درجة الجودة وعلاقتها باستعمال مصادر المياه
1996 المصبات البحرية لمياه الصرف الصحي
أ.د عادل رفقي عوض
KFAS
استعمال مصادر المياه علوم الأرض والجيولوجيا
يشكل المعيار الجرثومي الأساس في تقييم جودة المياه الساحلية القريبة أو المجاورة عادة لمنطقة المصب البحري، فتركيز المؤشر الجرثومي (العصيات الكوليفورمية) يجب أن لا يزيد عن القيمة (5000) FC لكل 100 مل مياه بأكثر من 20% من الوقت المدروس هذا بشكل عام.
أما في الدانمرك والولايات المتحدة الأميركية فقد حُدد هذا المعيار الجرثومي بقمية أخفض وهي (100) FC لكل 100 مل مياه.
ومن الضروري إذاً اعتبار هذا المعيار العامل المهم في التخطيط لتقييم مياه السباحة وبالتالي تأثير ذلك على تحديد طول المصب البحري. (راجع الجزء السادس من الكتاب حيث عولجت المعايير الجرثومية بالفصيل).
إن التخفيض الجرثومي في مياه البحر المتلقية يحدد أساساً من خلال عام T90 والذي هو مقياس زمني يحدد من خلاله الزمن الي سيتم فيه موت 90% من البكتريا.
ويعتمد هذا العامل T90 بشكل رئيسي على الأشعة فوق البنفسجية (من الشمس) وعلى النشاط البيولوجي للمياه المتلقية. فتبلغ قيمة T90 مثلا في الدانمرك بين 3 إلى 5 ساعات وهو أعلى في المياه الأثر اضطرابا، بينما نظريا تتراوح قيمه بين 3 إلى 10 ساعات (مرجع 5) "راجع الفقرة 6 من الجزء السادس من الكتاب".
من الأهمية بمكان معرفة نوعية استعمال المصدر المائي – نقصد البحر هنا – كشرط لازم لتحديد درجة الجودة المطلوبة التي يجب أن يحققها المصب البحري أو على الأقل أن يغيرها سلبا ونحو الأسوأ في مكان الصب.
وبشكل عام يمكن الانطلاق من قناعة تقول بضرورة تنمية المصادر المائية وتعريضها للتحسين والتطوير المستمر لصالح استخدامها لأغراض عديدة جديدة أو مألوفة.
والحالات المذكورة التي يجب أن ترافقها درجة جودة معينة للمصادر المائية لا تؤخذ بعين الاعتبار غالبا في الدول النامية، ومن هذا المنطلق ركزنا على هذا الموضوع لأهميته في تحديد نوعية المعالجة المطلوبة لمياه الصرف ودرجة فعاليتها.
وضرورة تحديد هذه الدرجات للعمل على تحقيقها على المدى البعيد، خصوصا في الدول الساحلية العربية أو النامية عموما والتي يتزايد فيها التوسع الصناعي والسياحي والعمراني وتبرز معها مشكلة ضرورة التخلص الصحي والصحيح من مياه الصرف.
ونعرض هنا أهداف الجودة للمصادر المائية العذبة والمالحة.
أ- المياه العذبة ودرجة الجودة
يبين الجدول رقم (3-2) الاستعمالات الأكثر أهمية، والتي يمكن أن تتم في المصدر المائي السطحي (نهر – بحيرة) والعوامل الأساسية لتحقيق درجة الجودة المطلوبة لهذه الاستعمالات بشكل يتلاءم مع كل نوع من أنواع الاستخدام.
ب- المياه المالحة ودرجة الجودة
يبين الجدول رقم (3-3) نوعية الملوثات، وهل أن كمياتها وتراكيزها الواردة إلى البحر عن طريق المصب مقبولة أم لا، والمعالجة المطلوبة لمياه الصرف والتي يجب أن تسبق المصب البحري.
ومن الجدول نلاحظ ضرورة إبعاد الجزئيات وكذلك الزيوت والمواد الطافية مثل صب مياه المجاري المعالجة في البحر، وكذلك فإن من المواد غير المقبولة هناك المعادن الثقيلة والمواد العضوية المقاومة العصية على الهضم مثل المبيدات الزراعية وهذه يجب أن نتخلص منها اعتبارا من منبعها.
وفي حالة المعادن الثقيلة فإن مراحل المعالجة البيولوجية والكيميائية تحقق تخفيضا لتركيزها يتراوح بين 50-90%. والسؤال الذي يطرح نفسه هنا هو – أين يمكن التخلص من المواد المترسبة والحاوية على مثل هذه المعادن الثقيلة؟
كمحطة نهائية ممكنة هناك الأرض والهواء أو البحر. وبالنسبة للجو فإن حرق الرواسب يوصل قسماً من الملوثات الموجودة فيها إلى الجو, ولكنها ستأتي إلى اليابسة أو إلى البحر من خلال الأمطار, ونحن إذا ما فكرنا باستخدام الحمأة الغنية بمثل هذه المواد الثقيلة والمواد المقاومة والعصية على التفاعل للأغراض الزراعية أو قمنا بدفنها في حقول الطمر الصحي فإننا سنعاني من مشكلة إمكانية وصول الملوثات إلى المياه الجوفية أو دخولها إلى جسم النباتات.
وإذا راعينا الاعتبارات البيئية للوحدات المختلفة لمعالجة مياه الصرف, سواء منها الميكانيكية, أو الميكانيكية – البيولوجية, أو الكيميائية, فإنه من الطبيعي أن يبقى في المياه المعالجة بعض الملوثات التي ستساق من جديد إلى البيئة.
وحتى نحقق حماية أفضل للبيئة فإن علينا أن نطور استراتيجية المصب بهدف التخلص قدر الإمكان من الملوثات الباقية, وهذا الأمر يمكن تحقيقه من خلال المصبات البحرية المنفذة بواسطة تصاميم دقيقة.
أمام كل هذه الاعتبارات نجد أن المهندس الذي يعالج هذه القضية العلمية أمامه مشكلة تتعلق بالبحث ومن ثم تحديد أفضل الإمكانيات المتعلقة بمعالجة مياه الصرف (تخفيض ملوثات مياه الصرف قبل صبها) وبالنسبة لمنشآت المصبات البحرية (هناك قضية تخفيض تلويث البيئة بتحديد كمية المياه المراد صبها.
التجارب العديدة المطبقة في أنحاء كثيرة من العالم توضح أن نموذج المعالجة المركب من مرحلة معالجة ميكانيكية (حواجز قضبانية أو ما شابه + مصائد رملية ودهنية + أحواض ترسيب أولية) يليها المنشآت الملائمة للمصبات البحرية تعطي أفضل الحلول في هذا المجال.
وهذا مطبق فعلاً في الدانمرك والولايات المتحدة الأمريكية بينما كان يتم في بريطانيا الاستغناء غالباً عن وحدات معالجة مياه الصرف, إلا أن التصميمات الحالية والمستقبلية للمصبات البحرية بدأت تطبق هذه المعالجات الأولية الميكانيكية.
وبالمقابل نجد أن حالة كثير من سواحل البحار ليست مرضية وهذا يعود حتماً إلى عدم مراعاة التصاميم الإنشائية والهيدرولوجية وميكانيك التيارات بشكل دقيق لدى تنفيذ منشآت المصبات البحرية.
[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]