طبيعة حياة الكائنات البحرية في ينابيع أعماق البحر الحارة

419 2 دقائق

2013 كتاب الحياة

مايلز كيلي

KFAS

الكائنات البحرية ينابيع أعماق البحر الحارة الحيوانات والطيور والحشرات البيولوجيا وعلوم الحياة

تعتمد كل الحياة على الأرض بما فيها الأحياء البحرية على طاقة الضوء المُستمدَّة من الشمس، أو هكذا كان يُعتقَد.

ففي ظلمة أعماق البحر هناك حيوانات تستمد الطاقة من مصدرٍ آخر، وهذه الطاقة هي المعادن المتدفقة في المياه الساخنة جداً من عمق ما تحت قاع البحر .

توجد الينابيع الحارة في أرض قاع البحر على امتداد حاجز منتصف المحيط.

وتتشكل هذه الينابيع عندما يتسرب الماء تحت السطح الخارجي الصلب للأرض (القشرة).

ويسخن الماء بفعل صخور الصهارة (magma rock) الساخنة بشدة بعيداً إلى الأسفل ليُقذفَ إلى الأعلى عبر الشقوق في قاع المحيط .

يمكن لدرجة حرارة الماء داخل وحول منفَس (vent) الينبوع الساخن أن تبلغ 400ْ درجة مئوية. وهذا الماء غنيٌ بالمعادن وغاز كبريتيد الهيدروجين .

مع تصلّب المعادن حول المَنفس أو الفتحة (vent) فإنها تُراكم مداخن قوية تزداد طولاً وطولاً. وبلغ طول إحدى هذه المداخن ارتفاع مبنى مؤلّف من 15 طابقاً، أي نحو 50 متراً .

عند قاع البحر توجد ديدان طويلة بطول السيارات. وتتجمع الديدان الأنبوبية العملاقة (giant tubeworms) حول الينابيع الحارة على قاع المحيط.

وتتغذى على جزيئات صغيرة تعمل على تصفيتها من الماء، ويبلغ طول بعضها أكثر من 3 أمتار ولها أجسام سميكة بحجم ذراع الإنسان .

تعيش سلاطعين بيضاء عمياء وسط الديدان الأنبوبية العملاقة، وأنواعٌ متنوعة من الرخويات ذات الصدفتين (bivalve molluscs) مثل «بلح البحر» (mussel) و«الفينوس» (clam) وأسماك قرنفلية عديمة الأعين، وأنواع أخرى كثيرة لا توجد في مكانٍ آخر ولا في اي موطن آخر في العالم .

يمتزج الماء الحارق مع الماء المُحيط البارد مكوّناً نفثات مدخنية الشكل من الماء الدافئ.

وغالباً ما تكون هذه النفثات سوداء اللون بسبب المحتوى المعدني في الماء. ونتيجةً لذلك تُسمى هذه المنافس المائية الحرارية «المداخن السوداء» (black smokers) .

توجد معظم ينابيع الأعماق الحارّة في منتصف المحيط الأطلسي وحول حواف المحيط الهادئ، وتكون تلك المناطق حيث تتحرك صخور الأرض السطحية مع وقوع الزلازل المتكررة.