دور “الضغط البشري على الموارد الطبيعية” في انتشار ظاهرة تدهور الاراضي في الكويت
2010 تدهور الأراضي في دولة الكويت
د. علي محمد الدوسري ود. جاسم محمد العوضي
KFAS
الضغط البشري على الموارد الطبيعية ظاهرة تدهور الاراضي البيئة علوم الأرض والجيولوجيا
إن تطور الأوضاع الاقتصادية في فترة ما بعد اكتشاف النفط عام 1940م، أدى إلى زيادة النمو السكاني أو ما يمكن أن نسميه بالثورة الديموغرافية الإيجابية في الكويت.
ويعتبر النمو السكاني من أهم العوامل الضاغطة على موارد البيئة الحيوية وبالتالي أكثر العوامل تأثيرا في مشكلة تدهور الأراضي.
ولا يقتصر البعد البشري على مجرى معدلات النمو السريعة للسكان، وإنما يمتد أيضا ليشمل أسلوب استخدام الأرض من جانب الإنسان. فاستخدام الأرض ما هو إلا استهلاك للموارد البيئية.
ولما كانت نوعية استخدامات الأرض ودرجة كثافتها تختلف تبعا للتغيرات التي تحدث في معدلات النمو السكاني والاقتصادي والمستوى الاجتماعي والسلوك البشري، فإن استخدام الأرض يتباين بين الاستخدام العاقل والسليم الذي يصون البيئة ويحفظ توازنها.
وبين الاستخدام غير العاقل أو المفرط الذي كثيرا ما يكون السبب الرئيسي لعملية التدهور في صحراء الكويت ذات النظام البيئي الهش. وكانت لحربي الخليج الثانية والثالثة آثار سلبية على عناصر المنظومة البيئية الصحراوية لدولة الكويت.
ومن المؤكد أن العوامل البشرية في الكويت تساعد على تفعيل دور العوامل الطبيعية كالرياح والسيول في احداث عمليات الانجرافين الريحي والمائي للتربة.
فالرعي الجائر أو قلع الشجيرات يؤديان إلى القضاء على الغطاء النباتي ويساعد على سهولة انجراف حبيبات التربة بفعل الرياح السطحية، كما أن الانضغاط الميكانيكي للتربة بفعل حركة المركبات، يؤدي إلى زيادة معدلات الانجراف المائي بفعل السيول وذلك بسبب فقدان التربة لخاصية القدرة على امتصاص مياه الأمطار نتيجة انسداد مسامها.
وفيما يلي شرح للعوامل والنشاطات البشرية التي أدت إلى انتشار ظاهرة تدهور الأراضي بدولة الكويت:
الضغط البشري على الموارد الطبيعية
شهدت مراحل التنمية زيادة كبيرة في عدد السكان في دولة الكويت. ويمكن توضيح الزيادة في عدد السكان في الجدول رقم (8).
إلا أنه نتيجة لحرب الخليج الثانية وهجرة أعداد كبيرة من السكان غير الكويتيين فقد قل عدد السكان في الفترة ما بين 1990 إلى 1995. وتبلغ نسبة النمو السكاني في الكويت حوالي 3,8% وهي نسبة عالية بالمقارنة مع نسبة النمو السكاني في بلدان الشرق الأوسط والتي تبلغ 2,98% أو مع النسبة العالمية التي تبلغ 1,7%.
ويرتبط هذا التزايد بالهجرة الأجنبية وارتفاع معدل الولادة بالنسبة إلى معدل الوفيات. فأكثر من 50% من عدد السكان تقل أعمارهم عن 25 سنة كما أن متوسط العمر للرجال 71 سنة وللنساء 75 سنة.
أما معدل الوفيات فقد وصل إلى حوالي 2276 حالة وفاة في عام 2004، وذلك حسب إحصائية عام 2005 لوزارة التخطيط.
ويقطن أكثر من 90% من السكان في المناطق الحضرية الممتدة على طول الساحل من الجهراء شمالا إلى الفحاحيل في الجنوب. وجاء التوسع الحضري على حساب المساحات المحدودة من الأراضي الداعمة للحياة البرية الحيوانية والنباتية.
فتنمية السواحل أدت إلى اندثار البيئات الساحلية الهامة وخاصة المسطحات الطينية الهامة لتكاثر الربيان والأسماك. كما أن الامتدادات العمرانية في البيئات الصحراوية تسببت في القضاء على العشائر النباتية وهجرة الحيوانات البرية والقضاء على بعضها.
ومن ثم يفرض المعدل السكاني السريع نفسه بشدة على الموارد البيولوجية لدولة الكويت بما يفوق قدراتها وغمكاناتها بما يعجل بظهور مشكلة تدهور الأراضي وانتشارها على نطاق واسع.
ولعل بروز مشكلة التدهور في صورة مشكلة بيئية حادة في العقود الأربعة الأخيرة (منذ الستينيات) وهي العقود التي شهدت بدورها نموا سكانيا سريعا في الكويت يؤكد يقينا الارتباط القوي والعلاقة الطردية بين النمو السكاني السريع وتدهور الأراضي.
وهي العلاقة التي لم يدركها بعد أصحاب القرارات البئية بشكل واضح. ومن ثم يمكن القول أن استمرار معدلات النمو السكاني السريع في دولة الكويت سوف يزيد من حدة مشكلة تدهور الأراضي بصورة مطردة وهي قضية يجب أن توضع في الاعتبار ويكون لها الأولوية عند التخطيط لبضبط هذه المشكلة وإعادة تأهيل المناطق المتدهورة وتنميتها.
لقد صاحب الزيادة السكانية وزيادة الكثافة البشرية في المناطق المختلفة بدولة الكويت العديد من الأنشطة المؤدية إلى زيادة الضغط على الموارد الطبيعية وفيما يلي سرد لأهم هذه الأنشطة والتطورات المرتبطة بها.
[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]