دور “الاعتقاد الجوهري في الذات” للتخلص من الاكتئاب
2014 للتخلص من الاكتئاب
جيسي ه . رايت و لورا و.ماكراي
مؤسسة الكويت للتقدم العلمي
العلوم الإنسانية والإجتماعية الطب
عندما يصبح الناس مكتئبين يعانون عادة من انخفاض في الثقة بالنفس وصعوبة في استخدام طاقاتهم أو الشعور بها.
فإن احتاج اعتبارك لذاتك شيء من التعزيز أو أنك لم تدرك قدرة طاقاتك في التغلب على الاكتئاب، سيساعدك هذا الفصل على تعلم طرائق فعالة للتغيير.
الاعتقادات الجوهرية: جذور اعتبار الذات
في الفصل 4 جرّبت طرائق لادراك الأفكار الآلية وأساليب تغييرها وهنالك طبقة أخرى من تفكيرنا أكثر عمقاً وهي غالباً الجزء الأهم من الاكتئاب.
فنحن جميعاً لدينا اعتقادات جوهرية (Core Beliefs) عن ماهية ذواتنا وأي نوع من الأشخاص نحن.
إن هذه الاعتقادات الجوهرية (أو الترسيمات Schima ومجموعها شيمات Shimas وهو التعبير التقني المستخدم في CBT) تُعرِّف ماهية ذواتنا (Self – Concept)، وتقرر كيفية استجابتنا للضغط النفسي وتشكل طبيعة التعامل والسلوك.
ومن الأمثلة التقليدية للاعتقادات الجوهرية "أنا صديق جيد"، "أستطيع أن أسيطر على الضغوط النفسية"، "أنا ذكي" و"أستطيع أن أعرف بواطن الأمور".
من ناحية تتضمّن الاعتقادات الجوهرية السلبية أو غير التكيفية (Negative Maladaptive Core Beliefs) "لا فائدة مهما كانت محاولتي جادة"، "فأنا حتماً سأفشل"، "أنا لم أكن جيداً كفاية منذ البداية"، "أنا فاشل"، أنا غبي".
إن لبعض الاعتقادات الجوهرية سمات هي خليط من الايجابي (المهايئ أو المتكيف Adaptive) والسلبي (غير المهايئ أو غير المتكيف Maladaptive). فإن كان لديك اعتقاد على شاكلة "عليَّ أن أكون مسيطراً" فقد تعمل بجدّ وكدح لكي تنظم حياتك وتحقّق نجاحاً ولكن هذا الاعتقاد قد يقود إلى مشاكل منها أنه يقودك والآخرون الى التطرّف، والصعوبة في الوثوق بالمساعدين والعائلة في إكمال المهام ويوصلك إلى الاكتئاب والقلق عندما لا تتيح لك ظروف الحياة أن تبقى مسيطراً.
تبدأ الاعتقادات الجوهرية بالتبلور في الطفولة وتبقى تتطوّر خلال مراحل الحياة، وتتشكّل هذه المعتقدات وفقاً لمؤثرات متعدّدة منها الوراثة، والعلاقة مع الأبوين، وغيرهما من الأشخاص والتجارب في المدرسة، ومع الأقران والأنداد، والشريك والأطفال، والعمل، والفعاليات الروحانية.
فعلى سبيل المثال إن المعتقد الإيجابي (المهايئ) الذي يقول "بوسعي التعامل مع الضغط النفسي" قد يكون متجذّراً في إيحاءات الثقة التي يتكلم بها الأبوان بالاضافة إلى التجارب المتعددة في التعامل مع التحديات خلال فترة الطفولة، والمراهقة، والنضج.
قد يكون هنالك أحداث معينة قابلة للتذكر كأزمات عائلية حادة أو مشاكل عمل تطلق هذه المعتقدات في ذهنية الشخص، وعلى النقيض تكون المعتقدات الجوهرية السلبية (غير المهايئة) على شاكلة "أنا لست جيداً كفاية" قد نتجت من تجارب قديمة كان فيها الشخص غير قادر على إرضاء والديه، أو معلميه، وغيرهم‘ وإن الشعور بالرفض كما في انفصام العلاقات العاطفية في مراحل لاحقة في الحياة قد يعزّز هذا المعتقد السلبي.
[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]