خصائص كوكب الأرض وقمره
1998 الموسوعة الجيولوجية الجزء الرابع
KFAS
كوكب الأرض خصائص كوكب الأرض علم الفلك
بعض أفراد العائلة أو المجموعة الشمسية:
ينبغي قبل أن نشير على أوجه الشبه والاختلاف بين أفراد المجموعة الشمسية والخصائص الفلكية العامة التي تميزها، أن نلقى بعض الضوء على الخصائص العامة لبعض كواكب المجموعة الشمسية.
كوكب الأرض وقمره:
الأرض كوكب من كواكب المجموعة الشمسية يبلغ متوسط قطره نحو 12756 كيلو متر، ويزيد طول القطر الاستوائي على طول القطر القطبي بنحو 42 كيلو متر.
ويرجح الباحثون أن هذه الزيادة في طول القطر الاستوائي ترجع إلى تأثير عمليات دوران الأرض حول نفسها وبفعل قوة الطرد المركزية وخاصة أثناء المراحل الأولى التي تكون خلالها كوكب الأرض.
وتدور الأرض حول الشمس دورة كاملة كل عام وينجم عن اختلاف موقع الأرض بالنسبة للشمس خلال فترة دورانها هذه تكوين الفصول الأربعة.
في حين تدور الأرض حول نفسها (أو حول محورها) دورة كاملة في اليوم الواحد وينشأ عن ذلك تعاقب الليل والنهار، حيث يكون نصف الكرة الأرضية المواجه للشمس مضيئاً والنصف الآخر مظلماً.
ويستمد كوكب الأرض حرارته من الأشعة الشمسية الساقطة عليه، ويعمل الغلاف الغازي الذي يحيط بكوكب الأرض على حمايته من الإشعاعات فوق البنفسجية وامتصاص الغازات الضارة، وتلطيف درجة حرارة الهواء الملامس لسطح الأرض.
كما يعمل الغلاف الغازي كذلك على حماية كوكب الأرض من التأثير المباشر لتساقط الشهب والنيازك المحرقة على سطح الأرض. ومن ثم تدين الأرض لغلافها الجوي بأسباب وجود الحياة على سطحها.
أما القمر فهو كويكب تابع للأرض، ويتميز بمنظره الجميل الساطع في الفضاء الكوني.
وقد أطلق جاليليو على المناطق الواسعة السوداء من سطح القمر والتي تشبه البحار اسم «ماريا» Maria (جمع كلمة Mare اللاتينية ومعناها بحر)، هذا على الرغم من أن هذه البحار– كما أثبت ذلك الإنسان الذي نزل على سطح القمر في أغسطس عام 1969م– لا تحتوي على مياه.
كما شاهد جاليليو السلاسل الجبلية الكبرى فوق سطح القمر والفوهات الصخرية العظمى– وتجويفات السطح الناجمة عن تساقط الشهب والنيازك فوق سطح القمر.
وعلى ذلك قسم ستوك (W. L. Stokes) سطح القمر إلى إقليمين كبيرين هما:
أ- الأراضي القمرية المضرسة:
ويقصد بذلك مناطق المرتفعات وحقول الفوهات البركانية وفوهات النيازك والشهب، وتتميز هذه الأراضي بلونها الفاتح ويطلق عليها الفلكيون اسم أراضي القمر (Terrae).
ب- الأراضي القمرية السهلية:
ويقصد بذلك مناطق السهول الواسعة الحوضية الشكل الكبيرة الحجم وتتميز هذه الأراضي بلونها القاتم ويطلق عليها الفلكيون اسم بحار القمر (Maria).
وقد أوضح هويل (Hoyle) أن فوهات القمر في المناطق المضرسة منه والتي يزيد قطر أكبرها عن 10 أمثال أعظم فوهة بركانية على سطح الأرض، قد تكونت نتيجة لتساقط واصطدام الشهب والنيازك بسطح القمر.
ويرجح أن هذه المواد المتساقطة كانت تتحرك في الفضاء بسرعة كبيرة جداً، ومن ثم عند اصطدامها بسطح القمر غاصت في سطحه، وتغلغلت في صخور قشرته وأدت إلى تكوين فوهات متسعة عظيمة العمق.
وتتغطى بحار القمر بفرشات عظيمة السمك من تراب القمر. ويعتقد الفلكيون أن هذه الكميات الهائلة من الأتربة القمرية تكونت نتيجة لتعرض سطح القمر للأشعة فوق البنفسجية وأشعة (×) القادمة من الشمس.
وقد أدى ذلك إلى تفتيت صخور القمر وتحطيم التركيب البلوري لمكوناتها– وتجمعت هذه المفتتات الترابية الدقيقة بالتدريج في بحار القمر بفعل القوى الكهربائية وقوة الجاذبية.
وقد أدت أشعة الشمس فوق البنفسجية الساقطة على سطح القمر إلى إتلاف ألوان صخور القمر، وأصبحت الأخيرة ذات لون واحد هو اللون الرمادي.
وقد أكدت سفينة الفضاء الأمريكية سرفايور (Surveyor 1) التي هبطت على سطح القمر في 2 يونيو عام 1966– كما تبين بعد نزول الإنسان على سطح القمر في أغسطس 1969م– أن بحار القمر تتغطى بفرشات سميكة من الأتربة البركانية المخلخلة والهشة والعظيمة المسامية، ويتبعثر فيها بعض المفتتات الصخرية الخشنة.
وتبعاً لطبيعة دوران القمر حول نفسه، فإن الإنسان على سطح الأرض لا يرى من القمر سوى وجه واحد فقط في جميع الأوقات، ويظل وجه القمر الآخر مختفياً.
ولكن بفضل القمر الصناعي الروسي الذي أطلق في 4 أكتوبر عام 1959م تمكنت الأرض من التقاط صور تلفزيونية للوجه الآخر من القمر. وقد تبين أن هذا الوجه لا يحتوي على الكثير من البحار القمرية «ماريا» التي تميز الجانب المواجه للأرض.
وبفضل استخدام أجهزة التلسكوب الحديثة، يمكن مشاهدة تفاصيل سطح القمر كمثل الذي ينظر إلى سطح القمر بالعين المجردة وهو على بعد 320 كيلو متر، وتبلغ كثافة القمر نحو 3.3 جم/سم3 في حين تبلغ كثافة الأرض نحو 5.5 جم/سم3 وعليه فإن قوة الجاذبية على سطح القمر تعادل قوة الجاذبية على سطح الأرض.
[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]