جوانب الفحص الطبي التي يخضع لها المريض بـ”فقدان الشهية العصبي”
1997 فقدان الشهية العصبي
الدكتور أحمد محمد عبدالخالق
KFAS
جوانب الفحص الطبي التي يخضع لها المريض بفقدان الشهية العصبي الطب
عرضنا في الفقرتين السابقتين من هذا الكتاب للمحكات أو الشروط الواجب توافرها في الشخص كي يدخل في دائرة من لديهم فقدان عصبي للشهية، واتبعنا ذلك بمعيار موضوعي محدد، وهو الوزن المثالي للجسم بمعلومية كل من طول الفرد وجنسه (ذكر/ أنثى).
ولا يعترف المريض بمرضه أو اضطرابه غالبا إلا عندما تسوء حالته، وهو لا يذهب إلى الطبيب إلا في حالتين: عندما تتدهور حالته بشدة، أو عندما يجبره الأهل أو الأصدقاء على ذلك.
وتحول غالبية الحالات إلى الطبيب الباطني، ولكن الأخير كثيراً ما يرى ضرورة إحالة المريض إلى الطبيب النفسي.
وقد يذهب الأهل بالمريض إلى الطبيب النفسي مباشرة، نظراً لاختلاط الحالة مع أعراض نفسية. ويعارض معظم مرضى فقدان الشهية العصبي الذهاب إلى الطبيب، ناهيك عن الطبيب النفسي.
ويشتمل الفحص الطبي على جانبين هما: الفحص العضوي النفسي، والفحص الإكلينيكي المعملي، نفصلهما فيما يلي:
1- الفحص العضوي والنفسي
عند تحويل المريض إلى الطبيب النفسي – بطريقة أو بأخرى – فمن الأهمية بمكان أن يكوّن الأخير علاقة جيدة مع المريض. ويحصل الطبيب النفسي على البيانات الآتية:
1- تاريخ مفصل للحالة. (التركيز على مراحل تطور الاضطراب ومصاحباته).
2- النمط الحالي للأكل.
3- وسائل المريض للسيطرة على وزنه.
4- فكرة المريض عن وزن الجسم.
5- فحص عام للحالة العقلية. (التركيز على الأعراض الاكتئابية).
6- فحص عضوي شامل:
الاهتمام بتوزيع الشعر على مختلف مناطق الجسم.
تحديد درجة الهزال.
علامات نقص الفيتامين.
حالة الدورة الدموية الطرفية.
7- تحديد الحد الأدنى من الوزن المطلوب إضافته.
8- وضع البرنامج العلاجي.
2- الفحص الإكلينيكي المعملي
يفيد هذا الفحص في تقييم الأحوال التيشك في أنها ترتبط بفقدان الشهية مثل: سوء استخدام العقاقير، واضطرابات الاكتئاب.
وعلى الرغم من أن القياس المعملي لمرض فقدان الشهية العصبي يعد في طفولته، فإنه يمكن أن يمد الإكلينيكي بتأكيد مستقل للحالة الصحية للمريض ويجب أن يجري تقييم معملي طبي عام وشامل لمريض فقدان الشهية العصبي في جوانب مختلفة أهمها: الدم، والتحليل الكهربي، والكبد، والقلبن والغدة الدرقية، والكلى، والتغذية.
ومن بين هذه الفحوص المعملية المهمة لدى الإناث ما يلي:
الهرمون المنبه للمناسل Gonadotropin (الغدد الجنسية)، والهرمون اللوتيني Lutenizing Hormone (LH)، والهرمون المنبة للجريب (مصغر جراب) Follicle Stimulating Hormone، وكلها هرمونات تفرزها الغدة النخامية pituitary gland.
وتبدأ هذه الهرمونات عملية التبويض (تكوين البويضة) ودورة الحيض لدى الإناث عن طريق تنبيه إفراد هرمونات البروجسترون والإيستروجين. ويعد توقف هذه الدائرة أمراً مميزاً لمرضى فقدان الشهية العصبي من الإناث.
وأبرز مثال لهذه الهرمونات: الهرمون اللوتيني، وله إيقاع يومي Circadian rhythm يتغير من ساعة إلى أخرى، كما يتغير تبعاً لاختلاف مراحل النضج.
ويزداد إفراز هذا الهرمون خلال دورة النوم، وأكبر إفراز له في الصباح الباكر. ويكون إفراد هذا الهرمون غير ناضج خلال البلوغ Pubescence، ويكون تغيره قليلاً أثناء اليوم، مع زيادة إفرازه بوضوح في دورة النوم. وعندما ينضج الإيقاع بعد البلوغ، يكون إفراز هذا الهرمون خلال اليوم واضحاً، مع تركيز أعلى خلال النوم.
ويبين شكل (5) نمط إفراز الهرمون اللوتيني لدى الراشدات خلال أربع وعشرين ساعة، وله إفراز متغير خلال النهار والليل بارتفاع متساو إلى حد ما.
[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]