صخر البيكريت

256 3 دقائق

2009 الموسوعة العلمية للصخور والمعادن

KFAS

البيكريت هو صخر ثقيل داكن أشبه منه بالبيريدوتيت (peridotite).

ويتشكل كلاهما عميقاً داخل جبة الأرض (mantle) وهما غنيان بالأوليفين(olivine) الأخضر الداكن والأوجيت (augite) البني.

ولكن، في حين يُحمل البيريدوتيت إلى كتل اندساسية أو متداخلة(intrusive masses) كبيرة بمعيّة الغابرو (gabbro) النوريت(norite) والبيروكسينيت (pyroxenite)، فإن البيكريت يميل إلى التواجد في السدود (sills) والصفائح الاندساسية أو المتدخّلة (intrusive sheets) .

ومع أن صهارة البيكريت تتشكل فقط تحت ضغطٍ أقصى عميقاً داخل الجبة، فهو الصخر فوق المافّي الأوحد الذي يتدفق عادةً إلى السطح كحمم ، مثلما حدث في ثورة بركان كيلاوي في هاواي عام 1959.

وفي هذا الطفح ، قذفت نوافير نارية هائلة حمماً من البيكريت تحتوي على ما نسبته 30 في المائة من الأوليفين . وحتى يطفح البيكريت كحمم مثل هذه، ينبغي أن تكون درجات الحرارة مرتفعة جداً بالفعل – مما يفسر سبب ربطه غالباً ببراكين البقة الساخنة (hotspot volcanoes) كتلك الموجودة في هاواي .

وغالباً ما يوجد البيكريت (picrite) كذلك بصحبة البازلت (basalt) كجزء من قاع المحيط، وهو ما يفسر أن الكثير من أماكن البيكريت المعروفة توجد في الأوفيوليتات (ophiolites) – وهي قطع غليظة من قاع المحيط تُحمل إلى السطح بفعل الحركات التكتونية الهائلة .

في بعض الأحيان، يمكن أن يتواجد البيكريت بكميات أساسية في البازلت الهضبي (flood basalt) ، كما هي الحال في هضبة ديكان (Deccan) في الهند وشبة صحراء كارو (karoo) في جنوب أفريقيا، على أنّ لمعظم البازلت الهضبي (flood basalt) محتوى قليل تماماً من البيكريت .

والبيكريت غني جداً بالمغنيسيوم والحديد. وفعلاً ، فمن إحدى تعريفات البيكريت أنه يتشكل من 18% على الأقل من حيث الوزن من أكسيد المغنيسيوم. ويكون الكوماتيت (komatiite) متشابهاً لكنه يحتوي برغم ذلك على أكسيد صوديوم وبوتاسيوم أقل.

ويمكن أن يكون محتوى البيكريت من الحديد مرتفعاً جداً بحيث يكون في الواقع مغناطيسياً بعض الشيء . ومع ذلك، تكون بعض صخور الكبريت غنية بالهورنبلند على نحو خاص، فيما يكون البعض الآخر غني بالأوجيت (augite) على نحو خاص، كبعض الصخور في ديفون وكورنوال في إنكلترا، والتي تسمى في بعض الأحيان صخور بيكريت باليوزية (palaeopicrites) لأنها تشكلت قبل أكثر من نصف بليون سنة إبان الحقبة الباليوزية (Palaeozoic era).

ويعود تاريخ معظم صخور البيكريت في هذا الجزء من العالم علىنحو أكثر تحديداً إلى العصر الديفوني (Devonian period) ، أي منذ 360 – 408 مليون سنة خلت .

التعريف : أفضل الطرق للتعرف على البيكريت تكون من خلال محيطة ولونه الداكن من الأخضر إلى الأسود ومظهره اللامع السكري قليلاً ونسيجه المستوي- غير الأرقش كالبيريدوتيت، وليس ملوّحاً بشرائح فلسبار البلاجيوكلاز كالدوليريت ( الديابيز أو المحبب ) ، حيث يوجد كلاهما غالباً مع الكبريت

حجم الحبيبات : دقيق الحبيبات باعتدال (ملحيّة الحجم) .

النسيج : محبب .

البنية : مستوي النسيج .

اللون : أخضر داكن إلى أسود .

التركيب : سيليكا (47% في المعدل)، ألومينا (10%)، أكاسيد الكالسيوم و الصوديوم (10%)، أكاسيد الحديد و المغنيسيوم (31%) .

المعادن : أوليفين؛ كلاينوبيروكيبن (أوجيت)؛ أورثوبيروكسين (إنستاتيت)؛ ميكا البيوتيت؛ هورنبلند؛ فلسبار البلاجيوكلاز .

معادن إضافية : الأباتيت، ميليتيت، إسفين، بيوتيت، اسبينل (بلَخش)، هورنبلند .

بلورات بارزة ظاهرة : أوليفين أخضر أو أوجيت بني أحمر .

التشكيل : في الحمم النابطة عند حيود وسط المحيط والبقع الساخنة والقواطع والسدود . ويظهر في الأوفيوليتات وهضاب حمم البازلت الهضبي .

أماكن تواجد ملحوظة : روم (هيبريدس) ، جزيرة إنشكولم، وادي ميلاند- اسكتلندا؛ ديفون، كورنوال، سارك (جزر تشانل)- انكلترا؛ ويكلو- إيرلندا؛ ناساو، فتشتيلبرغ- ألمانيا؛ ترودوس- قبرص؛ غران كاناريا؛ عُمان*؛ مدغشقر؛ كارو- جنوب أفريقيا؛ ديكان- الهند؛ دونغوازي، كونلون- الصين؛ تسمانيا؛ هاواي؛ يلو ستون- وايومنغ؛ جبال كلاماث- كاليورنيا؛ ولاية أوريغون؛ نهر هدسون- أمريكا الشمالية؛ ولايتا آلاباما و مونتانا .

بيكريت الهورنبلند :