سبب خسارة العالم “هنري” السبق العلمي حول توليد الكهرباء بتأثير المغناطيسية

1997 قطوف من سير العلماء الجزء الثاني

صبري الدمرداش

KFAS

توليد الكهرباء بتأثير المغناطيسية هنري الفيزياء

كان وليم ستيرجون بإنجلترا قد اخترع المغناطيس الكهربائي، إذ أخذ قضيباً من الحديد المطاوع وجعله على شكل حدوة حصان، ثم طلاه بالورنيش ولفَّ حوله طبقة واحدة من سلك نحاسي أحمر مشكوف، وحين مرَّر تياراً كهربائياً اكتسب القضيب قوة مغناطيسية.

واستطاع هذا القضيب الكهربائي المغناطيسي أن يحمل، بالجذب المغناطيسي، تسعة أرطالٍ من الحديد المطاوع.

وأعاد هنري صنع مغناطيس ستيرجون وحسَّنه . فقد عزل السلك بالحرير، كما استطاع أن يلف عدة لفاتٍ من  السلك حول قلب ملفٍ من الحديد من غير خشية حدوث دورات قصيرة (ماس) بين اللفات.

وبذا استطاع مغناطيسه أن يحمل 2300 رطل من الحديد المطاوع. ويبين شكل رقم (175) مغناطيس كهربائي كبير من تصميم هنري.

وقد دفع نجاح عالمنا في صنع المغناطيس الكهربائي، إلى البحث –بتركيز- في المطلب الشهير والمهم وهو تحويل المغناطيسية إلى كهرباء.

فقد لفَّ سلكاً معزولاً حول قضيب من الحديد المطاوع ، ووصَّل نهايتي السلك بمقياس جلفاني ، ووضع القضيب بين قطبي مغناطيس كهربائي، وعند إعطاء إشارة ، أوصل مساعده ملف المغناطيس الكهربائي ببطارية .

راقب هنري مقياس جلفاني فأشار المقياس إلى أن هناك قدرة فولتية ، ثم عاد المؤشر ليستقر عند صفر التدريج .

وعند إشارة ثانية، نزع المساعد وصلة الملف، فأشار مقياس جلفاني إلى أن قدرة فولتية قد تولَّدت في الملف الثانوي ولكن في الاتجاه المضاد هذه المرة.

ها هو عالمنا يتوصل – بذلك – إلى مبدأ التوصيل الكهربائي والمغناطيسي، غير أنه لم يسارع بنشر كشفه هذا، فاستحق فاراداي أن ينال هذا الشرف، وخسر هو فضل ذلك السبق العلمي.