صحراء الدناكيل وكالاهاري

2013 دليل الصحارى

السير باتريك مور

مؤسسة الكويت للتقدم العلمي

الاماكن والمدن والدول علوم الأرض والجيولوجيا

يمتد في شمال شرقي اثيوبيا وادي «ريفت» «الصدع» (The Rift Valley) الى داخل صحراء تمتد الى جيبوتي الى الشرق واريتيريا الى الغرب. وقد عُرفت هذه المنطقة ولفترة طويلة في الغرب على أنها صحراء الدناكيل على الرغم من أن سكانها يفضلون أن تدعى «عفار».

وتشتمل هذه الصحراء على منخفض من قرابة 120 متراً (400 قدم) تحت سطح البحر. والدناكيل شديدة الحرارة، كما أن الأمطار القليلة التي تهطل عليها تتبخر بسرعة مخلّفة مسطحات ملح كبيرة في منخفضات حيث تميل المياه الى التجمع. وتقذف البراكين النشطة الدخان والكبريت والفقاعات الحارة بقوة مع مياه تلون بصورة غريبة بالمعادن.

ويكمن مصدر الراحة الوحيد في هذه المعالم العنيفة حيث يعبر نهر «أواش» (Awash) الجزء الجنوبي من الأقليم ويشكل قطاعاً خصباً ضيقاً.

ويتبخر النهر أو يختفي قبل أن يبلغ البحر مخلّفاً أحواضاً ملحية فقط، ويُقتصر العدد القليل من السكان على الرعاة من «عفار» الذين عُرفوا بحمايتهم الشديدة للقلة من الموارد التي يوفرها الأقليم.

وكما هو الحال في شمالي كينيا قدمت الدناكيل أدلة على أنواع قديمة من القردة (Hominid) بما في ذلك «لوسي» الشهيرة التي عاشت على مقربة من البحيرات الكبرى في مناخ أكثر رطوبة.

يمكن القول بشكل دقيق إن معظم كالاهاري ليس صحراء بالمعنى الذي عرفنا الكلمة به. وعلى أي حال فهي صحراء من حيث كونها قليلة السكان ولديها عدد ضئيل جداً من الموارد المائية الدائمة (ماعدا الآبار). والجنوب الغربي من كالاهاري صحراء حقيقية وهي المنطقة التي تلتقي فيها جنوب أفريقيا وناميبيا وبوتسوانا في مجموعة معقدة من الحدود.

وتمتد هذه الصحراء باتجاه الشمال عبر ناميبيا نحو الساحل حيث تنضم الى صحراء ناميب شديدة الجفاف. وهذه المنطقة بصورة عامة عبارة عن سهول مستوية للغاية مغطاة بأعداد كبيرة من الكثبان الرملية الضيقة والطويلة والملتوية التي تتخللها أحواض.

وهذه أحواض تآكلت بفعل الريح حيث تتجمع المياه بعد هطول المطر، وتكون الكثبان نشطة فقط عند قممها المنخفضة أما الأغوار الواقعة بينها فهي مزروعة، ويعتقد البعض ان هذه واحدة من المناطق الأكثر عرضة لتغير المناخ الذي يُحتمل أن يفضي الى مناخات أشد جفافاً والى اعادة تنشيط الكثبان، وربما حتى في شمالي بوتسوانا وشرقي ناميبيا.