أملسُ، على شكلِ سَنام الجملِ السمينِ.
وعلى يسارِ قمةِ الجَبلِ من الناحيةِ الجنوبيةِ يوجدُ الغارُ، وهوَ فَجوةٌ بابُها نحوَ الشمال، وارتفاعُها قريبٌ من قامةِ إنسانٍ وسطٍ.
ويتّسعُ الغارُ لنحوِ خمسةِ أشخاصٍ، وفي ناحيتِهِ الجنوبيةِ فتحةٌ يُرى منها المسجدُ الحَرامُ.
وتَروي كتُبُ السُنة والسيرةِ، أنّ سيّدنا رسولَ الله، صلّى اللهُ عليه وسلم، قبلَ أن يأتيه الوحيُ، كان يُحبّ الخلوةَ، فكانَ يَخرُجُ من مكةَ، ومعهُ زادٌ كافٍ من الطعامِ والشرابِ، ويقصدُ إلى جبلِ حراءٍ، ويصعدُهُ ثُمّ يرقى إلى قِمتِهِ.
ويدخُلُ الغارَ: "غارَ حراءٍ"، ويقضي فيه لياليَ طويلةَ، قدْ تَبلُغُ شهراً، يعبُدُ ربّهُ الواحِدَ الأحدَ، على ملّةِ أبويهِ إبراهيمَ وإسماعيلَ عليهم السلامُ.
حتى كانَ اليومُ الذي نَزَل عليهِ جبريلُ في الغار، وكان رسولُ اللهِ، صلّى اللّهُ عليهِ وسلّم، يومَذاكَ ابنَ أربعينَ سنةً، وتلا عليهِ أولَ ما نزلَ منَ القرآنِ قال تعالى(اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ) العلق 1.
ولذلكَ فإنَّ الناسَ أطلَقوا على «جبل حراء» اسم «جَبَلِ النور»، لأنهُ الجبلُ الذي ضمَّ غارَ حراءٍ، وتشَرّفَ بتلكَ اللحظةِ الفريدةِ: لحظةِ نزولِ الوحيِ لأولِ مرةٍ.
بقي أنْ نعرِفَ أنَّ جبلَ حراءٍ كانَ يسيلُ منهُ عندَ هُطولِ الأمطارِ وادي «جليل» أحدُ أوديةِ مكةَ المشهورةِ، وأنهُ كانت على هذا الجبلِ أثارٌ بُنيتْ في أوائلِ القرنِ العاشر الهجري(السادس عشر الميلادي)، ثمّ أُزيلت قبلَ 75 عاماً (1343ه) خشيةَ تقديسِ الناسِ لها .
ومن هذهِ الأثار قُبَّةٌ عاليةٌ يزيدُ ارتفاعُها على ثمانية أمتارٍ، قاعدتُها مربعةٌ (6×6 أمتار) .
وكان قريباً من هذهِ القُبةِ خزَّان ماءٍ بعمق أربعةِ أمتارٍ، وسِعةِ ثمانيةِ أمتارٍ طولاً، وأربعةٍ عرضاً، كانَ قد حُفِرَ تحتَ الجبلِ لحفظِ مياه الأمطارِ.
[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]