رطوبة التربة الحقلية والعوامل المؤثرة فيها
1995 ري وصرف ومعالجة التملح
د.علي عبدالله حسن
KFAS
رطوبة التربة الحقلية والعوامل المؤثرة فيها علوم الأرض والجيولوجيا
توجد في المنشورات العلمية مفاهيم لرطوبة التربة لا نريد أن نخوض في تفصيلاتها هنا ، لأن ذلك يتجاوز حدود الهدف من الدراسة الحقلية التي عنيناها هنا .
بل نود فقط أن نضع القارئ في صورة المفاهيم الأساسية لرطوبة التربة ونعني بذلك السعة الحقلية ، والماء المتاح ونقطة الذبول وأيضاً السعة الأعظمية للماء .
مفاهيم الرطوبة هذه تقابلها مجالات مسامية للتربة . وهي تبعاً لأقطارها المعادلة مسامات كبيرة (مسامات صرف) ؛ ومسامات متوسطة (مجال الماء المتاح) ، ومسامات صغيرة (مجال الماء الميت) .
وإضافة إلى ذلك هنالك مفهوم السعة الهوائية (L F) . ويعني مجال المسامات المصروفة لتوتر معادل لــ pF مساوية لــ :
أما رطوبة الحقل الواقعية فتعني رطوبة التربة (آفاق العمود الترابي) لحظة دراسة العمود . وتتغير قيمة هذه الرطوبة .
كما أن تقديرها محفوف بالمحاذير ، ذلك لأن عوامل عديدة تؤثر في رطوبة التربة الحقلية وبشكل أساسي ، وقبل أن نلقي الضوء على العوامل المؤثرة في رطوبة التربة لا بدّ لنا من توضيح بعض الأمور المتعلقة بماء التربة ؛ من ذلك أن ماء التربة يخضع داخل الجسم الترابي لتوترات عديدة منها : توتر الجاذبية الارضية الذي يؤدي إلى صرف المسامات الكبيرة ؛ ثم توتر الجسم الترابي نفسه (الماتركس) ، وأيضاً توترات أخرى مثل التوتر الأسموزي نتيجة لوجود الأملاح .
وتبعاً لمفهوم توتر ماء التربة فإن الانعكاس الواقعي لرطوبة التربة هو منحنى الــ pF. لذا فإن تقدير رطوبة التربة يتم عادة إما كنسبة وزينة مئوية ، أو نسبة حجمية مئوية .
وكلا النسبتين مرتبطتان بعلاقة إحداهما بالأخرى . هذا مع العلم أن أية قيمة للرطوبة النسبية الحجمية تجد تعبيراً إسقاطياً لها على منحنى الــ pF، وذلك لكل أفق ترابي .
بعد هذا التوضيح نعود إلى العوامل المؤثرة في رطوبة التربة الحقلية ؛ وهي إما أن تكون عوامل ناتجة عن مكونات التربة نفسها أو مؤثرات خارجية .
فالعوامل الناتجة عن مكونات التربة هي :
القوام : بشكل عام يمكننا القول : إن حبيبات التربة الرئيسة (القوام) تؤثر في مجموع المسامات وأيضاً في نوعية هذه المسامات ، ونسبتها إلى مجموع المسامات ، وبالتالي في منسوب الماء في التربة .
فالرمل يعطي نسبة عالية من المسامات الكبيرة (ماء صرف) . في حين يعطي السلت نسبة عالية من المسامات المتوسطة (ماء متاح) . أما الطين فيعطي نسبة عالية من المسامات الصغيرة (ماء ميت) .
من ناحية أخرى فإن نسبة المادة العضوية تؤثر بشكل مباشر في منسوب الرطوبة في التربة ، وعند السوية نفسها من التوتر ؛ ذلك أن المادة العضوية تستطيع أن تربط ثلاثة إلى خمسة أضعاف وزنها من الماء [173].
كما يؤثر بناء التربة أيضاً في منسوب رطوبة هذه التربة ، وبخاصة مجال المسامات الكبيرة (تأثير المسامات الثانوية) .
إضافة إلى ذلك تؤثر المؤثرات الخارجية أيضاً في منسوب رطوبة التربة مثل الانضغاط الذي يؤثر في الكثافة الظاهرية ، وبالتالي في الرطوبة .
ويمكننا القول ، استناداً إلى ما تقدم ، أن جميع مواصفات التربة الفيزيائية تؤثر بشكل أو بآخر في منسوب الرطوبة ، وذلك في السوية نفسها من التوتر (pF) .
وسنحاول من خلال الجدول – 8 – التالي توضيح العلاقة بين قيم رطوبة التربة وقطر المسامات .
الجدول – 8 – العلاقة بين التوتر (pF) وقطر المسامات المعادل وحالة ربط الماء تبعاً لهذه العلاقة ]من [24
وهنا لا بدّ لنا أن نشير إلى أنه في مجال الري ، على وجه التحديد ، يتطابق الماء المربوط عادة مع السعة الحقلية ، لكن في الأعمال الاستصلاحية الأخرى لا بدّ من التمييز وذلك من منظور حركة الماء داخل التربة (الصرف على سبيل المثال) .
[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]