حقبة جديدة من تبني البحث العلمي كجزء من برنامج استئصال الملاريا
2013 استئصال الأمراض في القرن الواحد والعشرين
والتر ر.دودل ستيفن ل.كوشي
مؤسسة الكويت للتقدم العلمي
حالياً، يعتبر أفضل مثل على تبني البحث العلمي هو مشروع MalERA الذي يجري تطويره دعماً للجهود المجددة لتحقيق استئصال الملاريا.
وقد أجريت هذه الدعوى إلى الاستئصال مع العلم أن الوسائل الضرورية لم تصبح متوفرة بعد لانجاز المهمة، ولكن مع الأمل بأنها ستتوفر في المستقبل القريب، وسوف يمكن إدخالها في البرامج لتحقيق الهدف.
فمنذ بداية الجهود، أرسى ذلك طابع التلقي على المقاربات الجديدة والرغبة في التعرف. ولذلك تواجد النقاش والجدال المنتظم حول وضع خطة للاستئصال، التي تتضمن أجندة بحث علمي كامل.
ومشروع MalERA هي مبادرة جديدة تستند على كافة أفراد الجماعة تدعم إنشاء أجندة أبحاث استئصال الملاريا (MalERA) (Hall and Fauci 2009). ويشجع المشروع المشاركة الأوسع من جماعة علاج الملاريا والتفكير الخلاق المجدد والحاسم، كما يتصدى لكل أطياف الوسائل والاستراتيجيات وتطبيقها.
وحتى الآن تحددت سبع مواضيع تجري دراستها بواسطة ورشات عمل علمية وتقنية، والحوار مع هيئات بحوث رئيسية، وطلب المدخلات – عبر الانترنت حول: الأدوية واللقاحات والسيطرة على نواقل الأمراض، وتماثل الأنماط، والمراقبة / والتقييم / والإشراف والمراجعة، وتضافر الاستراتيجيات والأنظمة الصحية / والعمليات.
وفي دراسة الحالة الواردة أدناه تلخيص للاعتبارات الأساسية والمقاربات البحثية. ويجب أن يقدم الثناء على هذا المشروع ليس فقط لطريقته الشاملة ولكن أيضاً لنشره أجندة البحوث في عدة أشكال ووضعها رهن التعليق والمجادلة.
بالنسبة للاستئصال الناجح للملاريا فإن الهدف الأساسي من الاستراتيجية هو وقف انتشارها وقطع دورة حياة جرثومتها الطفيلية. أما التحديات فهي عديدة وتتركز حول دورة الحياة المعقدة لهذا العامل الممرض وتتنوع أوضاعه التي تنتشر فيها الملاريا، وكذلك تكيف هذه الجرثومة الطفيلية والعامل الناقل والتأثير المتبادل مع مستقبليها من البشر وبرنامج السيطرة عليها.
وتتألف استراتيجيته السيطرة الحالية من ضم المعالجة بالأدوية للمرضى ومكافحة مقاومة جراثيمها الطفيلية والسيطرة على نواقلها مع رش المبيدات داخل البيوت ونصب شبكات الأسرة المعالجة بالمبيدات، لمنع انتشارها وباستراتيجيات تحديد ومعالجة جميع الحالات من أول ظهورها، وكافة العوامل الاجتماعية والاقتصادية والسلوكية لها تأثيرها على تفاعل الإنسان وتعامله مع دورة حياة الجراثيم الطفيلية.
وتتعلق التحديات في هذا المجال بالاستجابة مع جهود منع الانتشار والمعالجة، وكذلك بالرغبة بقبول المعالجة المشتركة للتقليل من ظهور مقاومة الجراثيم. وفي المناطق التي نجحت فيها المداخلات، وانخفضت فيها مستويات المرض ينشأ نوعان من التحديات الجديدة هما (أ) سياسية وبرمجية الانتباه والحفاظ على الجهود وتوظيف المال للسيطرة و (ب) تقنية في الاستكشاف والتشخيص الدقيق في الحالات مع تراجع انتشار الأمراض.
وهذا يبين أهمية المواضيع والمشاكل القادمة من وجهة النظر البرمجية ووجهة النظر الطبية الحيوية. ولكي نوقف تفشي الأمراض تحتاج الاستراتيجية إلى أن توسع من معالجة المرضى المصابين بها لتشمل التحري عن ومعالجة الحالات عديمة الأعراض، التي تساعد على التفشي.
وهنا سيتطلب وسائل تشخيص جديدة ومختلفة مع إمكاناتها من حيث الحساسية الجيدة وتخصصها النوعي في حالات الكثافة الأدنى للسكان والجراثيم الطفيلية.
وللمضي قدماً في بحوث الملاريا وتطوير الجهود فإن المعهد الوطني لأمراض الحساسية والأمراض المعدية (NIAID) يلعب دوراً مركزياً وقد التزم بمتابعة الأهداف التالية (NIAID و NIH 2008 أ):
1- زيادة الاستيعاب الأساسي للتأثير المتبادل والمعقد بين جراثيم الملاريا المعدية والحشرات الناقلة المسؤولة عن تفشيها والمتلقين من البشر.
2- زيادة المقدرة على تحديد وتطوير وتثبيت وتقييم الوسائل الجديدة والاستراتيجيات لعلاج ومنع والسيطرة على الملاريا.
3- تعزيز البحوث الوطنية والدولية والبنية التحتية الخاصة بالتدرب تلبية لحاجات الملاريا إلى البحث وخاصة المحاولات السريرية القائمة على أساس الجماعة والمدعومة منها في البلدان التي استوطنت فيها الملاريا.
4- المضي قدماً بالبحوث لتطوير وسائل دعم وحفاظ على الجهود الدولية، للسيطرة والإزالة وبالنهاية استئصال الملاريا.
وفي أجندة البحث العلمي، يستمر العمل في تحديد البقع الضعيفة في دورة حياة أو بيئة التفشي. فدورة حياة الجرثومة الطفيلية فيها مختنقات هي محل تركيز المداخلات: نقطة بداية العدوى، عندما تتواجد القلة من الجراثيم الطفيلية، واستغراق البعوض أو الناموس في المرحلة الجنسية للطفيليات، ويتركز البحث الآن على استغلال نقاط الضعف هذه.
ولقد سيطرت "المصورة المنجلية" Plasmodium Falciparum على التفكير بشأن الملاريا في العالم بسبب شدة المرض ومقاومته. فإذا رغبنا بالنجاح باستئصال الملاريا فيجب أن نتصدى لكل جراثيمه الطفيلية. فكل منها يمثل تحدياً مختلفاً ويتطلب توظيف بحوث مختلفة (Hall and Fauci 2009؛ NIAID and NIH 2008a,b).
تستمر المناقشات والتخطيط في التصدي لهذه المسائل. ويبين الجدول 2.6 تحديداً لبعض متطلبات البحث. وليس إلا الزمن من يكشف مدى فعالية هذه الجهود وكيف سيدعم هذا البحث ويوجه البرنامج. وعلى كل حال، فهي تمثل نموذجاً جديداً في تبني البحث العلمي كجزء من برنامج الاستئصال.
ومن العمل الذي تم بشأن الملاريا نستطيع أن نصيغ بعض التعميمات وانعكاساتها على الأمراض الأخرى:
– ركز على نقاط الضعف في الانتشار بحيث تكون النقاط المركزية للتدخلات.
– يجب دراسة النواحي الاجتماعية والسلوكية على المستوى الفردي والجمعي والعالمي وإيجاد التدخلات.
– تضمين النهج الذي يسبق العمل، منذ بدء المشروع، يمكن أن يؤسس ثقافة تستجيب للتغيير.
– الوباء الفطري سوف يتغير مع تقدم البرنامج وسوف تحتاج الافتراضات إلى إعادة اختبار مع تغير دينامكيات الانتشار.
– سوف تتنوع الحاجات إلى الوسائل في مختلف مراحل البرنامج، مما يحتاج معه إلى التفكير بها في وقت مبكر لكي تكون جاهزة عند الحاجة إليها.
ين ويانغ
إن جهود إزالة الأمراض واستئصالها هي رياضة الإنسان المتفائل. فإذا لم تكن متفائلاً فإن أسباب فشل أي من برامجها يمكن أن تصبح عارمة. وعلى كل حال فإن التفاؤل الجاهل أو غير المنضبط يشكل سبباً هاماً في فشل البرامج.
فمفاتيح النجاح هي التفكير الانتقادي، والابتكار في حل المشاكل، والمواظبة والمستويات العالية من الطاقة. ولتشجيع الفكر الانتقادي وحل المشاكل، يجب أن يستدعي البرنامج إلى طاولة البحث النقاد والمتشائمين ويبدأ المجادلة معهم.
فهم يساعدون في الإشارة إلى نقاط الضعف في البرنامج والعوائق المحتملة أمام النجاح، كما يساعدون في توجيه أجندة البحوث.
[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]