تلال وجبال : سحب وأمطار
2013 دليل التنبؤ الجوي
ستورم دنلوب
مؤسسة الكويت للتقدم العلمي
تؤثر الارتفاعات الجبلية بشكل كبير فوق التلال والجبال في السحب والهطول، فإذا شكل الارتفاع سحابة فوق التلال تكون قاعدة السحابة بشكل عام أكثر انخفاضاً في الجانب المعاكس للرياح من الجانب الموازي للرياح حيث يهبط الهواء، ووفقاً للظروف فإن السحب قد تغطي قمم التلال أو قد يكون هناك هواء واضح تحت قاعدة الغيمة، ويتوقف الشكل المحدد للسحابة على إن كانت الظروف ثابتة أو متقلبة، فيتشكل السمحاق الطبقي في الظروف الثابتة ويتشتت عند التلال الموازية لاتجاه الرياح، بينما يتشكل السمحاق الركامي في الظروف المتقلبة وقد ينشأ فقط فوق التلال أو الجبال، وإذا كان هناك نظام جبهي مقترب يحمل معه هواء دافئاً رطباً من الممكن أن يرتفع فوق التلال فإنه من الأفضل لأي شخص يمشي أو يتسلق الجبال أن يحذر إذ ستكون الرؤية محدودة وقد يهطل المطر أو الثلج، وعلى الرغم من أن السمحاق الطبقي لا يؤدي إلى الكثير من الهطول إلا أن أي شخص سيكون في موقع تحيط به السحابة سيتبلل بشدة.
وعندما تمتد سلسلة التلال أو الجبال من خلال اتجاه الريح فإن أكثر الهطول سيحدث على المنحدرات المعاكسة للرياح، أما في الاتجاه الموازي للرياح فإن الأرض ستكون محمية وجافة، وهذا التأثير لظل المطر هام جداً للمناخ في أجزاء متعددة من العالم حيث تمتد الجبال المرتفعة عبر طريق الرياح السائدة، ويصبح انحدار الأرض هاماً جداً وخاصة في المرتفعات، وقد لا تتلقى المنحدرات التي لا تواجه الشمس (المواجهة للشمال في نصف الكرة الشمالي) أية أشعة شمس شتوية أو القليل منها، أما المنحدرات المواجهة للشمس فتتلقى كمية كبيرة من التدفئة الشمسية وخاصة في فصل الصيف، إلا أن التدفئة في أي وقت من السنة قد تسبب تيارات حرارية قوية تشكّل سحاباً ركامياً منخفضاً فوق القمم وتؤدي إلى تشكّل سريع للمزن الركامية يتصاحب مع هطول، وحسب الظروف المحددة فإن هذه السحب قد تبقى ثابتة فوق التلال أو الجبال وفي بعض الحالات تؤدي إلى فيضانات خطيرة.
وفي حال وجود الهواء المتقلب وحتى لو لم يكن هناك هطول فوق الأراضي المنخفضة فإن أي مرتفع بسيط سيكون كافياً لتشكيل هطول، وعند توقع الهطول يمكن للارتفاع الجبلي أن يحول الهطول الخفيف إلى وابل أو حتى عاصفة رعدية، ويكون مستوى التجمد في الشتاء أقرب إلى مستوى البحر من فصل الصيف وحتى فوق التلال المنخفضة نسبياً فإنها قد تكون تحت القمم التي تصبح مغطاة بالثلج، أما في الأسفل فإن البلورات الجليدية تذوب وتتحول إلى مطر، ويتراوح خط الثلج (الارتفاع الذي يتوقع هطول الثلج فوقه) طوال فصل الصيف لكنه لا يصل إلى الأماكن التي تكون فيها درجة الحرارة أكثر من 3 درجات مئوية (37 فهرنهايت).
وعندما يهبط الهواء إلى الاتجاه الموازي للرياح في أي أرض مرتفعة فإن درجة حرارته ترتفع ، وإذا تخلص من رطوبته على المنحدرات المعاكسة لاتجاه الرياح أو فوق القمم فإنه سيصبح أكثر دفئاً وجفافاً في أي مستوى أكثر من المستوى المعاكس لاتجاه الرياح (الصورة المقابلة)، وقد ينشأ هذا التأثير (تأثير فوهن) إذا دفعت حركة الموجات الهواء إلى مستوى أكثر انخفاضاً على الجانب الموازي لاتجاه الرياح في الأراضي المرتفعة، وقد ينشأ تأثير فوهن بشكل أكبر أو أقل في العديد من الظروف إلا أن أشد حالاته تكون بالقرب من الجبال المرتفعة، وتنشأ رياح فوهن (التي تمت تسمية الظاهرة على اسمها) فوق جبال الألب عندما يقوم منخفض في الشمال بسحب الهواء من الجنوب فوق عائق من الجبال، أما في أمريكا الشمالية فتنشأ رياح على الجانب الشرقي من جبال روكي ويمكن أن تتسبب بارتفاع سريع ومتزايد في درجات الحرارة (27 درجة مئوية أي 49 فهرنهايت خلال دقيقتين في سبيرفيش في شمال داكوتا في 23 يناير/كانون الثاني 1943)، وتخفف هذه التغيرات المفاجئة من غطاء الثلج وتسبب انهيارات جليدية وقد تؤدي إلى حرائق (بسبب النباتات الجافة والخشب المستخدم في الأبنية).
[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]