علوم الأرض والجيولوجيا

ضباب التأفُق

2012 دليل الطقس

روس رينولدز

مؤسسة الكويت للتقدم العلمي

علوم الأرض والجيولوجيا

يُمكن أيضاً أن يحدث تبريداً للهواء عندما تتدفق كتلة هواء دافئ فوق سطح أبرد، وفي هذه الحالة تنتقل الحرارة من الهواء إلى الأسفل، حيث يُمكن أن تنخفض درجة حرارة الهواء إلى نقطة الندى، مما يؤدي إلى تشبُّع ثم ضباب. إنّ الفرق الجوهري بين ضباب التأفّق والضباب الإشعاعي هو الدور الذي تلعبه حركة الهواء في تشكيله.

تُستخدم عبارة «تأفُق» على وجه الحصر تقريباً في الأرصاد الجوية وعلوم المحيطات، وتُشير عادةً إلى الحركة الأفقية التي تنقل إحدى خصائص السائل. على سبيل المثال، تُشير عبارة «التأفُق الحراري» إلى كمية الحرارة التي

تنقلها الرياح أو إنّ ضباب التأفُق شائع في مناطق الهواء البحري المداري الذي يتحرك باتجاه القطب والذي يبرد عند ملامسة سطح البحر.

ولهذا يُعرف أيضاً باسم ضباب البحر، ويحدث في مُعظم الأحيان في الربيع أو بداية الصيف عندما تكون درجة حرارة سطح البحر أبرد ما تكون أو قريبة من ذلك. تشهد مناطق المحيط الباردة على الدوام ضباب متأفق بصورة مستمرة بالرغم من أنّه ليس شائعاً في المناطق المدارية. ومن ضمن هذه المناطق «غراند بانكس» قبالة سواحل «نيوفاوندلاند»، حيث يحدث الضباب المتأفق في تموز/يوليو في أربعة من كل عشرة أيام فوق المياه الباردة لتيار لابرادور. وهو شائع كذلك فوق مياه «أويا شيو» و كامشاتكا» الباردة في شمال-شرق المحيط الهادئ، وأيضاّ في «مضيق بيرنغ».

في خطوط العرض العليا، كثيراً ما يوجد ضباب البحر فوق المساحات الجليدية والمياه المفتوحة من المحيط المتجمّد الشمالي في فصل الصيف، والأرخبيل الكندي، وإلى حد ما فوق المساحات الجليدية والمياه المفتوحة حول القارة القطبية الجنوبية.

يحدث ضباب التأفُق عادةً في المناطق الساحلية حيث يجري ماء بحري بارد بشكل غير معتاد بشكل موازِ للقارات الغربية تحت – المدارية . يقود التبريد القوي للهواء على مستوى منخفض إلى حدوث الضباب على طول سواحل شمال-غرب أفريقيا (فوق تيار جزر القمر)، وجنوب-غرب أفريقيا (تيار بنغويلا)، وشيلي (تيار همبولت)، وربما أشهرها هو سواحل كاليفورنيا الوسطى والشمالية. وفي البحار حول بريطانيا، وخصوصاً إلى الجنوب الغربي حيث يقترب الهواء البحري المداري في معظم الأحيان، ضباب التأفّق هو أمر شائعٌ أيضاً. وكذلك في سواحل بريطانيا الشرقية، يقود تبريد التدفق الرطب على الشاطئ إلى حدوث «رذاذ البحر»

(fret) على طول ساحل نورثمبريا و «ضباب البحر البارد» (haar) عبر سواحل شرق اسكتلندا. وبطبيعته يتحرك ضباب التأفُّق، مما يعني أنّه حتى بوجود رياح بسرعة 30 عقدة فوق البحر فإنّ الضباب الكثيف يستمر. ولكن مع اشتداد قوة الرياح، ينقشع الضباب عادةً ليشكّل غيمةً طباقية.بالرغم من أنّ ضباب التأفّق شائعٌ جداً فوق البحر، فإنّه يُمكن أن يحدث فوق اليابسة عندما يمرّ الهواء الرطب والدافئ عبر سطح مُغطى بالثلج أو عبر سطح كان مُغطى بالصقيع مؤخراً.


[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى