علوم الأرض والجيولوجيا

خطوات القيام بـ”عملية السبر” والمعلومات التي تقدمها عن التربة

1995 ري وصرف ومعالجة التملح

د.علي عبدالله حسن

KFAS

عملية السبر علوم الأرض والجيولوجيا

تشمل الدراسات الحقلية للتربة سلسلة من المراقبات والعمليات التي على أساسها يمكن تقدير أو تحديد نسب مركبات التربة ، وايضاً العديد من مواصفاتها . 

ولا بدّ لهذه التقديرات أن تستند على خبرات عملية جيدة ، من حيث كون المراقبات الحقلية حجر الأساس في وضع الخطة التصميمية لمشروع الاستصلاح .

كما تتضمن الدراسات الحقلية بعض القياسات الحقلية المباشرة ، مثل قياس النفوذية والناقلية المائية وغيرها من القيم .

وتأخذ الدراسات الحقلية من المنظور التطبيقي تتابعاً معيناً ، حيث تبدأ بعملية السبر لتنتهي بحفر المقطع الترابي ، ودراسة العمود الترابي على جدار هذا المقطع ، ومن ثم أخذ العيّنات للتوصل في نهاية المطاف إلى وضع الخريطة البيدولوجية للمكان (الخريطة الترابية للمكان) .

 

 السبر

إستناداً إلى معطيات منشور يجب أن يسبق عملية السبر ذاتها إطلاع وافٍ على المعلومات المتوافرة ، عن المكان المراد دراسته .  هذا إضافة إلى خطوات أخرى لا بدَّ أن تسبق عملية السبر .

أما المعلومات المتوافرة عن المكان فهي عادة عبارة عن دراسات جرت في زمن سابق ، وتشمل خرائط ومعلومات عن المكان وقياسات أيضاً .  ويمكننا تحديد هذه المعلومات بالنقاط التالية :

 

– خرائط بيدولوجية (خرائط ترابية) سابقة للمكان .

– خرائط جيولوجية للمكان : وتقدم مثل هذه الجرائط المعلومات عن المادة التي تتكون منها التربة ، وبخاصة الصخرة الأمر .كما أنها تستطيع تقديم المعلومات التي قادت إلى تنوع الأتربة في المكان ومواصفات هذه الأتربة .

– خرائط زراعية تقييمية للأتربة في حال توافرها .

 

– خرائط للمجتمعات النباتية للمكان في حال توافرها .إذ تستطيعه مثل هذه الخرائط إعطاء فكرة عن صفات التربة ، التي تنمو عليها مثل هذه المجتمعات النباتية .كما تسهل عملية تعرف الحدد المكانية لكل نوع من الأتربة في منطقة السبر .

– خرائط هيدرولوجية لمياه الجوف في حال توافرها .إذ تساعد مثل هذه الخرائط في التعرف على وضعية مياه الجوف وتغيراتها .

– خرائط طبغرافية للمكان : وتقدم مثل هذه الخرائط الأرضية المساحة للمكان .كما تحوي مثل هذه الخرائط على منحنيات خطوط الميل ، وغير ذلك من المعطيات الضرورية لعملية السبر والدراسة الحقلية بشكل عام .

 

– الصور الجوية : تبين مثل هذه الصور عادة ، وبشكل واضح الفروق في الرطوبة لمختلف أجزاء المساحة ، وأيضاً أنواع الأتربة في المكان الذي هو قيد الدراسة وخاصة الصور المأخوذة في بداية فصل النمو الخضري .

– خرائط طبغرافية قديمة للمكان : تكمن فائدة مثل هذه الخرائط في كونها تعطي فكرة عن وضعية المكان في أزمنة سابقة .وكذلك نوعية الاستعمال الزراعي السابق ، أو معرفة ما إذا كان المكان لم يستعمل زراعياً في السابق .

– المنشورات الزراعية والبيدولويجة (الترابية) للمنطقة الإدارية ككل .

 

– الدراسات والتقارير والخطط السابقة المتوافرة للمكان ككل .

– القياسات النقطية المتوافرة للمكان .

 

الخطوة التالية التي لا بدَّ من القيام بها قبل البدء بعملية السبر هي استكشاف المكان . ونعني بذلك السير على الأقدام داخل المساحة المراد دراستها ، واستطلاع المكان بالعين المجردة . 

ويستحسن عند القيام بعملية الاستكشاف اصطحاب خريطة طبغرافية للمكان .  وعلى ضوء هذه المشاهدات ، وبمساعدة الخريطة الطبغرافية يمكن أخذ فكرة عن الظروف البيدولوجية والطبغرافية للمكان . 

وأيضاً وضعية الاستعمال الزراعي في حال حصوله .  وكذلك التعرف على المجتمعات النباتية .  هذا إضافة إلى أن هذه المشاهدة تمكن السابر من الاطلاع على المفارقات في المكان المشاهد في حال وقوعها وذلك مثل وجود مجارٍ مائية لاستيعاب الهطول المطري (سواق) أو وجود أعمال إنشائية بنائية في المكان ، أو ربما وجود مقاطع صخرية ، إلى غير ذلك من المفارقات التي تكون قائمة . 

ويمكن دعم مثل هذه المشاهدات بالسبر النقطي لأخذ فكرة عن تتابع الآفاق ، ونوعية الأتربة الموجودة في المكان . 

تدون جميع الملاحظات التي يمكن أخذها بالمشاهدة الاستكشافية على الخريطة التي بحوزة المستكشف ، أو في دفتر الحقل .

