خصائص واستخدامات المادة المقاومة للتآكل “التفلون”
2002 في رحاب الكيمياء
الدكتور نزار رباح الريس , الدكتورة فايزة محمد الخرافي
KFAS
في عام 1938 اكتشف العالم روي بلانكت (R. Plunkett) مادة التفلون Tef-lon بمحض الصدفة .
حيث كان هذا العالم يجري بعض التجارب باستخدام مادة رباعي فلورو إيثيلين الغازية .
وفي أحد الأيام أراد هذا العالم أن يبدأ تجربة باستخدام هذا الغاز ، وحينما قام بفتح القارورة التي كانت مليئة بالغاز ، لم تتسرب منها أية كمية منه مما اثار فضوله ودهشته لأنه كان على ثقة بأن القارورة كانت مليئة بالغاز .
وهكذا قرر بلانكت أن يستكشف باطن القارورة فقام بفتحها ، وهنا كانت المفاجأة . إذ وجد أن سطح القارورة الداخلي مغلف بمادة بيضاء شمعية وليس فيها أثر للغاز .
ولما بدأ في استكشاف تركيب هذه المادة وجد أنها بوليمر عضوي تكون من اتحاد جزيئات رباعي فلورو إيثيلين مع بعضها البعض لتكوين هذا البوليمر الذي لم يكن معروفاً من قبل ، والذي أطلق عليه الاسم التجاري تفلون .
ولقد تبين من البحث في خواص هذه المادة الجديدة أنها تقاوم مفعول سائر الأحماض الكيميائية . وقد استخدمت في الأربعينيات في تصنيع أول قنبلة ذرية .
ذلك أن سداسي فلو اليورانيوم UF6 كان يستخدم لفصل اليورانيوم 235 القابل للانشطار ، كان يسبب تآكلاً شديداً للسطوح التي يلامسها . ولذا استخدم التفلون في تبطين الأجهزة التي تحتوي على سداسي فلور اليورانيوم لتحول دون تآكلها .
ولقد وجد التفلون العديد من الاستخدامات الأخرى نظراً لمقاومته لمفعول سائر المواد الكيميائية إضافة لسطحه الأملس ، وأنه يحتفظ بخواصه الفيزيائية دون تغيير في درجات حرارة تتراوح بين 270- إلى 250 درجة سيليزية .
وهكذا فإن هذه الخواص اهلت التفلون للاستخدام في كراسي التحميل في الآلات وتبطين الاواني والأنابيب وكذلك في صناعة القطع اللازمة للصمامات والمضخات التي تتعرض في اثناء عملها للتآكل ، ولتبطين اواني الطبخ المختلفة التي لا تلصق بها المأكولات في اثناء طبخها ، والتي تعرف باسم اواني التيفال ، وكذلك في سد الفجوات لمنع التسرب، وفي صناعة ملابس رواد الفضاء .
[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]