تفسير العالم “نيوتن” لكيفية حدوث ظاهرة تَشَتُّتُ الضَّوْء

1995 موسوعة الكويت العلمية للأطفال الجزء السادس

مؤسسة الكويت للتقدم العلمي

العالم نيوتن ظاهرة تَشَتُّتُ الضَّوْء الفيزياء

في عام 1609 اخترع العالم الإيطالي «جاليليو» التلسكوب، بهدف تقريب صور الأشياء البعيدة وتوضيحها.

وقد أحدث هذا الاختراع «ثورة» في علم الفلك، ولكن مستخدم التلسكوب كان يلاحظ تشوّه ألوان الصورة التي يراها من خلاله.

وفي نفس عام وفاة العالم جاليليو وهو عام 1642، ولد العالم الإنجليزي «اسحق نيوتن»، الذي أصبح له اهتمامات علمية عديدة، من بينها رغبته في دراسة التشوُّه اللَّوني لصور التلسكوبات.

 

ومن أجل ذلك قام نيوتن بعمل ثقب صغير في نافذة غرفته في مدينة كمْبِرِدْج بإنجلترا، ليسمح لحزمة رفيعة من أشعةَ الشَمس بالمرور خلالها، لتسقط على الجدار المقابل مكوّنّة بقعة ضوئية.

بعدئذ قام «نيوتن» بوضع منشور زجاجي في طريق هذه الحزمة الضوئية، فلاحظ أن حزمة الأشعة قد انحرفت عن مسارها وأظهرت مكونات لونية هي: الأحمر والأصفر والأخضـر والأزرق والبرتقالي والنيلي والبنفسجي في شريط ممتد، أطلق عليه نيوتن اسم «الطيف».

 

وعرفت هذه الظاهرة فيما بعد باسم «التشتت اللوني»، وهي تَحَلُّلُ الضوء الأبيض وانفصالُه إلى مكوِّناته الطيفية، بواسطة منشور ثلاثي أو أي وسيلة أخرى.

وأوضح ظاهرة طبيعية لتشتت الضوء ما نراه في «قوس قزح»، الذي نراه في يوم مطير، ويحدث بسبب تشتت الضوء لمروره خلال قطرات المطر.

وقد قام العلماء بتفسير تشتت الضوء على النحو التالي:

 

1- يتكون الضوء الأبيض من سبعة ألوان مختلفة «من الأحمر حتى البنفسجي»، ولا نرى هذه الألوان، لأنه عند خلطها تعطينا اللون الأبيض.

 

2- تختلف الزاوية التي ينحرف بها شعاع كل لون عن الآخر عند مروره خلال المنشور الثلاثي، فينحرف شعاع اللون البنفسجي أكثر من انحراف أشعة الألوان الأخرى، ويكون أقلها انحرافا هو شعاع اللون الأحمر.

 

3– لهذا السبب تظهر لنا هذه الألوان فقط عندما ينحرف الضوء الأبيض نتيجة لسبب ما، وإذا كان الضوء الأبيض قابلاً للتشتت، أي قابلا للانحلال إلى مكوناته اللونية المشار إليها، فإن هذا يوحي لنا بإمكان تركيب الضوء الأبيض من مكوناته.

 

فإذا أخذنا قرصا دائريا، من الورق المقوّى الأبيض وقسَّمناه إلى ثلاثة قطاعات متساوية، ثم قمنا بتلوين الجزء الأول باللون الأحمر والجزء الثاني باللون الأخضر، والجزء الثالث باللون الأزرق اللامع، ثم أدرنا القرص حول مركزه بسرعة كبيرة، فإننا نرى القرص أبيض.

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]