 

عملية السبر :

بعد الانتهاء من جمع المعلومات الكافية ، واستكشاف المساحة ، يمكن البدء بالعمليات الحقلية للسبر : تجري هذه العمليات عادة بوساطة مسبر – بروكهاوير (Brueckhauer-Bohrer). 

ومن مزايا هذا المسبر أنه يعطي تتابعاً واضحاً للآفاق والأشرطة الترابية .  كما أن التربة التي يحملها معه عبارة عن تربة غير مضطربة . 

وتتم عملية السبر بطرق رأس المسبر بعد إدخال الطرف الحاد في التربة بوساطة المطرقة المطاطية .  ويتتابع الطرق على رأس المسبر حتى ييصبح كامل المسبر المنغرس شاقولياً في التربة داخل هذه التربة.

 

بعد ذلك يمكن سحب المسبر من التربة باليد باستعمال قطعة حديدية يتم إدخالها في الثقب الموجود في رأس المسبر ، وبعدها التدوير يتم السحب .  والشيء الذي لا بدَّ من التنويه إليه هنا هو أن هذا النوع من المسابر يصلح لجميع الأتربة المينيرالية (من Mineral) باستثناء المارش.

لكن وجود حجارة داخل العمود الترابي تعيق عمل مسبر من هذا النوع .  لهذا يستعمل في العديد من الحالات المسبر ذو الرأي المريني . 

 

ويمكن إدخال هذا المسبر بسهولة نسبياً في التربة بطريقة التدوير .  لكن التربة التي يحملها معه عبارة عن تربة مضطربة .

الغاية الحقيقية من السبر هي أخذ فكرة واضحة عن العمود الترابي لكل جزء من المساحة وذلك بقصد تحديد أنواع الاتربة الموجودة في المكان الذي هو قيد الدراسات ، وأيضاً تحديد نقاط أخذ المقاطع الترابية . 

لذا من المفروض أن يتم السبر على أعماق كافية ، بحيث يتم الوصول إلى نقاط سبرية وافية إلى الصخرة الأم.  ومن الجدير بالذكر هنا هو : إلى أي مدى يتطلب الأمر تكثيف نقاط السبر؟

 

يجري السبر عادة بمسافات ثابتة بين نقطة سبر وأخرى ، هذا إذا بقي العمود الترابي متجانساً .  وهنا لا بدّ من التنويه إلى أن تواتر السبر يجب أن يكون كافياً للتعرف على تتابع العمود الترابي.

مع أخذ بعض النقاط العميقة لتوضيح صورة الصخرة الأم .  لكن الأمر يصبح مختلفاً عندما يبدأ ظهور التنوع في العمود الترابي للمساحة المدروسة  ، عندئذ يتطلب الأمر تكثيف نقاط السبر لتحديد الحد الفاصل بين نوع تربة وآخر . 

إضافة إلى ذلك على السابر أن يصطحب معه عند القيام بعملية السر خريطة للمكان بمقياس كبير نسبياً ، لكي يحدد على الخريطة موقع كل نقطة سبر بإشارة دالة توضح عمق السبر . 

 

ونعني بذلك العمق العادي والعمق المتوسط والعميق العميق جداً .  كما يتطلب الأمر أيضاً اصطحاب دفتر الحقل الذي تدون فيه جميع الملاحظات التي يأخذها السابر خلال عملية السبر . 

كما يقتضي الأمر اصطحاب بعض المواد والأدوات مثل حمض كلور الماء والماء المقطر ، ومكبرة ، ومقياس متري ، وذلك من أجل تحديد نسبة الكربونات ونسب الحبيبات الرئيسة للتربة (القوام) ومعرفة بناء التربة ، وأيضاً عمق كل أفق أو شريط ترابي .

والسؤال الذي يطرح نفسه الآن هو : ماذا يستطيع السابر تحديده عند القيام بعملية السبر؟

 

يقوم السابر في كل نقطة سبر بتحديد تتابع الآفاق ، وعمق كل أفق ترابي ، وذلك على ضوء التقديرات التي يستطيع السابر أخذها من العيّنات الترابية ، التي يحملها المسبر معه من كل نقطة سبر .  وتأخذ التحديدات والتقديرات للعيّنات النتائج التالية :

– تحديد عمق كل أفق استناداً إلى تغييرات اللون ومعطيات أخرى .

– تحديد نوع التربة لكل أفق من زاوية القوام ، باعتماد طريقة الاصابع في التقدير .

 

– تقدير نسبة الكربونات المتوضعة في كل أفق ، التي يمكن الكشف عنها بوساطة  HCI.

– تحديد بناء التربة لكل أفق .

 

– توضعات أكاسيد الحديد والمنغنيز .  ويظهر هذ التوضع من خلال التلوين .

– منسوب المادة العضوية لكل أفق ، وذلك لأن المادة العضوية تعطي لوناً داكناً .

 

– تقدير الكثافة الظاهرية .  وتتأثر قيمة الكثافة الظاهرية بتوضعات الطين (Clay) ، أو أكاسيد الحديد ، أو انضغاط التربة ورجها نتيجة لأسباب عديدة .

– توافر الأملاح مثل الكوريد والجبس وغيرها .

 

– تقدير رطوبة التربة والكشف عن حالات الغرق في حال وجودها .

هذا إضافة إلى ملاحظات عامة أخرى مثل التجذير ، ووجود حجارة وحصى أو رمل داخل العمود الترابي ، أو رص وانضغاط للتربة نتيجة للأعمال الزارعية ، وغير ذلك من الملاحظات التي يجب تدوينها في دفتر الحقل .

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى